منيرة احمد –مديرة موقع القلم
وتفتحت براعم من الألق والثراء حين جلت بين الكلمات أفرش زهرها وزهوها وأنثرها عبير بين يدي القارئ ليجد كيف التي أثرت الموقع بهذا اللقاء الذي اجره الزميل فؤاد حسن
=ﻋﻨﺪَ ﺇﻧﻄﻼﻗﺘﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﺃﺣﻜﻢَ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻀﺔِ ﻳﺪﻙ ﻟـ ﺗﺴﺘﻤﺮ؟
بالتأكيد انطلاقتي الأولى كانت من خلال أسرتي المتفهّمة التي آمنت بي وساندَتْني بكلّ ما لديها. وأخصّ بالذّكر والدتي الحبيبة التي هي حتّى الآن قارئتي وناقدتي الأولى ولم تدّخر جهداً في محاولة الارتقاء بموهبتي ضمن الإمكانات المتاحة. ولا بدّ لي في هذا المقام أن أذكر كيف كان إخوتي وأخواتي ووالديّ يجتمعون قبل كلّ ظهور خطابيّ أو شعريّ لي على منصّة المدرسة التي كانت منبري الأول… وألقي نتاجي أمامهم ليكون ذلك تدريباً أوّليّاً (بروفة).. لامتصاص رهبة الوقوف أمام جمهور كبير في ذلك الزّمن الجميل.. زمن المهرجانات الخطابيّة الّتي كنت فيها شاعرة المدرسة…والتي وهبتني الحافز للوقوف على الكثير من المنابر الشّعرية في مختلف المحافظات السّورية فيما بعد
=. ﻫﻞ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺫﺍﺕَ ﻟﻴﻠﺔٍ "ﻛﻠﻤﺎﺗُكِ" ﻋﻠﻰ ﻟﺤﻦٍ ﻣﻌﺰﻭﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺫﺍﻥ؟
هذا ما أطمح وأسعى إليه وأتمنّاه من كلّ قلبي… فالموسيقا تهَبُ الكلمة روحاً جديدة وتقرّبها إلى المتلقّين… الأغنية سفيرنا الأثير إلى قلوب الناس
– ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻷﻛﺜﺮُ ﻗُﺮﺑﺎً ﻣﻨﻚ .. ﻭﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮينها ﺍﺑﻨﺘُﻚَ ﺍﻷﺟﻤﻞ.
. لن أتحدّث بدبلوماسيّة الشعراء الذين يقولون كلّهنّ بناتي… ولكن أؤكّد لك أنّه يصعب تحديد بيت معيّن أو قصيدة ما…لذلك سأختار مقطعاً من قصيدة أجد فيها فلسفةً تختزل جدليّة الحياة وهي بعنوان: تجلّيات..
بحثُتُ عني لم أجدني
مرَرْتُ من أمامي لولاهُ ظلّي ما تعثّرتِ الخطى
وسقطتُ قُدّامي
مرّت فصول العمر
: قالت جدتي مرّ المنادي يحمل الحلوى
فهيّا أعطني مالاً تقولُ صغيرتي
عجلات ذاك البائع الجّوال
لا ليست تراني
وأنا أراني بين زوبعة الفصول
وفرحة القلب المندّى
ليس تعرفني المرايا
أأنا شروق جدائل أسلمتها للريح
أم شفقٌ تسربله الحكايا
أأنا أنا لو كنتُ حقاً من أنا؟
كم بتُّ أجهلها أناي..
=. ﺃﻳﻦَ ﻳﻤﻮﺕ ﺍلشّاعر؟ ﻭﻣﺘﻰ؟
الشّاعر- شأنه شأن أيّ مبدع– هو الشّخص الذي يقبض بين كفّي سطوره على نبتة الخلود التي سعى إليها جلجامش في الملحمة الإغريقية الشّهيرة، ولم يوفّق في الحصول عليها… فعمره الفعليّ رهن بإبداعه الذي يخلّده حتّى بعد الممات…. يموت الشاعر حين تنطفئ جذوة الإبداع لديه ويخبو جمر كلماته… أو حين يبقى شعره في الظّلّ ويتراكم عليه غبار التّجاهل. ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺸِّﻌﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣِﻦ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣِﻦ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤُﻘﺎﺑﻞ ..
