اعداد الاستاذ فراس ديب- توجيه تربوي اللاذقية
مقدمة : سنتناول هذا العنوان على جزأين: الأول ( المحاضرة الأولى ) ندمج فيه بين تطوير الذات وتطوير الثقافة لارتباط الأمرين معاً ارتباطاً وثيقاً ، وذلك من خلال طرح مجموعة من المصطلحات والنقاش فيها وحولها . وهذه المصطلحات سيكون فهمها والانتباه إليها معيناً في تطوير الثقافة الذاتية ومساعدة الآخرين ( لاسيما التلاميذ ) في توجيههم نحو الثقافة . الثاني ( المحاضرة الثانية) نتحدث فيها عن دور المعلم والمدرسة في إنتاج جيل متعلم مثقف في آن واحد . • نبدأ نقاشنا هذا بطرح مجموعة من المصطلحات(الثقافة و المثقف – القيم – الاتجاه – السلوك) ما مفهوم الثقافة والمثقَّف؟ المثقف والثقافة – لغةً – مشتقان من مادة (ثقف)، والتي تدل – حسب ما جاء في معاجم اللغة العربية وقواميسها – على عدَّة معانٍ، منها: الحذق، وسرعة الفهم، والفطنة، والذكاء، وسرعة التعلُّم، وتسوية المعوجِّ من الأشياء، والظفَر بالشيء؛ قال تعالى: {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ} [الأنفال: 57] • وعرَّف مجمع اللغة العربية (الثقافي) بأنه: كل ما فيه استنارةٌ للذهن، وتهذيبٌ للذوقِ، وتنميةٌ لِمَلَكة النقد والحُكْم لدى الفرد والمجتمع • والمثقف في المفهوم الاصطلاحي الاجتماعي: ناقدٌ اجتماعيٌّ، "همُّه أن يحدِّد، ويحلِّل، ويعمل من خلال ذلك على المساهمة في تجاوز العوائق التي تقف أمام بلوغ نظام اجتماعي أفضل، نظامٍ أكثر إنسانية، وأكثر عقلانية"، كما أنه الممثِّل لقوَّةٍ محرِّكةٍ اجتماعيًّا، "يمتلك من خلالها القدرةَ على تطوير المجتمع، من خلال تطوير أفكار هذا المجتمع ومفاهيمه الضرورية". • – "من حق كل إنسان أن يقول اخترعت كذا أو أبدعت كذا ولكن ليس من حقه أن يصف نفسه كعبقري كون العبقري منزلة يمنحها الناس ويجب أن يُترك حكمها للتاريخ وإبداعات الفرد ذاته" – على نفس السياق فإنَّ الأمرَ ذاتَه ينطبق على الفرق بين (المثقف) و(المتعلِّم).. فمن حق أي إنسان أن يقول تعلمت في جامعة كذا، أو حصلت على شهادة كذا وكذا، لكن ليس من حقه أن يصنف نفسه كمثقف ومطّلع ، وحكم كهذا يجب أن يُترك لعامة الناس ومحصلة إبداعات الفرد ذاتِه!
• يقول المؤرخ العراقي علي الوردي (في خوارق الشعور): ".. المتعلم هو من تعلم أموراً لم تخرج عن نطاق الإطار الفكري الذي اعتاد عليه منذ صغره.. فهو لم يزدد من العلم إلا ما زاد في تعصبه وضيّق نظره.. رجل آمن برأي من الآراء فأخذ يسعى وراء المعلومات التي تؤيد رأيه الموروث ، أما المثقف فيمتاز بمرونة رأيه وباستعداده لتلقي كل فكرة جديدة يتأمل فيها ويتبنى وجه الصواب منها.." • العباقرة هم من يبدع الأفكار.. والمثقفون هم من يمتزج بها.. والمتعلمون هم من يدرسها كمنهج.. في حين يتحمل عامة الناس مسؤولية تصنيف الجميع.. • والمثقّف، هو إنسان حضاري، يعرف معنى الإنسانية ويحترمها.. وهو إنسان متوازِن الشخصية، يتعامل مع الأشياء بعقل علمي وموضوعيّة.. • والمثقّف، هو مَنْ تؤثِّر المعرفة والثقافة في سلوكه وشخصيّتة، فتظهر ثقافته في كلامه وحديثه عندما يتحدّث مع الآخرين، وتظهر ثقافته في سلوكه عندما يتعامل معهم، أو يعيش في أوساطهم.. إنّ الثقافة تظهر على شخصيّة الإنسان.. تظهر في ألفاظه ولباسه ومظهره ونظام حياته في البيت.. • والمثقف يملك قدرًا من الثقافة التي تؤهله لقدرٍ من النظرة الشمولية، وقدرٍ من الالتزام الفكري والسياسي تجاه مجتمعه، وهو مبدع كل يوم، يستطيع بهذا الإبداع الثقافي أن يفصل بين تهذيبات القول وتجليات الفكر، بين الثقافة وعدم الثقافة، بين التحضر والتطور". • إنّ الإنسان المثقّف، هو الإنسان المستقيم السلوك، الّذي يختار أفعاله وسلوكه وعباراته التي ينطق بها على أساس الفهم والوعي السّليم.. • والإنسان المثقّف، هو الّذي تكوّن له الثقافة شخصيّة محترمة ومتوازِنة، تّتسم بحُسن الخُلق والأدب الرّفيع.. • والإنسان المثقّف، هو الإنسان الّذي تعلّم أُصول التعامل الاجتماعي الناجحة مع أسرته. • والإنسان المثقّف، هو الإنسان الّذي يحترم آراء الآخرين، ويتعامل معهم باحترام.
