خرجت من عباءة التراث مرة جديدة لتعود إلى الاستخدام الفعلي كأثاث يحتاج إليه المنزل، وتبقى مجرد تحف للزينة ضمن
#البيت_الدمشقي_التراثي، معتمدة على #التصنيع_اليدوي الذي بدأ في دمشق قبل 600 عام.
سعد عبد القادر صاحب ورشة لتصنيع كراسي القش في المناخلية يقول: "هذه المهنة معروفة في #دمشق" منذ 600 عام.
وتعتمد بوجه أساسي على الخشب وقش القمح، وهما المادتان الأساسيتان في صناعتها التي تتم يدوياً، فبعد إحضار القش الناتج عن القمح بعد حصاده، نقوم بترطيبه بالماء حوالي أربع أو خمس ساعات وتغطيته بقطعة من الخيش المبلول، ثم نقوم بتمشيطه بمشط خاص، حيث إن القش عريض والمشط عبارة عن قطعة خشبة فيها مجموعة مسامير على شكل مشط الشعر بهدف تقطيعه، حتى يصبح كشعر البنات، ثم يُجدّل ويتم تشكيله على الكرسي".
و يتابع سعد :"تتوزع الأنواع المصنعة منه ما بين "كنبة" وكرسي السفرة وكرسي الاستخدام الخارجي أو الداخلي، وصناعة الكرسي الواحد تحتاج إلى وقت قد يصل إلى يوم كامل، بعد مرحلة تجميع القش التي تستغرق ثلاثة أيام متتالية".
ويضيف: "في الفترة السابقة كانت هذه الكراسي يقتنيها الأغنياء كأثاث للصالونات والشرفات وحدائق بيوتهم، وفي المطاعم والمنشآت والمقاهي السياحية التي تهتم بالتراث، حيث شهدت هذه الصناعة تراجعاً في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، بسبب ازدحام السوق بالكراسي البلاستيكية، ولكن مع مرور الوقت لاحظ الكثيرون أن كراسي القش أفضل وأكثر راحة للجسم".
و يختم بالقول :"ما زالت كراسي القش مثل تحف تزين البيوت الدمشقية القديمة منها والحديثة، وتعطي البيت شعوراً بالدفء والجمال، حيث عمل الحرفي الدمشقي على استعمال النقوش عليها، وأبرزها: "الطاووس"، و"عين الشمس"، و"النسر"، وجميعها يتداخل فيها الفن مع الصناعة".