………نبل والزهراء ، " لينن غراد " هذا العصر.jpg)
…………………ثلاث سنوات والوحوش تناوشهم
……………………إنها ملحمة صمود ونشيد وطن
ـــــــــــــــالكاتب محمد محسن ـــــــــــــــــــــــسورية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكل انسان اسلوب حياة ونمط عيش ، ترسمه ظروفه المحيطة وفلسفته الحياتية ، وتتحكم به مفاهيم وقيم معينه في مرحلة زمانية محدده ، وقديتبرم منها وقد يرضى ، فالسعادة بكل مناحيها يراها كل انسان من زاوية معينة ، فمنا من يرى السعادة عمارة وسيارة ومال وفير وغرائز نجسة كالفيلة السمان ـــ طلاس وأولاده ، والشهابي وأولاده ، وخدام وأولاده وغيرهم ـــ وبعد سرقة كل ما وصل لأيديهم يرون السعادة في تمويل أعداء الوطن ، ومن يسرق وطنه يهون عليه سرقة أرواح مواطنيه ، وهذه عندهم سعادة مزدوجة ـــ ومنا من يرى الحياة زهداً وكفافاً وبيتاً دافئاً يلعب فيه بعض الأطفال ، مع انتماء لموقف لقيم لمفاهيم انسانية لوطن وأرض وكرامة ، ومن ثم يجد نفسه ملزماً بالدفاع عن ذلك الوطن ، لأن الوطن ليس تاريخاً ولا جغرافيا فحسب ، بل هو هوية جامعة لمجتمع ، لعلاقات ، لمرابع لعب ، لمدرسة ، لجامعة ، لحقل ، لعشق على نبع أو رابية ، أو حالة عشق مسروق في زاروب ومنعطف من زقاق ضيق من حارة دمشقية أو حلبية ، إن الوطن بوتقة تنصهر فيه كل ما قلنا ويمكن أن نقول ،
.
ومن يحمل الوطن قيما بين ضلوعه ويحنو عليه من كل جائحة وشر ، ويقف على تخومه ليرد كيد من تجرأ ورمى الوطن بحجر ليرد الصاع صاعين ، فهو يفهم الوطن صبراً على البلوى وانتظاراً وترقباً ليوم كريهة وسداد ثغر،فكيف والوحش الفاتح شدقيه جاءه من الجهات الأربع ، مدعوماً من الجهات الأربع من قواً غاشمة حاقدة استحضرته وسلحته ومكنته من كل ما يميت ويدمر ، هنا تتغير مفاهيم الحياة عند الرابض على التخوم ، فبدلاً من أن يعيش حياة الدعة والهناءً ، يضم الوطن بكل مافيه أرضاً وتاريخاً وذكريات في جوانحه بين ضلوعه ويحنو عليه ، وينسى حياة الدعة والأمان ، ويقسم أن من يحاول مس الوطن الذي بات بين ضلوعه والفؤاد لابد شاقاً صدره أولاً ، هنا تنتقل مشاعر الانسان الصامد الصابرالمقاوم من مشاعر واحاسيس وحالات فرح عادية تتماثل مع الناس العاديين ، إلى حالة وجد وهيام لوطن بات مهدداً ، وما دام الوطن قد ضمه إلى صدره واقسم أن لافراق ، يكون قد جمع السعادة والفرح ولفهما بجماع عواطفه ، وانتقل بهما إلى عالم آخر عالم من السعادة والهناء لايعرفهما ولا يعيشهما إلا من يقف فيما بين الردى أوالانتصار . هنا وفي هذه الحالة فقط ينتقل الانسان من حياته العادية إلى حياة الأبطال .
.
ومن هنا فقط يمكن فهم ودراسة واستيعاب النقلة النوعية ، للشعب الصامد في نبل والزهراء ، فحالة التحدي لعدو متوحش لأرضهم وشعبهم والتي امتدت لسنوات ، هي من نقلت ذاك المجتمع الصابر المحتسب إلى فهم جديد للحياة ، قوامها أن السعادة تأتي إن بحثت عنها من معاناتك ، فيصبح طعم رغيف الخبز في يدك وأنت تقضمها ازدراداً وفي اليد الأخرى تمسك البندقية يصبح لها طعم آخر حرم منه الناس العاديون ، وتتحول حالة العشق لفتاة أحلامك من سرقة نظرة وابتسامة إلى تجاور في خندق واحد فهي تأتي لك بأقل الزاد ، وقد تقدم لك الرصاصة وأنت تقبض على الزناد وتطلق ، لساعة قديتوحد فيها المصير وتنصهرا سوياً في بوتقة الشهادة ، فيصبح العشق أغنية ابدية تترددها الأجيال وتسجلها الهضاب والوديان ، إنها ملحمة وجود لشعب صامد حول شظف العيش ومرارته إلى ارتقاء وتسام وتعاضد وتفان من أجل مصير مشترك ، إنه شكل جديد ونوع آخر وطعم آخر لحياة اجتماعية مثلى ، لايعرفها إلا من كابدها وارتقى بها .