والمثقفُ نوعان: – موسوعي: وهو الملمُّ بأكثر من مجالٍ ثقافيٍّ. – تخصّصي: وهو المتخصص في أحد العلوم الإنسانية، كالاجتماع والسياسة مثلاً.
• الثقافة ( Culture ) :هي عملية تبادل المعلومات والمعرفة مع البيئة المحيطة بأفراد مجتمع ما من خلال مجموعة من الأدوات و الأساليب و التقنيات ، بحيث تنعكس على قيمه و اتجاهاته و سلوكاته. • القيم ( Values ) :هي مجوعة من القناعات التي تحدد أفضليات الفرد، وتحدد ميزان للحكم على الأمور، وما هو الصواب و الخطأ، و المقبول و غير المقبول. • الاتجاه ( Attitude ) هو الميل أو الاستعداد الذهني و النفسي للاستجابة تجاه شيء أو شخص أو موقف معين. • السلوك :هو مجموعة التصرفات و التعبيرات الخارجية و الداخلية ( الظاهرة و غير الظاهرة) التي يسعى الفرد عن طريقها إلى تحقيق التكيف بين متطلبات وجوده و مقتضيات الإطار الاجتماعي الذي يعيش فيه، وهو وسيلة الفرد لتحقيق أهدافه.
• مفاهيم أساسية للتعرف على السلوك الإنساني : الدافع – الحافز – معدل الإنجاز الدافع : هو مثير خارجي يقابل احتياج داخل الفرد فيثير توتراً داخلياً يدفعه للاستجابة بسلوك معين بهدف إشباع هذا الاحتياج. إذا أدّى إلى الإشباع يعني تحقق الرضى إذا لم يؤدِّ إلى إشباع يعني الوقوع في الإحباط الحوافز :هي قوى خارجية تولّد طاقة داخليّة تدفع الفرد لبذل جهد إضافيّ من أجل الحصول على المزيد من الإشباع . معدل الإنجاز {الإنجاز = الرغبة * المعرفة * القدرة }
نظريات تحفيز الأفراد 1. نظريّة التّدعـيم :يرى مؤيّدو نظرية التدعيم reinforcement أن التدعيم يوجه ويحفز الفرد، وأن الإجراءات التالية للتصرف الإنساني تؤثر في احتمال تكرار الفرد للتصرف الذي قام به ومستوى الأداء المتوقع في المرات التالية فإذا أتم الفرد عملا فإنه يتوقع رد فعل أو تغذية مرتدة من الآخرين، فإذا كان رد الفعل إيجابيا فإن الفرد يميل إلى تكرار الفعل بصورة مماثلة، أو بصورة أفضل حسب مدى رد الفعل، أما إذا كان رد الفعل سلبيا، فربما يؤدي هذا إلى الامتناع عن الفعل
2. نظرية وضع الأهداف ترى أن الهدف يوجه و يحفز الفرد، وأنه لا يكفي لتحفيزه دفعه إلى فعل أقصى ما يمكنه do your best بل يجب أن تكون الأهداف محددة بدقة،وهي ترى أن الهدف الطموح المحدد، عند قبوله من الشخص و اقتناعه به، فإنه يعمل في حد ذاته كحافز، أفضل مما تفعله الأهداف السهلة أو غير المحددة كما ترى أن التغذية المرتدة تقوي الحافز وتساعده على الاستمرار. وترى أن من أهم العوامل لزيادة تأثير الهدف كحافز: الاقتناع و الالتزام بالهدف ، والاقتناع بالقدرة على القيام به 3. نظرية التوقعات : وترى نظرية التوقعات أن سلوك الفرد يكون سلسلة من العلاقات كالتالي: أنَّ الفرد يؤدي الجهد متوقّعا أن يؤدي ذلك لتحسين الأداء أو السلوك إذا تمّ تحسين الأداء أو السلوك فإن الفرد يتوقع أن يتم تقديره وإذا تم تقديره فإنّه يتوقع أن يشبع هذا التقدير احتياجاً ذاتياً لديه.
