.jpg)
………..أخر همه نشر الديموقراطية
………..لابد من هزيمة معسكر العدوان
ـــــــــــــــــ الكاتب محمد محسن ـــــــــــ سورية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بائس بل ومغفل من كان ولا يزال يعتقد أن الحرب المدمرة على العراق وسوريا كان سببها انهاء الاستبداد وتحقيق الديموقراطية ، وغير متابع من يعتقد أن دول الاستعمار الغربي تأخذ قراراتها قبل يوم أو يومين أو سنة أوسنتين هو واهم أيضاً ، وحتى نحدد اطار الصوره نؤكد أن التآمر على دول المنطقة بدأ منذ أن جاءت الارساليات الاستشراقية حتى الآثارية منذ القرن الثامن عشر أو قبله ، والتي كان هدفها الدراسة والبحث والتقصي والاحاطة بأصغر مكون اجتماعي في كل وحدة اجتماعية من وحدات مجتمعنا العربي ، ومن ثم تنتقل للبحث عن التباينات والاختلافات العشائرية والقبلية والمذهبية والقومية حتى الهويات الجزئية بين كل مكون اجتماعي وآخر ، ليتم وضع الدراسات والخطط لكيفية تظهيروتفجير تلك التباينات والاختلافات المذهبية أو الدينية أو القومية في الوقت المناسب وعندما تحين الساعة ، وها هي قد حانت بحسب استراتيجيتهم .
.
وواهم من يعتقد أن دول الغرب الاستعمارية تعتل هموم وتنوء تحت أحمال عذابات فقراء العالم التي تحملهاعلى منكبيها ، وكل دوائرها الاقتصادية مشغولة بالبحث عن كيفية اشباع الجوعى في افريقيا وآسيا بل وفي القارات الخمس ، بكل صدق من يعتقد ذلك هو جاسوس للغرب وعميل كالمعارضة السورية التي استبشرت وهللت عندما بدأ الاعلام الغربي والعربي يطبل ويزمر ويرعد ويزبد ويهدد بأنه قادم لتحقيق الديموقراطية ، وعندما احمر لظى الحرب وخاب فألهم وأملهم وبهتت فرحتهم بعدم سقوط النظام ، طالبوا بقصف البلاد التي كانت بلادهم والجيش الذي كان جيشهم ، وعندما لم يلب طلبهم راحوا يتوسلون ويستعطفون حد البكاء لكنهم أصيبوا بالخيبة والخسران ثانية ، لأن الغرب الرأسمالي يقيس ذلك بمقياس الربح ومن ثم الربح حتى قطع النفس ، كل عمل وكل نشاط تقوم فيه أية دولة رأسمالية غربية ابحثوا وراءها ستكون غايتها اقتصادية ، حتى الفتات الذي تبذره هنا وهناك كهبات وعطايا هدفه الترويج لبضائعهم وفتح أسواق جديدة لهم ، أو أثمان للأدوار التي لعبتها الدول والممالك التي يزرعها ويبثها الغرب في القارات الخمس ويمنحها دور التابع أو الحليف" كاسرائيل "وتركيا والسعودية وقطر والأردن ، لأنها أزرع ومفارز ومواقع متقدمة لحماية ورعاية مصالحه ، ولضرب من يتململ أو يحاول رفع رأسه محتجاً ، أحياناً يستخدمها كأزرع عسكرية للتأديب وفي أغلب الأحايين للتآمر والتجسس والعمالة وزرع الفتن وتظهيرها وتفجيرها عند الحاجة
.
أكلوا عقولنا زرعوا فيها مفاهيمهم وشوهوا قيمنا ومفاهيمنا حتى أنهم فرضوا علينا لباسهم أكلهم طرائق عيشهم ، والخوف كل الخوف أن نقاد كالخراف إلى تبني قيمهم ومفاهيمهم المادية التي يقاس فيها الانسان بمقدار ما يملك ، فنخرج من تاريخنا من أنبل صفة في مجتمعاتنا ألا وهي " العاطفة " العاطفة التي تعتبر أهم منتج حضاري أنتجه الانسان ، العاطفة هي النبالة هي الحالة النفسية التي يسمو فيها الانسان فيصبح انساناً وبها يتميزعن الحيوان ، فلولا عاطفة الانسان تجاه أخيه الانسان يصبح الانسان حيواناً غرائزياً يأكل لحم أخيه ميتاً .
