-
بقلم / عباس الجمعة
الثامن من آذار ، يوم المرأة العالمي ، يحتفل العالم أجمع بهذا اليوم العظيم أينما وجدت ، تقديرا لها وتكريما لدورها ووفاءا لتضحياتها ، صحيح ان حضور آذار يختلف بيننا هذا العام عن الأعوام السابقة، فرغم الجرح النازف والشهداء الذين يسقون كل يوم أرض فلسطين بانتفاضتهم وبعطاءاتهم، والشهداء الذين يسقطون على الارض العربية بمواجهة قوى الاستعمار والارهاب بمقاومتهم ، ورغم الجرح النازف نستقبل يوم المرأة العالمي ونحن أكثر أملاً وارتباطاً، لأن المرأة الفلسطينية والعربية بعطائها ونضالها تشكل وهج ودرع بما ينعكس من نضال وصمود ورباطة جأش حتى يعلم العالم حقيقة ما يجري من ويلات على ارض فلسطين بسبب الاحتلال الصهيوني يستهدف اقتلاع الشعب الفلسطيني من ارضه ووطنه. يوم المرأة العالمي يومٌ يكرس دور المرأة التي استشهدت في سبيل دفاعها عن الارض وعن حقها في سبيل حياة حرة كريمة، والتي مازالت تناضل حيثما وجدت ضد العنف والتمييز، وضد ما تتعرض له المرأة العربية التي لم تستطع كل قوى الظلام والجاهلية أن تخط في ملامحها الاستكانة والخضوع لقوانين الغاب، نعم المرأة الفلسطينية والعربية كانت وستظل أم المعرفة وجامعة القلوب، وململمة الجراح، وستظل حاملة لشعلة النور التي سترسم المستقبل الجديد لفلسطين ولدول المنطقة، رغم ما تمارسه قوى الاحتلال القذرة التي تترك جراحات عميقة، ولكن المرأة تزداد منعة وصلابة، لتبدأ مرحلة جديدة من نضالها . نعم الثامن من آذار ، هو يجب ان يكون يوم تقدير منا لدور المرأة الفلسطينية والعربيه التي ظهرت على مدار التاريخ بصور متعددة ، ومساهمة منا في ابراز دورها ، معاناتها ، وتضحياتها الجسام ، واصرارا على ضرورة تحسين أوضاعها وانتزاع حقوقها المسلوبة . من هنا نقول لقد قدمت المرأة الفلسطينية والعربيه نفسها في صور متعددة ، وسجلت لنفسها تجارب أكثر من رائعة في سياق تاريخا مشرقا ، يستحق وبجدارة أن يشكل مفخرة لنا ولكل حركة التحرر العربيه ، حيث أنها أدركت مبكرا أن خلاصها من عبودية المجتمع ، فانخرطت المرأة في النضال ، وخاضت ببسالة معارك الدفاع عن الثورة الفلسطينية والمقاومة الوطنيه اللبنانية المقاومة العربيه في مواقع وساحات جغرافية ونضالية مختلفة ، وقدمت المرأة الفلسطينية الأم المثالية والمناضلة المميزة والقائدة الفذة ، قدمت الشهيدة الخالدة والأسيرة الصامدة والمبعدة الحالمة بالعودة ،والمحررة الصابرة التي أمضت شهور و سنوات طويلة وراء القضبان ، فمعاناتها تتعدى الوصف فهي الأم التي أنجبت خلف القضبان ولم يفك قيودها إلا قبل الولادة بربع ساعة فقط ، وهي الأم التي تركت أولادها الصغار لتمضي سنوات خلف الأسر ، وهي الطفلة البريئة التي لم يرحموا طفولتها لتزج هي الأخرى في زنازين الإحتلال ، وهي الأسيرة التي تمضي حكماً بالسجن المؤبد عدة مرات ، صور من العذاب، روايات تصلح لأن تكون سناريوهات في سينما "هوليود"، قد يخيل للبعض أنها روايات مبالغ فيها ، ولعل المشكلة عدم وجود أي إثبات سوى الروايات التي تقدمها الأسيرات الفلسطينيات. الثامن من اذار هو محطة في تاريخ النضال التحرري حيث يتميز “يوم المرأة العالمي” اهمية خاصة لدى كافة المناضلين واحرار العالم ، من خلال الدور الذي قطعته المرأة على طريق النهوص بها والظفر بما كانت تطمح إليه من مكانة . أن المرأة لم تستكن ولم