مصائد اتخاذ القرار تجميل الواقع (التغليف بالسكر sugar coating). الاستدراج ( بعد كل ما أنفقت تطالبني بالتغيير). الثقة الزائدة (اطمئن: أستطيع التغيير متى أردت).
• عملية التطوير الذاتي : تهدف إلى تطوير القدرات لكي نصبح أكثر قدرة على تحقيق أهدافنا بكفاءة و فاعلية. • ما هي عملية التغيير؟ : هي أيّ أنشطة تؤدّي إلى جعل الواقع يختلف عن الوضع المعتاد • عملية التطوير : هي أنشطة متعمّدة مخطَّطة تهدف إلى تحسين الواقع . • القدرات : هي الإمكانيّة العقليّة والعضليّة لأداء مهمّة أو عمل ما.
الكفاءة و الفاعليَّة • الكفاءة : هي القدرة على أداء العمل بأفضل استخدام للموارد. أي أنها عدد الوحدات المستخدمة من أي مورد لإنجاز العمل. • الفاعلية : هي القدرة على تحقيق الأهداف المخططة. أي أنها نسبة ما تحقق إلى المستهدف الكلي. أنواع التغيير • التعديل : (تغييرات مرحلية صغيرة متتابعة – ذاتية – لملائمة ظروف متوقعة) • التوافق (تغييرات مرحليّة صغيرة متتابعة – تحت مؤثّر خارجيّ لملائمة واقع مستجد) • التكيّف frown رمز تعبيري تغييرات حاسمة لملائمة ظروف متوقّعة ) • إعادة البناء : (تغييرات حاسمة – تحت مؤثّر خارجي – لملائمة واقع مستجد ) أسباب نجاح التغيير التغيير اختياري الخاص " لم أجبر عليه" . التغيير يلبّي احتياجاً لديَّ . لدي المعرفة بالخطوات الضرورية لإحداث التغيير . التغيير على مراحل متدرجة " غير مفاجئ". لقد كنت استمتع بشعوري بالإنجاز . لقد اتخذت الاحتياطات الكافية التي تساعدني على الاستمرار . لقد ساعدت غيري على التغير أيضا أثناء مرحلة التغيير . لم يكن من الممكن الاستمرار في الوضع السابق. أسباب فشل التغيير – الوضع الحالي ليس سيئا جدا، و قد اعتدت عليه – هناك الكثيرين في حالة أكثر سوءا . – ماذا سيعود علي الوضع الجديد . – لقد كنت أفكر كثيرا في العادات التي سأفتقدها بهذا التغيير.
– الطريق طويل حتى يتم التغيير. – البيئة من حولي لا تساعدني . – لا اعرف كيف يتم التغيير . -لا توجد العوامل المساعدة علي الاستمرار في التغيير. مراحل إحداث التغيير o – صياغة الرؤية o – التعبئة و التحفيز (لماذا يجب أن أتغير – أضرار الواقع الحالي – الفوائد المتوقعة للواقع الجديد) . o – الدعم (ماذا أحتاج – أصدقاء جدد – تطوير سلوك أصدقاء قدامي – عادات مصاحبة جديدة) . o – التنفيذ (برنامج زمني – نقاط مراجعة – أهداف مرحلية ) . o – المتابعة (توثيق الإنجازات – التعديل عند الحاجة – استشارات و معلومات إضافية) . o – التقدير ( مكافأة النفس – الشعور بالإنجاز – مشاركة الآخرين) .
