……………………..
ـ يـبـاسٌ.. يـُزهـرُ ويـُثـمـر بـكِ ـ
مـسـاء الـخـيـر…
لا أدري أيُّ طـقـسٍ يـحـكـُمُ وقـتـكِ الآن، إلاَّ أنَّ هـذا الـقـلـبَ يـحـتـاجُ أن يـسـمـعـَكِ،
وعـطـركِ الـعـالـقُ بـذاكـرتـي يـُعـمـّر بـدمي مـناراتٍ للـحـنـيـن،
فأجادلُ فـيـكِ روحي، وأصـالـحُ على دمي،
وأســـامحُ فـيـكِ زمـنـاً رديـئـاً،
وأعـلـمُ أنّ ألـف حـضـنٍ يـشـدُّني،
وألـف عُـمـرٍ يـأُخُـذنـي إلـيـكِ،
وأدركُ أنَّـكِ مـا تـبـقَّـى فيَّ مـن مـيـراث الـمـطـر،
أخـتـرعـكِ حـيـنـاً،
وأصـوغـكِ مـن الـوهـم أحـيـانـاً أخـرى،
أُلـبـسـكِ غـار الـحـضـور،
وأشـفـقُ على عـيـونٍ شـاخـت وهي تـرقـبُ شـراعـاً لـمـركـبٍ لـن يـأتي،
وأدركُ يـقـيـنـاً أنـي شـقـيٌّ بـرتـبـة مـتـمـرّس أُزهِـرُ وأُثـمِـرُ بـكِ وأنـا حـطـبٌ يـمـشـي إلى الـنَّـار كــأنه في عـرس…
تـرتـجـفُ يـدي كـدوريّ فـاجـأهُ مـطـرُ تـشـريـن كـُلـّمـا كـتـبـتـُكِ،
وتـحـتـرقُ أجـنـحـة عـصـافـيـر الـبـوح إن جـاورتْ فـمـي…
وكـشـحـيـحٍ يـُدركُ بـخـبـرةٍ قـيـمـة مـالـديـه،
أُخـرجـكِ آخـر الـلـيـل من خـزائـن أسـراري،
أتـأمَّـلُـكِ، أقـلّـبُ ورق الـدَّفـاتـر، وأمـرُّ على الـتَّـواريـخ،
أتـنـسَّـمُ عـبـق خـصـلات الـشَّـعـر، وأضـمُّ الـصّـور…
وأُعـيـدكِ إلى حـيـثُ أنـتِ بـحـرصِ من يـعـتـنـق أبـديـَّة الـخـلـود..
يـا صـافـيـة الـرُّوح:
كـنـتُ لـلـتـوِّ قـد أنـهـيـتُ قـراءة “طـيـور الـشَّـوك”..
حـكـايـة بـطـعـم الـيـبـاس الـذي يـتـركـه الـبـحـر على شـفـاهٍ غـضَّـةٍ، وهَـمـمـتُ بـالـكـتـابـة إلـيـكِ لأطـلـب مـنـكِ قـراءتـهـا..
إلا أني تـراجـعـتُ في الـلـحـظـة الأخـيـرة إذ لا يـُعـقـل أن أدعـوكِ لـنـتـشـارك وجـبـةً أخـرى من الـوجـع في مـلـحـمـةٍ ربَّـمـا تـشـبـهـنـا..
رتَّـبـتُ مـكـتـبـتـي، أعـدتُ الـكـتـب إلى أمـاكـنـهـا على الـرّفـوف، وجـمـعـتُ أوراقـي الـمـبـعـثـرة..
ثـمَّـةَ مـشـكـلـةٌ بـيـنـي وبـيـن الـكـتـابـة هـذه الأيّـام…
دوَّنـتُ بـضـع مـلاحـظـاتٍ في دفـتـر يـومـيـاتـي،
وتـمّـنّـيـتُ أن تـكـونـي بـخـيـر.
دمشق في 26 نيســان 2015
ـــــــأيـمـن ســلـيـمــان.