.قبل خمس سنوات من الحرب على بلادنا .jpg)
…………….وبعد خــــــــــــــــــــــــــــــمس سنوات
…………………أين نحــــــــــــن ، وأين هـــــــــــم ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الكاتب محمد محسن ـــــــــــــ سورية ـــــــــــــــــــــــــــ
قبل خمـــس سنوات
ـــــــــــــــــــــــــــ
تهيئة وترقب وحلم ممزوج بكثير من الفرح ومفعم بالطمأنينة ، هذا ما كان عليه عقل الرئيس التركي أردوغان ، حيث ينام ويستيقظ على حلم الامبراطورية العثمانية الجديدة ، هيأ الخيم باكراً للنازحين السوريين ، وفرش القصر الامبراطوري الحديث الذي يليق بالخلافة ، ووزع المهمات ، وأجرى الاتصالات مع رؤساء الدول الحليفة والصديقة ، وبخاصه مع الرئيس المصري " مرسي " الذي خُلع ، وبعد أن رفضت سورية نصائحه المغلفة بإنذارات ، أرغى وأزبد وهدد وتوعد وهو الامبراطور المرتقب سلطان البروالبحر .
أما السعودية فلقد فتحت خزائنها وراحت ترش المليارات على كل رخيص ، وفتح فقهاؤها الوهابيون أفواههم ولم يغلقوها حتى الآن على فتاوى " الجهاد بكل أشكاله جهاد القتل وجهاد النكاح وجهاد السبايا والجهاد من أجل الحوريات العين " وايقاظ الهويات الثانوية الدينية والمذهبية وتفجيرها ، وانخرطت "محطة العربية " بتنفيذ هذه السياسة التحريضية مع المحطات الرديفة التي باعت أصواتها للمال النفطي في لبنان وغيره ، وترفدها الصحف الصفراء بصحفييها .
أما قطر فلقد قامت بفتح أبواق محطة الجزيرة المسعورة ــ وريثة القسم العربي في المحطة البريطانية ــ على مصاريعها كذباً وفبركة وتحريضاً وراح فيصل القاسم وأحمد منصور" والمفكر العربي " عزمي بشارة وكل الشلة يصرخون بأحط العبارات الطائفية والمذهبية ، وهم يحرضون على القتل ويبشرون بالنصر القريب ، ولن ننسى محطة صفا وشيخها " العرعور " ونصيحته بالدق على الطناجر والتكبير ومحطة " الأورينت " وحقدها المسموم .
قبل ذلك وبعده وأثناءه عُقدت جلسات غرف العمليات السوداء العسكرية والاستخبارية في أضنه في عمان في قطر في باريس بقيادة المايسترو الولايات المتحدة الأمريكية التي حددت ساعة الصفر وانطلاق وتوافد قوافل الوحوش من كل أصقاع الدنيا إلى سوريا الحبيبة ، لم يتركوا فيها شارعاً او حارة أوسهلاً او جبلاً إلا ودنسوه وكان جيشنا البطل يلاحقهم في كل شبر وفي كل واد ، وطهر ولايزال يطهر كل موطىء قدم دخلوه من رجسهم بدمائه الطاهرة ، مدعوماً من أصدقاء أوفياء جواً وبراً .
بعد خمــس سنوات
ــــــــــــــــــــــــــ
بح صوت الجزيرة التي أنشئت لمثل هذه الأوقات ، وخلصت كل أكاذيب وتخرصات فيصل القاسم وضاعت أوهامه حتى وصل به الأمر إلى فقدان التوازن حتى صار يغرب ويشرق بعكس الاتجاهات التي يريد ، وانهارت معنويات مراسليه المدربين على يد المخابرات الأمريكية ، ليس هذا شأنهم وحدهم فحسب بل شأن كل محطات الفتنة في كل الوطن العربي ، أما أمير قطر فلقد شرب من نفس الكأس الذي كان قد سقاه لوالده عندما انقلب عليه وطرده خارج البلاد ، فخرج هو من الامارة أيضاً مذموماً مدحورا ، يجر وراءه وزير خارجيته الذي كان يحمل كيساً من المال يوزعه في أروقة الامم المتحدة والجامعة العربية وغيرهما يشتري فيه العملاء والشتامين . أما سعود الفيصل وزير خارجية السعودية فلقد مات كمداً وهماً وفي قلبه غصة من سورية لأن أحقاده ردت إليه وأكلت كبده ، فورثه قزماً اسمه " الجبير " وبقيادة ولي ولي العهد محمد بن الملك سلمان ، أخذهم الشعور بفرط القوة فشنوا حرب ابادة على اليمن ولكنهم نسوا أن اليمن كان عبر تاريخه مقبرة للغزاة .
أين هـُــــــــــــــــم الآن ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جبير القزم هذا جاء إلى السلطة " والناس راجعه " فبقي يردد ما كان يُردد قبل خمس سنوات ــ هزيمة الاسد ، هزيمة النظام ، 150000جندي جاهزون للدخول الى سورية " ، أرسلنا أو سنرسل الطائرات إلى مطار" انجرلك " التركي ـــ وراح يردد هذه العبارات في كل موقع ومحفل ، وفي ليلة ليلاء نظر وراءه فوجد نفسه وحيداً يغني خارج السرب وسبقه الركب وتركه ساهماً في صحرائه ، فبدأ يتراجع خطوة خطوة ـــ سنتدخل بالطيران لقصف داعش ، قواتنا البرية جاهزه ولكن تحت أمرة التحالف الأمريكي ـــ . أما قطر فلقد خف ظهورها وبدأ يخبو بريقها حتى بدأت تتخفى وراء السعودية وكذا الامارات بلاد الزجاج .