.
هذه العبارات التي سجلتها ليست عبارات عاطفية نطلقها على عواهنها ، بل هي تعبيرأمين وصادق لمشاعر وعواطف نبيلة أتقاسمها مع كل وطني لايعتبر الوطن فندقاً أوحقيبة سفر ، ولا يبيع وطنه بريالات معدودات أوبحفنة من الدولارات ، أو بهوية ثانوية مريضة استجلبها من ما قبل ألف عام ونيف واستبدلها بهويته الوطنية الجامعة .
ولكن لنعترف أن من يتحدث عن مشاعر وأحاسيس الصابرين المناضلين الواقفين على حدود الشهادة والقابضين على وطنهم كجوهرة ثمينة وهو متكىء على أريكته ، ومهما قاده صدق مشاعره ونبالته سيبقى وصفه قاصراً وغير مكتمل ، لأن من يقبض على لحظة المواجهة اللحظية ، اللحظة الفاصلة بين الحياة أوالشهادة رفة عين ، هو الأصدق والأدق والأقدر على التعبير عن النقلة التي نقلته من حالة الخوف والترقب ، إلى حالة التوحد مع وطنه الذي
يحميه ويفتديه بالمهج والأرواح .
هذا ما سيقدمه لنا من عانى ومن كابد من أهلنا من الفوعة وكفريا ونبل والزهراء برواية صمود وتحد على صينية من الذهب ، بعد أن تعانقوا مع أبطال جيشهم العظيم على أرض الصمود والبطولات ، وتنسموا هواء الحرية هواء الوطن الذي عشقوه وتحملوا من أجله كل شرور الدنيا وافتدوه بمهج أولادهم وذويهم .
…. وأنا وأنتم سنبقى في حالة انتظار وتلهف لسماع ألف رواية بل ملايين من حكايا البطولات التي سطرها أبطال جيشنا الذي نعشق
.jpg)
…………………ثلاث سنوات والوحوش تناوشهم
……………………إنها ملحمة صمود ونشيد وطن
ـــــــــــــــالكاتب محمد محسن ـــــــــــــــــــــــسورية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكل انسان اسلوب حياة ونمط عيش ، ترسمه ظروفه المحيطة وفلسفته الحياتية ، وتتحكم به مفاهيم وقيم معينه في مرحلة زمانية محدده ، وقديتبرم منها وقد يرضى ، فالسعادة بكل مناحيها يراها كل انسان من زاوية معينة ، فمنا من يرى السعادة عمارة وسيارة ومال وفير وغرائز نجسة كالفيلة السمان ـــ طلاس وأولاده ، والشهابي وأولاده ، وخدام وأولاده وغيرهم ـــ وبعد سرقة كل ما وصل لأيديهم يرون السعادة في تمويل أعداء الوطن ، ومن يسرق وطنه يهون عليه سرقة أرواح مواطنيه ، وهذه عندهم سعادة مزدوجة ـــ ومنا من يرى الحياة زهداً وكفافاً وبيتاً دافئاً يلعب فيه بعض الأطفال ، مع انتماء لموقف لقيم لمفاهيم انسانية لوطن وأرض وكرامة ، ومن ثم يجد نفسه ملزماً بالدفاع عن ذلك الوطن ، لأن الوطن ليس تاريخاً ولا جغرافيا فحسب ، بل هو هوية جامعة لمجتمع ، لعلاقات ، لمرابع لعب ، لمدرسة ، لجامعة ، لحقل ، لعشق على نبع أو رابية ، أو حالة عشق مسروق في زاروب ومنعطف من زقاق ضيق من حارة دمشقية أو حلبية ، إن الوطن بوتقة تنصهر فيه كل ما قلنا ويمكن أن نقول ،
.