ولولا العاطفة لما كانت هناك اسرة ، ولما كان هناك رابط أخوة ، ولما كان هناك وحدة اجتماعية تتميز بخصائصها بعاداتها ، وبالنتيجة لايكون هناك وطن بل يكون الوطن مجموعة أفراد تتجاور كحبات رمل لاترتبط باي رابط ، حتى الجيش يصبح مجموعة من المرتزقة لاتبكيهم هموم وطنهم ، وإذا مات أحدهم في الحرب يرمى كأي ميت مات أثناء تأديته وظيفته ، فكل واحد يقاتل وكأنه مرتزق أسند له عمل فمات وقد لايجد أماً تبكيه لأنه تركها إلى حيث يقيم ، فالعاطفة والارتباط بالأرض والوطن والاستعداد للتضحية هي العناوين التي يقاتل تحت رايتها جيشنا البطل وهي التي تجعل أمهات الشهداء أمهاتنا يزغردن عندما يزف أبناؤهن شهداء ، إنه الشرق فحافظوا على قيمه وعاطفته والعنوا مفرزات وقيم الرأسمالية الغربية التي إن سادت يتحول الانسان إلى كتلة رغبات وغرائز انسان فرد يبيع " قوة عمله يومياً"فيعمل نهاراً ويعود ليلاً إلى فسقه ومجونه أو تعتيره وينام كأي سائمة وقد يعيش بدون زوجة أو ولد أو تكون زوجته قد باعته بعشيق أما الولد فيكون قد ذهب إلى حيث تقوده غرائزه .
.
من هنا كانت الحرب الدائرة على بلادنا هي حرب مصيرية حرب كسرعظم حرب عسكرية اقتصادية ثقافية قيميه وتاريخية ، ولن تقتصر آثارها على سورية بل ستشمل دول الاقليم برمته عربية وغير عربية ، ولا بد من أن يخسرفيها معسكر ويربح فيها معسكر ، ولا حلول وسط لأن الحل الوسط يعني أن الدماء الزكية التي أريقت على ثرى بلادنا تكون قد ذهبت هدراً وهذا لن يكون ، لأن كل الدلائل تشير بوضوح إلى المعسكر الرابح ، وما التصريحات النارية والتهديد بالتدخل العسكري البري ، والاستماتة في طلب وقف إطلاق النار بعدالتقدم المذهل لقواتنا المسلحه على جميع الجبهات وبخاصة جبهة تحرير حلب ، إلاالدليل الواضح على الشعور بالخذلان الذي يكاد يطبق على أنفاس المعارضات ومشغليهم وبخاصة ممالك النفط التي قد نسمع موت بعض أمرائها بالسكتة القلبية ، ولا تستهجنوا سقوط هذه المملكة كبناء متداع والتي يتناقض وجودها مع حركة التاريخ ومع التقدم العلمي والمعرفة لأنها تعيش خارج التاريخ ، وقد تطيح هذه الانتصارات بوزراء كما حدث "لفابيوس " وزيرخارجية فرنسا وننتظر المزيد من الانهيارات .
أما تركيا أردوغان وفيلسوفه أحمد داوود أوغلو المنظر ، الذي كان يحلم ويمني صاحبه بأننا بتنا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الحلم العثماني واعادة السيطرة على المنطقة ، وتنصيب الاخوان المسلمين على مقدرات الشعوب الاسلامية ، لم يتبدد حلمهما فقط بل جعلهما الجيش العربي السوري وحلفائه في حالة اختناق حتى وصل فيهم الأمر إلى اتهام حلفائهم بالخذلان والمتاجرة بدماء المنطقة ، الجميع مربك حد الدوخان فالكل يتهم الكل المعارضات وتركيا والسعودية يتهمون أمريكا بالخزلان ، وأمريكا تقول لهم إما أن تسرعوا وتأخذوا شقفة صغيرة من الكعكة وإلا فأنتم ستصبحون خارج اللعبة . هذا واقع معسكر الخصوم أما سورية العربية وحلفاؤها وأصدقاؤها وكل القوى المعادية للحلف الغربي ، فسيسجلون على الأرض السورية انتصار الحق على الباطل وهزيمة ثلاثي العدوان الاستعمار "واسرائيل "والرجعيات .
سيكون له ارتدادات ايجابية على مستوى الكرة الأرضية لأن هذا الانتصار هو الانتصار الأول على دول الشر الغربية الاستعمارية وعلى كل الممالك والهياكل الرجعية التي صنعتها . الطريق صعب ومرير ولكن دماء شهدائنا الذين قاتلوا ببسالة نادرة في سبيل اجتراح النصر ، يجب أن نكون أوفياء لها وعلينا أن نكون بمستوى القضية التي أعطوها ــ بدون تردد ــ دماءهم
…انه بداية عصرجديد تمسك فيه الشعوب طريق مستقبلها بكلتا يديها…