تستسلم، وناضلت بلا كلل أو ملل وشقت طريقها بثبات وخطوات واثقة، وحاولت بكل السبل أن تحتل مكانها اللائق بها في المجتمع جنبا إلى جنب مع الرجل.. استطاعت المرأة بعد مسيرة نضالية طويلة استغرقت ردحا من الزمن لم تيأس خلالها ولم تضعف بل بقيت أكثر إصرارا على التمسك بحقوقها وعدم التهاون أو التفريط بها مهما كانت العقبات ومهما كانت الصعاب. حقا فقد حققت المرأة في فترة وجيزة ما لم يحققه الرجل في فترة زمنية طويلة.. إذ بدأت من حيث انتهى الرجل وغدت السير في نفس الطريق لتحقق السبق في كثير من العمل السياسي والنضالي.. وعرفنا أسماء لامعة مناضلات وسيدات ، وحق االشعوب أن تفخر وتباهي بهن وتسجل اسماءهن بمداد من نور في سجل الخالدين والخالدات. أن شعوبنا وجماهيرنا برجالها ونسائها تظل دوما متفوقة ، وما الجوائز العلمية العالمية التي تحصل عليها المرأة العربية والفلسطينية إلا تتويج لمسيرتها العلمية ،لم تعد المرأة العربية والفلسطينية مهمشة بل فرضت نفسها لتصبح أستاذة جامعية ووزيرة ونائبة واعلامية وسياسية وشاعرة وربت اجيال ومناضلة تضطلع بمهام كثيرة على خير وجه، ولتؤكد قدرتها على تخطي ما يصادفها من صعاب والتعامل مع كل المستجدات بحنكة ودراية . ولعله من الواجب في هذه المناسبة أن نحيي المرأة الفلسطينية كنموذج مشرف للمرأة العربية في ثباتها على أرضها وتمسكها بحقها ودفاعها عنه جنبا إلى جنب مع الرجل، وهي تملك من الحماس الكافي للمضي قدما في القيام بمسؤولياتها في مختلف المجالات، وحين يقف الرجال إجلالا للمرأة ، فهم بهذه الوقفة إنما يحترمون إنسانيتهم ، ويقرون بتلك الشراكة الأبدية في الحياة ، سعيا مشتركا لبناء عالم مليء بالمحبة والسعادة والخير والسلام ، بعيدا عن الشرور والحروب والكوارث . الثامن من آذار يوما عالميا للمرأة ، فأن كل الأيام الصعبة والجميلة هي ايام للمرأة الفلسطينية والعربية ، فقد شاركن في النضال على كافة المستويات وفي دعم الحركات السياسية الوطنية ، وتقدمن للشهادة ، وقامن بدورهن على أكمل الوجوه ، كل هذا من أجل أن تكون فلسطين حرة ، والعدالة الاجتماعية والديمقراطية هي التي تسود مجتمعاتنا العربية الخالية من الطائفية والأحقاد. وإذا كانت المرأة الفلسطينية قد تحملت كل هذا فقد سجلت بفخر صفحات مضيئة من التاريخ الفلسطيني يفتخر بها الرجال والنساء ، فكل الأيام هي أيام المرأة لأنها تناضل من أجل تخطي كل القيم الرديئة والبالية والتغيير نحو الأجمل والأحسن ، ولم تزل رغم كل المصاعب والمصائب مستمرة في العطاء وسلوك الدروب المليئة بالأشواك من اجل أن تحقق الأهداف السامية والنبيلة للشعب الفلسطيني . فالتحرر الحقيقي للمرأة إذن، هو التحرر من الاضطهاد الاجتماعي بمساواتها بالرجل في الحقوق، وفي اتخاذ القرار في كل الميادين وعلى كل المستويات، والمشاركة في الأنشطة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والأسرية والنضالية، هذا هو التعبير عن حقيقة الارتباط الوثيق بين قضايا المرأة الفلسطينية والعربية وقضايا مجتمعاتها في الاستقلال الوطني والنهوض والتقدم الاجتماعي والتنمية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية بالالتحام العضوي بالعامل القومي العربي من حولنا، وهي قضية يتحمل مسؤوليتها الطليعة المثقفة من الرجال والنساء على حد سواء، لأن مواجهة جوهر الأزمة الراهنة، بكل مظاهر