خاص بتوقيت دمشق – فريال خضور
صنع اللاجئون السوريون بموتهم رأياً عاماً أوربياً متعاطفاً ومرحباً بهم، أُجبر الإعلام على التركيز على القضية ومتابعتها، باعتبار جلّ هؤلاء اللاجئين من السوريين، والذين لأجلهم بالذات تتغير قوانين اللجوء في ألمانيا، ويخرج آلاف المؤيدين لقضيتهم في فرنسا والنمسا وألمانيا وهنغاريا وغيرها.
فيما يكشف مراقبون بأن معظم هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين، الذين يتم استقبالهم على أساس الجنسية والأزمة السورية، ليسوا جميعهم سوريين، وتعداد السوريين بينهم ليس أكثر من 15 – 20%.
اللاجئ السوري «جهاد سلام» الذي وصل إلى ألمانيا، في موجة الهجرة الكثيفة التي تم التركيز عليها في الآونة الأخيرة، أكد أن أكثر من (80%) من اللاجئين ممن التقاهم في رحلته التي استمرت ما يقارب الشهر حتى بلوغ هدفه، هم من غير «السوريين» وقد انتحلوا صفة «سوريين» بهدف ركوب موجة التراخي الذي تبديه بعض دول اللجوء معهم.
وهذا، ما أكده أيضاً، صلاح الدين بلال، مغترب سوري منذ 17 عاماً، مقيم في ألمانيا ومدير مركز «أسبار» للدراسات والتوثيق، بأنه خلال يوم واحد فقط وصل 150 لاجىء «سوري» إلى المدينة التي يعيش فيها، وتبين بأن 20 منهم فقط سوريون.
سلام، أشار إلى أن هؤلاء العراقيين ومعهم البعض من جنسيات أخرى، يدعون بأنهم من مناطق يسيطر عليها تنظيم «داعش» مثل دير الزور والرقة ومناطق أخرى في الجزيرة السورية، وبأنهم فارون من إرهاب «داعش»، ويرون قصصاً كثيرة حول ذلك، وهو ما يرفع مستوى التعاطف معهم، مع موجة فوبيا «داعش» في الغرب.
محمد غنوم وصل إلى هولندا منذ 15 يوماً، أكد بأن معه في ذات مكان الإقامة 10 عراقيين، يدعون بأنهم سوريون من مدينة الميادين، وقد فروا خوفاً من «داعش».
وتحدث غنوم عن تفاصيل رحلتهم قائلاً: «يبقي اللاجئ جوازه العراقي مع أحد معارفه في تركيا، ويحصل على جواز سوري بإحدى الطرق أو لايحمل أية أوراق سورية مطلقاً ، يدعي فقط بأنه سوري وقد فقدَ جميع أوراقه في البحر، ومعلوماته جاهزة اعتماداً على خارطة غوغل ومعلومات أخرى».
تخوف مدير مركز «أسبار» للدراسات والتوثيق، الذي يتابع القضية مع مراكز استقبال اللاجئين، في عدة مناطق في ألمانيا، من عواقب هذا الانتحال وما يمكن أن يجره على السورين من مشاكل كبرى، منبهاً بذلك من ارتكاب جرائم وانتهاكات متعددة باسمهم ليتحملوا هم مسؤوليتها.
بلال، ضرب مثلاً يوضح فيه، أن في مراكز اللجوء التابعة لمنطقة «هارسيفنكل»، والتي تضم 500 لاجئ ينتمون لدول مختلفة «عراقيين، صوماليين، لبنانيين، مغاربة، يوغسلاف، رومان، أفارقة، قرباط، وغيرهم» دخلوا على أنهم سوريون، وتبين أن 25 شخصاً فقط منهم هم سوريون فعلاً.
الدكتور أحمد الحاج علي محلل سياسي، علق على انتحال الجنسية السورية من خلال تصريح أدلى به لموقع «بتوقيت دمشق» قائلاً: «أن نسبة المهاجرين السوريين لا تتعدى 20 %، بينما الباقي من جنسيات مختلفة كـ «عراقيين وأردنيين ولبنانيين» وغيرهم، ممن يرغبون الوصول إلى الدول الأوربية وأولها ألمانيا.
وأضاف: «هذا الاختلاط خطير جداً لأنه جعل من السوريين وسيلة للعبور إلى الدول الغربية، باستخدام جوازات سفر سورية مزورة قد تؤدي لمشاكل بحق السوريين الحقيقين في المستقبل».
ويبقى الخوف مما قد يسببه هذا التدفق الكبير بالهجرة غير الشرعية وانتحال صفة اللاجئين السوريين من تبعات سلبية، سيدفع السوريون وحدهم ثمنها، من خلال ضيق تلك الدول بأعدادهم الكبيرة، وما يخلفونه من فوضى وأزمات فيها، وحرمان السوريين الذين يعانون من ويلات الحرب، والمستحقين فعلياً فرصة اللجوء، وما يمكن أن يحملوه أيضاً من تبعات أي سلوكيات سلبية لهؤلاء والتي سترتكب باسمهم .