الجزء الثاني (المحاضرة الثانية) تطوير الحالة الثقافية في المدرسة إلى جانب الحالة التعليميّة أولاً: التذكير ببعض أخلاقيات مهنة التعليم ممّا يتعلق بتطوير الذات والثقافة الأخلاق باختصار ((أن تعرف ما التصرّف الصحيح ، وما التصرّف الخطأ ، ثمّ تفعل ما هو صحيح )) بما أنّ المدرسة مؤسسة أخلاقية فإنّ الوضع الخاص للمعلم ((( نموذج أخلاقي ))) رسالتنا تربويّة أولاً فإنّك إذا أحسنت تنشئة التلميذ خلقيّاً وزوّدته بمنظومة من القيم والاتجاهات فالأرجح أنّه سيكون أكثر إقبالاً على التعلّم وأكثر قدرة عليه المطلوب من المعلم : 1- الوعي بالأثر الخلقي : (( لكلّ تصرف من المعلّم آثار ممتدّة)) 2- الالتزام الخلقي : (( تحويل الوعي إلى سلوك)) المعلم قدوة لتلاميذه (( أخلاقيّاً )) و (( ثقافيّاً )) {فاقد الشيء لا يعطيه } – عمل المعلم يمتدّ خارج أسوار المدرسة (البيئة المحيطة —- أسر التلاميذ — إلخ ) من أخلاق المهنة في مجال التّعليم: 1- إتقان المادة 2- التخطيط الجيد 3- خلق أوسع الفرص للتعلّم 4- إتقان التعليم والتعليم بأمانة 5- توجيه المتعلمين باتّجاه مصادر المعرفة 6- المتابعة الفعّالة لأداء التلاميذ 7- العدل في التعامل مع التلاميذ من أخلاق المهنة في العلاقات مع التلاميذ : 1- المساواة بين التلاميذ 2- فرض الاحترام في التعامل 3- الاهتمام بحياة التلاميذ ومشاعرهم ومشكلاتهم واهتماماتهم 4- أداء الواجب والتزام المعلم بدوره الكامل.{ للمعلم دور الأب ، دور الصديق ، دور الزميل ، دور المصلح ، دور المعاقب … (باختصار : دور المعلّم)} ثانياً : المعلّم الكفيّ على المعلم تحسين كفاياته أولاً ، ثمَّ الانتقال إلى رفع كفايات المتعلمين
الكفاية : هي التمكن علماً وخبرةًالكفايات المطلوبة من المعلم: – العناية بمظهره العام – المحافظة على اتزانه الانفعالي ( سوء الاتزان ينعكس في سلوك التلاميذ) – يحترم طلبته ويقبل تصرفاتهم ( استيعاب الموقف الصالح لتصويب السلوك) – يقيم علاقات طيّبة مع العاملين في المدرسة – يقيم علاقات طيّبة مع المجتمع المحلي – يتمثّل قيم المهنة ( العمل أولاً على للوصول إلى قيمة المهنة ثمّ امتهانها ) – يحلل مضمون المادة الدّرسية ( ماذا أدرّس ) – يصمم خططاً فصليّة ويوميّة منتمية للمقرر الدراسي – يصوغ الأهداف مراعياً التنوع في المجالات والمستويات – يحدد دور المعلم ودور التلميذ في التخطيط اليومي – يحدد المناشط غير الصفية المرتبطة بموضوع التعلّم في التخطيط اليومي – يستثير دافعية التلاميذ للتعلّم ( على مدى الحصّة من خلال التنويع والتعزيز و … ) – يتمكن من مادته العلمية كي (( يزيد ثقته بنفسه – ينال المزيد من الاطمئنان والأمن داخل الصف – يصبح قادراً على لعب دور في زيادة الثقافة لدى المتعلّم )) – يوفر البيئة الماديّة المناسبة في غرفة الصف – يوفر البيئة النفسيّة الحافزة داخل الصف – يتيح جوّاً من الحرية المنضبطة في الموقف الصفي ( الطالب طالب ، والمعلّم معلّم ) – ينمّي مهارات المناقشة والحوار لدى المتعلمين – يشارك التلاميذ في المناشط الصفيّة الفردية والجماعية – يوظّف الوسائل توظيفاً فعالاً وينوّع في التقنيات المستخدمة في الموقف الصفي – يستخدم الحاسوب وشبكة المعلومات