التخلف والتبعية والجهل والاستبداد والقهر، إلى جانب الفقر وسوء توزيع الثروة وغياب العدالة الاجتماعية، يحتم هذا الترابط الجدلي الفعال بين السياسة والاقتصاد، أو بين التحرر الوطني والقومي من جهة، والتحرر الديمقراطي المجتمعي الداخلي من جهة أخرى. لقد انخرطت المرأة في النضال داخل فلسطين وخارجها، وخاضت ببسالة معارك الدفاع عن الثورة الفلسطينية في مواقع وساحات جغرافية ونضالية مختلفة ، وانضوت تحت لواء منظمات المقاومة الفلسطينية. وغني عن القول فأن المرأة ظهرت في عدة صور ، فهي الأم التي حثت أبنائها وبناتها على التعليم والعمل والإنتاج ، وأرضعتهم حليب الثورة وحثتهم على النضال والإستشهاد أيضاً ، وهي المعلمة التي علمت أجيال والعاملة الكادحة التي أنتجت ، والمنظمة التي قادت خلايا تنظيمية ونقلت الرسائل وسهلت اختفاء المناضلين، و هي المرأة المحرضة والداعية السياسية النشطة والقائدة الجماهيرية ، و المقاتلة ضد الإحتلال من أجل الحرية والإستقلال ، فشاركت
-
بالقلم والحجارة وزجاجات المولوتوف وفي العمل المسلح ، فهي التي شاركت في عمليات نوعية عجز عنها العديد من الرجال من خلال العمليات الإستشهادية ، كما ولعبت المرأة الفلسطينية دوراً محورياً في حماية التقاليد والتراث الوطني وغرس احترام القيم الوطنية . وقدمت المرأة الفلسطينية الأم المثالية والمناضلة المميزة والقائدة الفذة ، قدمت الشهيدة الخالدة والأسيرة الصامدة والمبعدة الحالمة بالعودة ،والمحررة الصابرة التي أمضت شهور و سنوات طويلة وراء القضبان . وكانت شادية أبو غزالة أول شهيدة فلسطينية استشهدت اضافة الى العديد من الشهيدات البطلات اللواتي شكلن نموذجا للعطاء والتضحية في المقاومة الفلسطينية والعربية ومنهن زينب شحرور ودلال المغربي وسناء محيدلي وغادة الحلبي وتحرير منصور وعندليب طقاطقة ووفاء ادريس وايات الاخرس وجوهر ابو رحمة ويسار مروة وغيرهن . وامام هذه المناسبة العظيمة للمرأة بكل ما تحمله الكلمة من معنى بهذا الصدد ، فقدت المرأة الفلسطينية برحيل القلب الكبير القائد المناضل المتميز الشهيد ابو العباس الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية التي تصادف ذكراه مع يوم المرأة العالمي، نصيراً قلما تستطيع تعويضه ، وأنا على يقين بأن أحزان الرفيقات في الجبهة وخارجها برحيله هي كبيرة وعظيمة كبر الرجل وعظمته ، لا يعرف الكثيرون عن ابو العباس حساسيته الشديدة تجاه زوجات الشهداء وبناتهم ، بمجرد رؤية هؤلاء ، وكم يكون غاضبا عندما يعرف أن هناك زوجة شهيد أو ابنته في حاجة لشيء ما وأن هناك تقصير بحقهن ، كان يواجه بكل الحزم اي خطأ يرتكب، كما كان الرئيس الشهيد الرمز ياسر عرفات يحترم ويقدر ويعتز بدور المرأة ونضالها هو رفاقه الامناء العامين ، وكانوا موضع حب وتقدير من كل الرفيقات والاخوات على هذه الخلفية بالإضافة لكل المواصفات الأخرى وهي والحق كثيرة ولا يمكن حصرها في عنوان أو حتى عشرة عناوين . الجميع يدرك ان التاريخ لا يرحم ولن يرحم أحدا، اليوم يطرق الشعب الفلسطيني أبواب الانتفاضة الثالثة ، وها نحن نرى ما يسمى بالثورات العربية كما يحلو للبعض تسميتها انها لم تأت بالتغيير المنشود، بل للاسف ارادوها فوضى خلاقة من خلال قواهم المسمية باسماء دينية تكفيرية ارهابية لتحصد الابرياء ، والحكام الذين يلهثون وراء السراب لم تعد بوصلتهم