ومن يحمل الوطن قيما بين ضلوعه ويحنو عليه من كل جائحة وشر ، ويقف على تخومه ليرد كيد من تجرأ ورمى الوطن بحجر ليرد الصاع صاعين ، فهو يفهم الوطن صبراً على البلوى وانتظاراً وترقباً ليوم كريهة وسداد ثغر،فكيف والوحش الفاتح شدقيه جاءه من الجهات الأربع ، مدعوماً من الجهات الأربع من قواً غاشمة حاقدة استحضرته وسلحته ومكنته من كل ما يميت ويدمر ، هنا تتغير مفاهيم الحياة عند الرابض على التخوم ، فبدلاً من أن يعيش حياة الدعة والهناءً ، يضم الوطن بكل مافيه أرضاً وتاريخاً وذكريات في جوانحه بين ضلوعه ويحنو عليه ، وينسى حياة الدعة والأمان ، ويقسم أن من يحاول مس الوطن الذي بات بين ضلوعه والفؤاد لابد شاقاً صدره أولاً ، هنا تنتقل مشاعر الانسان الصامد الصابرالمقاوم من مشاعر واحاسيس وحالات فرح عادية تتماثل مع الناس العاديين ، إلى حالة وجد وهيام لوطن بات مهدداً ، وما دام الوطن قد ضمه إلى صدره واقسم أن لافراق ، يكون قد جمع السعادة والفرح ولفهما بجماع عواطفه ، وانتقل بهما إلى عالم آخر عالم من السعادة والهناء لايعرفهما ولا يعيشهما إلا من يقف فيما بين الردى أوالانتصار . هنا وفي هذه الحالة فقط ينتقل الانسان من حياته العادية إلى حياة الأبطال .
.
ومن هنا فقط يمكن فهم ودراسة واستيعاب النقلة النوعية ، للشعب الصامد في نبل والزهراء ، فحالة التحدي لعدو متوحش لأرضهم وشعبهم والتي امتدت لسنوات ، هي من نقلت ذاك المجتمع الصابر المحتسب إلى فهم جديد للحياة ، قوامها أن السعادة تأتي إن بحثت عنها من معاناتك ، فيصبح طعم رغيف الخبز في يدك وأنت تقضمها ازدراداً وفي اليد الأخرى تمسك البندقية يصبح لها طعم آخر حرم منه الناس العاديون ، وتتحول حالة العشق لفتاة أحلامك من سرقة نظرة وابتسامة إلى تجاور في خندق واحد فهي تأتي لك بأقل الزاد ، وقد تقدم لك الرصاصة وأنت تقبض على الزناد وتطلق ، لساعة قديتوحد فيها المصير وتنصهرا سوياً في بوتقة الشهادة ، فيصبح العشق أغنية ابدية تترددها الأجيال وتسجلها الهضاب والوديان ، إنها ملحمة وجود لشعب صامد حول شظف العيش ومرارته إلى ارتقاء وتسام وتعاضد وتفان من أجل مصير مشترك ، إنه شكل جديد ونوع آخر وطعم آخر لحياة اجتماعية مثلى ، لايعرفها إلا من كابدها وارتقى بها .
.
هذه العبارات التي سجلتها ليست عبارات عاطفية نطلقها على عواهنها ، بل هي تعبيرأمين وصادق لمشاعر وعواطف نبيلة أتقاسمها مع كل وطني لايعتبر الوطن فندقاً أوحقيبة سفر ، ولا يبيع وطنه بريالات معدودات أوبحفنة من الدولارات ، أو بهوية ثانوية مريضة استجلبها من ما قبل ألف عام ونيف واستبدلها بهويته الوطنية الجامعة .
ولكن لنعترف أن من يتحدث عن مشاعر وأحاسيس الصابرين المناضلين الواقفين على حدود الشهادة والقابضين على وطنهم كجوهرة ثمينة وهو متكىء على أريكته ، ومهما قاده صدق مشاعره ونبالته سيبقى وصفه قاصراً وغير مكتمل ، لأن من يقبض على لحظة المواجهة اللحظية ، اللحظة الفاصلة بين الحياة أوالشهادة رفة عين ، هو الأصدق والأدق والأقدر على التعبير عن النقلة التي نقلته من حالة الخوف والترقب ، إلى حالة التوحد مع وطنه الذي
يحميه ويفتديه بالمهج والأرواح .
هذا ما سيقدمه لنا من عانى ومن كابد من أهلنا من الفوعة وكفريا ونبل والزهراء برواية صمود وتحد على صينية من الذهب ، بعد أن تعانقوا مع أبطال جيشهم العظيم على أرض الصمود والبطولات ، وتنسموا هواء الحرية هواء الوطن الذي عشقوه وتحملوا من أجله كل شرور الدنيا وافتدوه بمهج أولادهم وذويهم .
…. وأنا وأنتم سنبقى في حالة انتظار وتلهف لسماع ألف رواية بل ملايين من حكايا البطولات التي سطرها أبطال جيشنا الذي نعشق