= ﻓـ ﻣﺘَﻰ ﻗﺪ ﻳٌﻨﺼَﻒُ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ، ﻭﻣِﻤَﻦ؟! ﻭ ﺇﻟﻰ أﻱّ ﺳﻤﺎﺀٍ ﻋﻠﻴﻨَﺎ ﺃﻥ ﻧُﺤﻠِّﻖ ﻟﺘﻜﺘﻤِﻞ ﺃﻣﻨﻴﺎﺗﻨﺎ؟
في كلّ تجربة إبداعية هنالك مبدعون بحقّ… وهنالك متسلّقون وأنصاف مبدعين أو لنقل أشباه مبدعين… وما أكثر الشّعراء المظلومين والمغمورين الذين لم يأخذوا جزءاً من حقّهم في هذا المجال أو ذاك…حقيقةً لا ينصف المبدع بالدّرجة الأولى سوى جمهور المتلقّين الذين يؤمنون به ويواكبون إبداعاته….واهتمام الإعلام…ودعني أتحدّث عن نفسي كشاعرة تشعر بالإنصاف إن لقيت نشاطاتها التّغطية الإعلاميّة المناسبة لتعريف الناس بشعرها وحضورها الشّعريّ… صراحةً أتمنّى على الجهات الإعلاميّة المعنيّة أن تولي أهميةً أكبرَ للشّعر… إذ نلاحظ أن تغطية النّشاطات الشعرية –على ندرتها– تقتصر على عرض النذر اليسير من نبض روح الشّعراء… وهذا مطلب محقّ لطالما توجّهنا به في كلّ لقاء. أمّا عن اكتمال الأمنيات فهذا أمر يكاد يكون مستحيلاً… نحن نسعى ونسعى… وفي كل قمة نرتقي إليها نطمح إلى ما يليها… ونرى سابقتها بعين النقد لنتعلم من خبراتنا. اكتمال الأمنيات يعني الموت… فالإبداع لا حدود له… ولا آفاق يمكن أن تحتضنه ليقف عندها ويقول :اكتفيت
=. ماذا تحدّثينا عن مسيرتك الإبداعيّة في الكتابة وعن رسالتك الماستر البحثيّ؟
بدأت الكتابة في سنّ مبكّرة… لم أكن قد تجاوزت التّاسعة من عمري.. كنّا قد تركنا دمشق –موطن أجمل طفولة- وانتقلنا لنعيش في اللاذقية حيث الأهل والأقرباء… والمفارقة أن أولى قصائدي التي تفجّرت إثر صدمة الفراق كانت تحمل عناوين: "فراق الوطن"… "زيارة الوطن" وإلى ما هنالك من عناوين تظهر مدى تعلّقي بهذا المكان الذي عدت إليه بشوق لأؤسّس أسرتي الصّغيرة… وهذه التّجربة تمخّضت عنها رواية بعنوان "وتفتّحت براعم الأمل"… كنت حينها في الرّابعة عشرة من عمري وحصلت على موافقة بنشرها من اتّحاد الكتّاب العرب… ولكنّني في ذلك الوقت لم أجد من يمدّ لي يد المساعدة لتظهر إلى النّور فبقيت حبيسة الأدراج.. وأنا عازمة على نشرها كما هي بعد مرور هذا الزّمن دون أي تدخّل منّي… مع الإشارة إلى عمر كتابتها. لديّ أكثر من ديوان شعري قيد الطّبع… نشرتُ كتاباً أرثي فيه أخي الغالي بسيم الذي توفي منذ عام 2005 وسكبتُ نبض وجعي ومارد أحزاني فيه.. كما ضممت إلى كتاباتي نبض أقلام أخرى كتبَتْ له وعنه.. فآثَرْتُ أن أكرّمها وأكرّمه بضمّها إلى كتابي الذي يحمل عنوان "بسيم في كلمات: رثائيّات في رؤى شاعرة"… وفي العاجل القريب سوف أطبع مجموعة قصصيّة بعنوان: "ثاني أوكسيد العشق". أما عن رسالة الماجستير فهي بعنوان: مارغريت آتوود…وإعادة كتابة الأيقونات، وهي في اختصاص الأدبيّات… وتبحث في إحدى روايات الكاتبة الكنديّة المعاصرة المذكورة في العنوان والتي تندرج تحت مسمّى الأدب النسويّ Feminism … الرّواية تحمل اسم: عين القطّة. استطاعت الكاتبة في هذه الرّواية كما في سواها أن تخرج الخطاب من أحاديّته وذكوريّته وذلك عبر تحطيم كل أنواع الأيقونات سواء المقدسة منها أو الأنثوية والنصية عبر تناصٍّ تتنوع فيه مفردات الخطاب … وتقنياته… لإعادة تشكيل الذات بعيداً عن المسلّمات والبديهيّات. حاولْتُ من خلال أطروحتي أن أثبت اعتماد الكاتبة في هذا التّحطيم الممنهج والمبدع على تقنية الحيّز space المستقاة من نظرية البداوة أو الترحال Nomadic Theory وما يقدّمه هذا النّمط المعيشيّ الذي عاصرته بطلة الرواية من غنىً وتنوّع للشّخصية ومن قدرة على التّغيير والمواجهة. الحديث عن هذا البحث يطول لذلك حاولت إيجاز الفكرة العامّة قدر الإمكان
=. إلى أي مدى يمكن للأعمال الأدبية أن تنجح في غرس ثقافة الإخلاص في المجتمع ؟
يمكن ذلك إلى حدّ كبير… هذا طبعاً إن توفّرت ثقافة القراءة الكافية في زمن السّرعة… زمن الانترنت والاتّصالات التي نأَتْ بكثيرين من أبناء هذا الجيل عن القراءة… القارئ يتماهى مع العمل الأدبيّ وشخوصه… وقد يقرأ المتلقّي بضعة كتب تغيّر له مسار حياته وقناعاته.. رسالة الأدب لا يمكن إفراغها من مضمونها مهما تعددت سبل ذلك… فلا بدّ من وجود بعض المنضوين تحت رايتها – وإن كانوا قلائل- في هذا الزمن اللاهث أبداً
. وفي النهاية اشكر موقع القلم والأستاذة منيرة أحمد مديرة التحرير والشاعر والكاتب والإعلامي الصديق فؤاد حسن
(بانتظار ثاني أوكسيد العشق) وفرحتنا معك شاعرتنا بمزيد من النجاحات الدراسية والشعرية
محبتنا لك وموقعنا مساحة تزدان بك