نحو تحرير القدس وفلسطين والجولان وغيرها من الأراضي المحتلة، فأي ربيع هو إذا كانت فلسطين خارج الحسابات، وأي ربيع ودماء فلسطين السجينة تسيل دون أن يرف رمش الدول العربية صاحبة قرارات لم تنفذ ، بينما كيري يقودهم باتجاه قبولهم باتفاق اطار مرفوض من الشعب الفلسطيني ، ولكن نقول ان دماء شهداء فلسطين وان اسرى فلسطين بصمودهم الخلاق سيعيدون القضية الفلسطينية التي تناساها اصحاب الجلالة والفخامة والسيادة ، ويرسمون فجر الحرية القادم ومعهم كل المناضلين والاحرار في الامة العربية . ونحن نقف اليوم لنشارك المرأة الفلسطينية والعربية والعالمية بيومها العالمي ، تستمر الانتفاضة الفلسطينية التي يقودها شابات وشباب فلسطين ، هذه الانتفاضة التي سوف تدخل التاريخ من أوسع أبوابه ولا أقصد هنا تاريخ الشعب الفلسطيني أو المنطقة العربية فحسب، بل أشير إلى التاريخ العالمي، لأن الانتفاضة وبأقرار الجميع سيكون لها نفس الموقع والمكانة اللذين احتلتهما انتفاضات فلسطين ، وانتصارات المقاومة في لبنان ، وصمود المقاومة العربية ، وحروب الاستقلال المجيدة في عديد من الدول المستعمرة وشبه المستعمرة. ليس في قولنا هذا أي قدر من المبالغة، فها هي الانتفاضة تدخل شهرها السادس، في ظل اوضاع خطيرة تشهدها المنطقة ، إن لم نقل أكثر من ذلك، وها هي تستمر على مختلف الصعد تضعها في مقدمة الأحداث والحروب والمعارك في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، وها هي تفاعلاتها على مختلف الصعد والساحات تتواصل بكافة اشكال النضال من الحجر والمقلاع الى السكين والى عمليات الدهس، فهذه الانتفاضة ما كان لها أن تستمر وتتصاعد وتتجدد مستعيدة زخم أيامها الأولى، لولا امتلاكها لآلية الاستمرار والتصاعد والتجدد، ولولا ارادة شاباتها وشبابها وامتلاكهما لجملة من الخصائص والسمات التي تفسر هذا الاستمرار وتبعث على الثقة بأننا أمام نمط حياة جديد لجماهيرنا تحت الاحتلال يبشر بأن الانتفاضة ستتواصل حتى الظفر بالحرية والاستقلال، وهذا يتطلب من جميع الفصائل والقوى بحث سياسي وتكتيكي مباشر، إلا أن إيماننا أعمق بأن الوفاء للانتفاضة والإخلاص لما حملته من معانٍ ودلالات يستوجب الشروع في صياغة نظرية الانتفاضة أو البحث في اتجاهاتها الاستراتيجية. لذا اصبح لزاما على الجانب الفلسطينى الإسراع في انهاء الاتقسام ،وان تتحمل كافة الفصائل والقوى الوطنية مسؤولياتها التاريخية لمواجهة الصعوبات والمشاكل التى تواجهها القضية الفلسطينية في ظل تجاهل أمريكا والعرب للقضية الفلسطينية والتطبيل بتصفية القضية والحقوق المشروعه للشعب الفلسطيني ، وبذلك يكون الرد الحقيقي المطلوب على المواقف الامريكية, وغطرسة الاحتلال فى الاعتداء على الحقوق الفلسطينية ,من خلال رسم إستراتيجية وطنية جديدة تتضمن كافة أشكال المقاومة التى اقرتها الشرعية الدولية ، وحشد المزيد من التضامن العربى والدولي مع الشعب الفلسطيني. أن يوم المرأة هذا العام هو يوم الانتصار لكرامة وحرية المرأة الفلسطينية والعربية التي دفعت ثمنا غاليا ، فالمرأة العربية والمرأة الفلسطينية في نضالهن يستمرون في مسيرة النضال ومواجهة ما تتعرض له القضية الفلسطينية وما يجتاح المنطقة العربية، ولم تمنعهن التقاليد المحافظة، التي تحكم أغلب البلدان العربية من المشاركة في نضال المرأة، فكان للنساء في سوريا ولبنان