عصام سلامة – بيروت برس –
حراك مصري على المستوى الشعبي جاء متتابعًا من اجل التضامن مع الدولة السورية وجيشها وقيادتها في مواجهة الارهاب والمؤامرة الصهيوامريكية، مطالبًا في الوقت ذاته الحكومة المصرية بعودة العلاقات طبيعية بين البلدين، واستعادة مستوى التمثيل التبادلي على درجة السفير، ووصل البعض للدعوة الى ضرورة بناء دولة الوحدة العربية التي قامت بمنتصف القرن الماضي بين مصر وسورية، مؤكدين على ان الوحدة هي طوق النجاة من المخاطر والتحديات التي تتعرض لها الامة العربية بأسرها.
منذ يومين تقدمت مجموعة من الشخصيات المصرية تصاحبها اخرى عربية ببرقية عاجلة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يطالبونه فيها باعادة العلاقات مع سورية، وانهاء حالة الانقطاع والتمثيل الواهن الذي تسبب فيه الرئيس المصري السابق، الاخواني محمد مرسي، مؤكدين على ان الجيشين المصري والسوري يحاربان عدواً واحداً، يستهدفهما سويًا، ويسعى إلى تقسيم البلدين وتمزيقهما دويلات طائفية متناحرة، خدمةً للكيان الصهيوني الغاصب للاراضي العربية بفلسطين والجولان.
وقالت البرقية التي أرسلتها 39 شخصية مصرية وعربية، إنّ سورية تواجه منظمات ارهابية عديدة تشن عدوانًا ضاريًا لأكثر من أربع سنوات على الدولة ومؤسساتها وشعبها وحضارتها متمثلة في آثارها التاريخية، وأن هذه المنظمات الارهابية نفسها تقوم بقتل جنود وضباط مصريين في صفوف الجيش والقوات الامنية، بل وأيضا تغتال قضاة ومسؤولين بالإضافة الى ذبح مواطنين مصرين بزعم قيام دولة إسلامية.
وأكدت الشخضيات على ان تصاعد الإرهاب في مصر تزامن مع ازالة تنظيم الاخوان من الحكم، التي لعب فيها الجيش المصري دورًا رائدًا تلبية لمطالب الشعب، حيث قام محمد مرسي وجماعته الاخوان المسلمين علنًا بدعم القوى المعتدية في سورية وسحب السفير المصري من سورية، وان هذه الفعلة البغيضة أضرت وتضر بأمن مصر القومي.
وقال الموقعون من الشخصيات القومية العروبية على البرقية "انطلاقًا من الحرص على المصالح القومية وأمن كل من مصر وسورية نطالبكم بضرورة العودة الفورية والكاملة بل والنشطة للعلاقات السياسية بين مصر وسورية، رفقاء حرب تشرين التحريرية، ونحن على ثقة بأن هذا القرار رغم عدم تأثيره المباشر في المعارك سيكون له تداعيات سياسية ومعنوية هائلة في المعركة ضد الارهاب فهو إشارة واضحة لمساندة سورية، كما أن ذلك له انعكاس ايجابي على معنويات كافة المقاتلين المتصدين للارهابيين".
وبعد يوم واحد من البرقية المرسلة إلى الرئاسة المصرية، جدد تحالف القوى الوطنية لدعم القضايا العربية، ومقره القاهرة، تضامنه الكامل مع الدولة السورية في حربها ضد قوى البغي والارهاب، وسلّم البعثة القنصلية السورية بالقاهرة خطاب تضامن قال "نحن اعضاء تحالف القوى الوطنية لدعم القضايا العربية الذي يجمع بين طياته ممثلي اطياف الشعب المصري بكل فئاته. ومن مصر قلب الامة العربية وحصنها الحصين، وباسم جموع الشعب المصري الحر الاصيل، نتقدم باسمى آيات الشكر والفخر والاعزاز إلى الشعب العربي الحر الأبي في الجمهورية العربية السورية، وإلى ابطال الجيش العربي السوري وإلى الرئيس بشار الاسد لما يقدمونه من تضحيات وبطولات نيابة عن شعوب العالم بصفة عامة، وشعوب المنطقة بصفة خاصة ضد الارهاب الغاشم والارهابيين المدعومين من قوى البغي والتخريب للنيل من وحدة وسلامة أمتنا العربية".
وأضاف الخطاب "هيهات لكل من تسول له نفسه الاقتراب من امتنا العربية وشعوبنا مادام على الارض رجال الجيشين العربيين المصري والسوري، الذين سطروا اسمى معاني البطولات والاقدام دفاعًا عن كرامة الامة العربية في حرب السادس من تشرين الاول عام 73 ومن خلفها كافة شعوب امتنا العربية، قاطبة من المحيط إلى الخليج".
سبق ذلك بقرابة عشرة ايام، ما اعلنته اللجنة الشعبية المصرية للتضامن مع الشعب السوري من تأييدها الكامل للضربات العسكرية الجوية التي يشنها الجيش الروسي ضد معاقل تنظيم داعش الارهابي والجماعات التكفيرية المسلحة بسورية، ولفتت إلى ان صمود الشعب السوري في وجه المؤامرة هو صاحب الفضل الحقيقي في الانتصار على الارهاب.
وقررت رفع العلم السوري "علم الجمهورية العربية المتحدة" اعلى مقرات الاحزاب السياسية المصرية والمؤسسات الشعبية المنضمة تحت لواء اللجنة على مستوى جمهورية مصر العربية، مجددةً التضامن مع الشعب السوري وقياداته.
هو حراك شعبي تسارعت وتيرته في ظل تسارع الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري على الارض، ومساندة الطيران الروسي له من الجو، حراك يشير إلى رغبة جارفة لدى الشارع العربي بمصر في اعادة العلاقات مع دمشق، والتي لا مبرر لقطعها من الاساس، حراك يمثل نبض الشارع العروبي، ولا ينتظر الا قرارًا سياسيًا، على الرئيس المصري أن يتخذه دون تأخير.