بحر الأبجدية..
مثقفو المقاهي .. العاطلون وطنياً
سليم عبود
في وطننا اليوم خاصية جديدة.
بات يتمتع بها كثير من هؤلاء « المثقفين ، والسياسيين « الذين لايغادرون المقاهي..
يجترون حكايات وأخبارا، وتعليقات في مجملها سوداوية ، غير حقيقية…
لهؤلاء خاصية غريبة عجيبة لايعجبها العجب ولا الصيام في رجب..
و حتى النشرة الجوية التي يقرؤها المتنبئ الجوي ، لاتروق لهم ..
لأنها تعاكس أحلامهم وأمزجتهم ، رغم اعتمادها العلم منهجاً..
فهم يعتمدون على طريقة « خالف»
فأي كلام يقوله أحد أمامهم .. أو بين بعضهم بعضا .. لابد من مشاكسته ، وأحيانا اتهام صاحبه بعلاقة ما مع جهة استخباراتية ما ، طبعا بحسب قراءتهم للرأي.
أحدهم كان يكتب ،ويتقول في السياسة ..
وفجأة …توقف عن الكتابة كما يقول احتجاجا على الأداء السياسي للدولة
لاأنكر عليه هذا الحق ، وأن يقول رأيه عن الأداء السياسي ، والاقتصادي للحكومة ,,…
ولكن صاحبنا هل يتذكر أنه في زمن ما ، كان يتهم بالعداء والخيانة الوطنية أي قائل يقول نصف مايقوله الآن ..
وأعرف آخر… كان بواب الجنة والنار في النظام لسنوات .. و مازال في حضن النظام .. ولكن خارج مهمته ..
صاحبنا هذا .. يطلق على الدولة كلها قذائف من العيار الخطير جدا..
وآخر ما سمعته يتحدث عن الفساد والفاسدين ، على إحدى القنوات السورية..
ويقدم مسوّدة مشروع عن محاربة الفساد..وهو الذي نما كخضراء الدمن على ساقية الفساد ..
هذه الخاصية التي نراها اليوم يمكننا أن نطلق عليها :
« السفسطة»
سفسطة في الكلام ، والتقويم، والتحليل، والتفكيك ، والتركيب، وصوغ نظريات وأحلام، وحكايات ـ وتحليلات بحسب أمزجتهم ،
والمشكلة أن كل من يخالفهم الرأي هو معاد للمنطق ، وفكره مغلق، وخطابه خشبي .هؤلاء يذكروننا بماقاله سونيكا الحاصل على جائزة نوبل في حديثه عن مثقفي إفريقيا الذين لايغادرون المقاهي متراخين، كسالى، يدخنون السجائر والنراجيل ، ويرسمون لأفريقيا خطوط مساراتها السياسية والثقافية ..
هؤلاء في رأي سونيكا هم أعداء أفريقيا الحقيقيون .
في سورية اليوم ..
مجموعات كثيرة ، ترتاد المقاهي ، تتحدث عن الوضع السوري، وآخر أحاديثهم تدور حول الوجود الروسي في سورية ..
ولكل مجموعة من هؤلاء رأي، وأفكار، وتحليلات ، في أغلبها هلامية كدخان سجائرهم ونراجيلهم ، وكرائحة قيئ أفواههم الذي يخالطه مزيج من المتة والدخان والقهوة والكحول ..
أحدهم هاجم الوجود الروسي في سورية ..
وهاجم وجود الطائرات الروسية فيها..وأطلق عل هذا الأمر تسميات وتنظيرات .. أظن أن نتانياهو لم يقل أسوأ منها..
وعندما قلت له:
« رأيك يتقاطع مع رأي الإرهابيين والوهابيين والإخوان ، والأمريكان ، والغرب، وإسرائيل ، كيف تفسر ذلك .. وكيف تفسر مجيء الروس في هذه اللحظة التاريخية التي يعمل فيه كل أعداء سورية على تدمير سورية ، وذبح شعبها، أليس هذا الوجود الروسي تضحية كبيرة وقيمة كبيرة في مصلحة سورية؟!
الأ يعني منع الإرهاب من التمدد على الأقل..
وكبح جماح أؤلئك الذين يخططون لغزو سورية كما يهدد وزيرا الخارجية القطري والسعودي ؟!
تعلثم لبعض الوقت ، ثم قال:
« أرفض وجود الروس»
قلت :
« إذا أنت تقبل بمجيء الدواعش لاغتصاب زوجتك وأخواتك ، وبناتك كسبايا..»
فثار غضبه وقال هذا الكلام لاأقبله..
قلت : افتح عقلك..
لأن هذا ماحدث في الريف اللاذقاني،وادلب، والحسكة، والرقة ، ودير الزور والعراق..»
وهذا ماسيحدث لو هزمت الدولة السورية..
فاختر أي الأمرين تريد
الوحدة .. الإثنين26/10/2015