و تونس ومصر واليمن وليبيا دورا في تقدمهن الصفوف ليقفن إلى جانب الرجال في مواجهة طغاة العصر من القوى الارهابيه وصناع ما يسمى الربيع العربي الذين كانت اهدافهم اعلان حربهم ضد المرأة ومنعها من اي دور فبدأت الفتاوى الكاذبة والملفقة التي تمنع المرأة من حقها في المساهمة في العلم والعمل والتي تحجب المرأة في الظلام وتقيدها بقيود تمنعها من اي حركة ومن حقوقها الانسانية لانهم يدركون ان اي تغيير في تطور المرأة نحو القيم الانسانية السامية وفتح المجال امامها في بناء الحياة يعني فتح المجال للتغيير في كل المجالات الحياتية من خلال حملة وحشية همجية متخلفة اضافة الى فتاوى الظلام والضلال شنوا حملة التحرش الجنسي ضد المرأة احتقارها اهانتها ضربها اغتصابها حتى انهم اصدروا فتاوى تحلل اغتصابها بل من يغتصب اكثر يدخل الجنة اسرع والاكثر عجبا ان الكثير من هؤلاء الوحوش الذين يرفعون راية الاسلام لم يكتفوا باغتصاب المرأة بل يقوموا بذبحها بحجة ان رسولهم امرهم بالذبح ، الا ان بقيت المناضلة، وهي اليوم قوية ومكابرة على الجرح، الأم العربيه أثبتت أنها قوية في مواجهة الإرهاب . وعلى الرغم من الجراح النازفة ومن كل مشاهد جرائم الإرهاب الحاقدة ، فأن المرأة تكتب التاريخ الحديث وعلى الرغم من كل التضحيات ، نؤكد على اهمية دور المرأة والانتصار لها كما للوطن والشعب فهي اليوم تحتل قائمة شرف معطرة بدماء الشهادة والنصر وهذا ما صنعته المرأة الفلسطينية على ارض فلسطين وفي صفوف الثورة الفلسطينية ، والمرأة الجنوبيه في جنوب لبنان ، وما صنعته المرأة العراقية والسورية من صمود وتضحيات، دماء تفتحت بها ورود الحرية، ورود تستمد نضارتها الدائمة من تلك الدماء الطاهرة. ومن هنا وفي هذا اليوم العظيم اتقدم لكل المناضلات ،وكل الاعلاميات ، وكل العاملات ، وربّات البيوت ، وكل الكادحات ، وكل الشعراء والفنانين من النساء ، بتحية ووردة حمراء ، واطلع من أجل الارتقاء بدور ومكانة المرأة ليس بصورة موسمية ، مناسبيّه ، بل أدعوهم إلى أن يتخطوها صوب الأصل بموقف عملي من اجل العمل الدؤوب لتغيير العادات/التقاليد / النظم / الأفكار / والأعراف البالية والقوانين وكل الموروثات المتخلفه التي ترفض التعاطي مع المرأة كانسان ، ومساواة كاملة مع الرجل ، ومن أجل ذلك ، فإنني أرى أن كل حديث عن التحرر والديمقراطية والمساواة وحق العمل والعلاقات المدنية والحرية والمقاومة والتقدم لا يلتزم في الممارسة بالنضال من اجل تحرير وتحرر المرأة من كل القيود الموروثة ومن كافة أشكال وأدوات ومظاهر الاستبداد الأسري والذكوري والاستغلال الاقتصادي والمجتمعي الذي تعانيه المرأة الفلسطينية العربية . ختاما لا بد من القول: تحية إلى روح شهيدات فلسطين والوطن العربي والى شهيدات سوريا والعراق ولبنان اللواتي جدن بأنفسهن ليس من اجل الوطن فحسب بل من اجل مستقبل جنسهنّ أيضا .. تحية لأخواتي ، رفيقاتي وصديقاتي .. وتحية إلى كل "ضلعٍ أعوج" ، أسموه حـوّاء ، واقول ان استنهاض طاقات المرأة في اطار فصائل منظمة التحرير والمؤسسات الوطنية والجمعيات والمؤسسات الاهلية والاحزاب العربية وقوى حركة التحرر العالمية يجب ان يكون نموذجا ديمقراطيا حتى تتمكن المرأة من خلال نضالها الدؤوب تحقيق المساواة الحقيقية في الحقوق، وفي مختلف الميادين والمجالات. وكل عام وأنتن بخير . كاتب سياسي