الجزائر -عبد الغفور بودهان
(قد ميزتكم من الشعوب لتكونوا لي…….)
سفر اللاويين التوراة (وأما كل الذين قبلوه… فأعطاهم سلطانا.أن يصيروا أولاد الله الكلمة صار جسدا )…
انجيل يوحنا. (كنتم خير أمة اخرجت للناس) ال عمران القرأن كل ديانة تسعى ان تكون الأصح الأشمل وماسواه حافل بالانحراف والوثنية والاساطير وكل كتاب يؤكد على أن من نزل عليه هو شعب الله المختار وخير أمة أخرجت للناس . وأولاد الله الذين لا يخطئون. ما عرفته فرنسا مؤخرا وما عرفته الطائرة الروسية ولبنان وما ستعرفه دول أجنبية مسيحية ومسلمة وعربية لا ولن يتوقف لانه عندما يستخدم الدين كأحد أدوات السياسة للوصول الى السلطة أو ممارستها فسيتحول الى حاضنة لتفريغ العنف والتطرف الارهاب أيا كانت هويته و نصوصه المقدسة ومكانه الجغرافي. كل دين توحيدي ( اليهودية.المسيحية.الاسلام) يحتكر الحقيقه لنفسه وظهرت في الدين الواحد طوائف وفرق نزعت الشرعية عن الاخرى الاخطر ماعرفه التاريخ الديني من صراعات وقتل ومذابح تحت حجة عدم الايمان بالدين الصحيح. في الوقت الحاضر الكل يدعي الاعتراف بحق الأخر في الأعتقاد والايمان والتعبير عن الرأي الحر.لكن على أرض الواقع الكل يرى نفسه يمثل الخير وهو صاحب الرسالة الانسانية والبقية يمثل الشر والشيطان….الغرب والشرق والارهاب المِؤدلج دينيا الكل يرى ويعمل على بسط أفكاره المقلصة والمحدودة للعدالة والسلم والأمن العالميين … الكل يبحث عن الدم ولاشئ غير الدم…. الكل الأن متطرف حكومات تدمر دول….
شركات عملاقة تقتل قبائل وجماعات وتسقط حكومات….. وجماعات متطرفة تشنق وتقتل وتحرق وتهجر …. كل حسب رؤيته ومصلحته وبصبغة دينية وبالعودة الى التاريخ فان الأديان جميعا وبدرجات متفاوتة حسب الظرف والمكان حملت لواء العنف والقتل المقدس الذي يصل لابشع الممارسات الهمجية ابتداء من القرابين البشرية كما في كا الديانات البدائية الى الحروب الدينية والاضطهاد.في الجانب الاخر تحفل الديانات بنصوص مقدسة تحث وتأمر الانسان على سلوك السلام والمحبة والتسامح وعدم الركون الى العنف كوسيلة لحل المشاكل مع اللأخر المختلف.
ان كل ديانة فيها سلم وعنف وبذرة التسامح وبذرة الارهاب وكل ديانة اعتمدت وأستخدمت السلم لنشر الدين واستخدمت العنف لنشر الدين…هذا الاخير وجد تفسيرات فقهية وظروف بيئية تسانده وعوامل اجتماعية تدعمه ورجال الدين منقسمون حسب مصالحهم. ونبدأبالارهاب المسيحي ومنظمات الارهاب المسيحي : منظمة جيش الله (AOG) جماعة بروتستانية في امريكا قتلت المئات من الرجال والنساء والاطفال من أجل اعادة احياء الدين المسيحي الصحيح قتلت المثليين , والاطباء الاجهاض, والحوامل…..بواسطة الترهيب والقتل ومنظمة جيش الرب ومنظمة كنيسة الله وجيش مقاومة الرب…… وقتلوا الكثير من السكان في افريقيا ويعتمدون على نصوص مقدسة من العهد القديم والجديد . ( فالأن أذهب وأضرب عماليق وحرموا كل ماله ولاتعف عنهم بل أقتل رجلا وأمرأة وطفلا ورضيعا بقرا وغنما وجملا وحمارا) الاية 15-3 صموئيل الاول. (بالسيف يسقطون يحطم أطفالهم والحوامل تشق) هوشع (13-16) أيات مقدسة من الانجيل تدعوا الى قتل الاطفال والنساء والرضع والتساء الحوامل.
الارهاب اليهودي وهناك الكثير من الجماعات مثل جماعة (غوش ايمونيم) يعني كتلة الايمان التي تؤمن بالعنف والارهاب وقتل المسيحين والمسلمين من أجل بناء هيكل سليمان .ثم حركة (حي فاكيام) يعني الحي القيوم ثم حركة ( هنحيا) يعني النهضة وجماعة أمناء الهيكل ثم حركة كاخ ……والكثير من المنظمات الارهابية اليهودية التي قتلت وهجرت المسيحين والمسلمين وفجرت الكنائس والمساجد فى فلسطين(اسرائيل حاليا). من أجل اقامة دولة اليهود واعتمادا على نصوص مقدسة من التوراة (متى أتى الرب الهك الى الارض….. طرد شعوب كثيرة من أمامك سبع شعوب أكثر واعظم منك…لاتقطع لهم عهدا ولاتشفق عليهم هكذا تفعلون بهم تهدمون مذابحهم وتقطعون سواريهم وتحرقون تماثيلهم لانك انت الشعب المقدس) سفر التثنية 7 (1-7) التوراة الارهاب الاسلامي القاعدة بقيادة اسامة بن لادن.. بوكو حرام فى نيجيريا… وداعش في سوريا والعراق وأعتمدت على نصوص مقدسة من القرأن والتراث وقتلت المسيحين والمسلمين وهجرتهم (ماكان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن فى الارض) سورة الانفال ,القران. (يا أيها الذين أمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار) سورة التوبة القران. ( أمرت ان أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله) حديث شريف والتاريخ حافل بالقتل والعنف والارهاب باسم الدين والله(الرب) والنصوص والكتاب المقدس بين الديانات والدين الواحد الكاثوليك والبروتستان على سبيل المثال حرب 30 عام (1618-1648) قتل الملايين وأنخفض سكان ألمانيا ب 30%….. وحرب 40 عام الذي قادته فرنسا ضد البروتستان بمباركة البابا جريجوري الثالث والقتلى حوالي 230 الف. …. والحروب الصليبية ضد المسلمين ومحاكم التفتيش في اسبانيا ضد المسلمين. حروب السنة والشيعة معركة الجمل والصفين وكربلاء ومافعلته الحركة الوهابية بالشيعة من قتل وذبح وتهجير.
وهكذا فان شواهد الماضي والحاضر معا تفضي بنا الى استنتاج لامفر منه ان النصوص المقدسة زادت في اطلاق العنان والحطب في النار عبر مصادرة حق البشر في الاختلاف وما الصراع الطائفي الا الاطار الاجتماعي والسياسي لعنف الدين…ولا تعود الانسانية في جوهرها الى الشكليات الدينية كطقوس الصلاة والصيام وتقديم القرابين وقواعد الطهارة … بل تعود الى مجالات أخرى تتصل بالحكمة والمساواة بين البشر وتحقيق العدالة هذه القيم لم تولد من الديانات التوحيدية او حتى الوثنية, بل جاءت من خارجها ومن التراث الانساني القديم والحديث . وعرفت بلورتها الحقيقية في رحاب الفلسفة ومنوعات الفكر الانساني