مواقع + صحف

يوجد داخل دماغ الإنسان ساعة تسمى الساعة البيولوجية، تعمل على ضبط إيقاع يوم الإنسان ما بين اليقظة والراحة، وذلك من خلال تحكمها بالنشاط الهرموني للجسم المتخصّص بذلك، فهي التي تمكننا من الإستيقاظ صباحًا وتوّجهنا للنوم في كل ليلة.
ويقول العلماء إن ضبط هذه الساعة بتمّ طريقة صحيحة لتناسب نظام حياتنا اليومي، مثل الذهاب إلى الدراسة أو العمل في الصباح، ما يجعلنا بغنى عن استخدام الساعات المنبهة والتي تثبت الدراسات يومًا بعد يوم، أن لها أثارها الجانية السيئة، وذلك لكونها تجعلنا نستيقظ بطريقة مفاجأة، وقد تكون مزعجة.
في حال أن الإستيقاظ طبيعيًا، بدون منبهات، يتمّ بطريقة تدريجية، وتقول بعض الدراسات الحديثة أن المنبهات الصاخبة قد تؤدي إلى سكتات دماغية مفاجأة، مما يجعل استخدام ساعتنا البيولوجية أكثر أمانًا.
بالإضافة إلى أنه من الممكن أن نثق بها أكثر من الساعات المنبهة التي قد تخذلنا في بعض الأحيان، ولا تقف فائدة ضبط الساعة البيولوجية على ايقاظنا من النوم فحسب، إنما تجعل طريقة نومنا صحيّة و تضمن لنا عند الإستيقاظ شعورنا بأن المدّة التي قضيناها في النوم كانت كافية، وذلك ما نفتقده في الكثير من الأحيان، ولكن كيف نضبط ساعتنا البيولوجية؟
لضبط ساعتك البيولوجية، اتبع الخطوات التالية:
1-حدّد عدد ساعات النوم: حدّد عدد ساعات النوم التي تفضل أن تنامها في كل ليلة لتكون ما بين 5 – 10 ساعات، وذلك طبقًا لطبيعة حياتك اليومية، حاول أن يكون عددها كافي ليأخذ جسمك الراحة المطلوبة وذلك حسب طبيعة نشاطك اليومي، مع العلم أن ذلك لا يؤثر على ضبط الساعة البيولوجية الخاصة بك، فالمهم هنا تحدديها وليس عددها.
2-قم بإطفاء جميع مصارد الضوء في مكان نومك: إن الساعة البيولوجية ما هي إلا خلايا عصبية في الدماغ، يتمّ ضبط نشاطها من خلال التأثير عليها بعوامل خارجية من الضوء و الظلام، كما يؤثر الظلام أيضًا على عقدة عصبية تقع خلف العين، فبمجرد خفض الضوء تقوم بتحفيز الجسم على خفض درجة حرارته، وبالتالي تنشيط هرمون الميلاتونين الذي يساعد على النوم، و قد نجد في ذلك تفسير منطقي للدراسات التي تقول أن معدل النوم عند الأشخاص قبل اختراع المصباح الكهربائي كان 10 ساعات تقريبًا.
3-ضع في دماغك الساعة التي تريد أن تستيقظ فيها: حاول أن توصل إلى ساعتك البيولوجية الوقت الذي تريد الإستيقاظ فيه، وذلك من خلال التخيّل البصري للساعة والتركيز على وقت الإستيقاظ الذي تخطّط له وتأمل صوت المنبه الذي يدق في هذه الساعة وكرّر ذلك عدة مرات قبل النوم، إذا اعتقدت أن ذلك لن ينجح فتذكر كم مرة ضبطت ساعة المنبه لموعد مهم واستيقضت قبلها بدقائق، أليس كذلك؟ فإن ذلك لم يحدث بفعل الصدفة، إنما بسبب اقناعك لدماغك بضرورة الإستيقاظ في هذه الساعة.
4-عرّض جسمك إلى الضوء حال استيقاظك: فكما قلنا سابقًا إن الخلايا العصبية التي تشكل الساعة البيولوجية تتأثر بالضوء والضلام، وتأثرها بالضوء يحفزّ الجسم على ضبط هرموناته المتخصّص باليقظة.
تكرار هذه الخطوات على فترة زمنية قصيرة يساهم في ضبط ساعتك البيولوجية، وبالتالي ضبط ايقاع حياتك بطريقة مرضية لك، تساعدك على التخلّص من الشاكل اليومية التي تتعرض لها، سواء عند الإستيقاظ صباحًا، أو الأرق قبل النوم.