أما أردوغان ورئيس وزرائه أحمد داوود أوغلو فلقد جفت الكلمات على أفواههم ، وهم يتوعدون بالويل والثبور وعظائم الأمور ، ومن الحلم بالسلطنة وبالسيطرة على المنطقة ، ومن صفر مشاكل إلى صفر صداقات ، إلى أن أصبح الحلم كابوساً وبدأ الوهم يتبدد ويستفيقون كل يوم على وضع جديد ، الجيش العربي السوري بات قريباً من الحدود السورية التركية حتى أن أصوات مدافعه باتت تسمع داخل الحدود تركيا ، وبدأ التلجلج يسيطر على أحاديثهم إنهم في خسران مبين .
أماالسيد رئيس وزراء سورية الهارب السابق " رياض حجاب " فلقد كاد أن يبكي في مؤتمره الصحفي الأخير ، حيث راح يلوم مشغليه ويتهمهم بالخزلان ، ثم راح يستجدي وقف اطلاق النار ليوم واحد ، هذا شأن من خان وباع وطنه ومن لايحسب حساب التاريخ والعمق الحضاري لشعبه وانتقل كرقيق مأجور لخدمة سيده الذي اشتراه .
أين نــــــــــــحن الآن ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
خمس سنوات من المواجهة لأشرس حرب عرفها التاريخ الحديث ، عنوانها المواجهة والصبر والصمود والتحدي ، الكل فتح شدقيه ليعضها ، ولأول مرة يتكاتف كل الأعداء ضدها من الغرب والجنوب والكل يراهن على سقوط النظام ويحلمون حلم ابليس بالجنة ، نعم نزفت سوريه وصبغت الأرض الطاهرة دماءً ولم يبق فيها مغز ابرة إلا وفيها ضربة سيف أو طعنة رمح ، ولكن سورية الشعب والجيش سورية التاريخ ، سورية التي أعطت للعالم المعرفة تترنح ولكنها لاتسقط ، وها هو جيشها البطل يهدينا في كل دقيقة انتصاراً ، والعالم يقف على قدم واحدة مشرئباً ينتظر ، ويقول في السر والعلن متسائلاً هل نحن في علم أم في حلم .. لا..اعلموا أنكم في أطهروأقدس أرض كم من الغزاة مروا من هنا ولكنهم رحلوا وبقيت سورية وستبقى عنواناً للصبر والثبات .
……سننتصر وسنلملم جراحنا وسنخرج من الرماد كطائر الفينيق ، وسنغني في كل سفح وواد لحن الانتصار والخلود .
.jpg)
…………….وبعد خــــــــــــــــــــــــــــــمس سنوات
…………………أين نحــــــــــــن ، وأين هـــــــــــم ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الكاتب محمد محسن ـــــــــــــ سورية ـــــــــــــــــــــــــــ
قبل خمـــس سنوات
ـــــــــــــــــــــــــــ
تهيئة وترقب وحلم ممزوج بكثير من الفرح ومفعم بالطمأنينة ، هذا ما كان عليه عقل الرئيس التركي أردوغان ، حيث ينام ويستيقظ على حلم الامبراطورية العثمانية الجديدة ، هيأ الخيم باكراً للنازحين السوريين ، وفرش القصر الامبراطوري الحديث الذي يليق بالخلافة ، ووزع المهمات ، وأجرى الاتصالات مع رؤساء الدول الحليفة والصديقة ، وبخاصه مع الرئيس المصري " مرسي " الذي خُلع ، وبعد أن رفضت سورية نصائحه المغلفة بإنذارات ، أرغى وأزبد وهدد وتوعد وهو الامبراطور المرتقب سلطان البروالبحر .
أما السعودية فلقد فتحت خزائنها وراحت ترش المليارات على كل رخيص ، وفتح فقهاؤها الوهابيون أفواههم ولم يغلقوها حتى الآن على فتاوى " الجهاد بكل أشكاله جهاد القتل وجهاد النكاح وجهاد السبايا والجهاد من أجل الحوريات العين " وايقاظ الهويات الثانوية الدينية والمذهبية وتفجيرها ، وانخرطت "محطة العربية " بتنفيذ هذه السياسة التحريضية مع المحطات الرديفة التي باعت أصواتها للمال النفطي في لبنان وغيره ، وترفدها الصحف الصفراء بصحفييها .
أما قطر فلقد قامت بفتح أبواق محطة الجزيرة المسعورة ــ وريثة القسم العربي في المحطة البريطانية ــ على مصاريعها كذباً وفبركة وتحريضاً وراح فيصل القاسم وأحمد منصور" والمفكر العربي " عزمي بشارة وكل الشلة يصرخون بأحط العبارات الطائفية والمذهبية ، وهم يحرضون على القتل ويبشرون بالنصر القريب ، ولن ننسى محطة صفا وشيخها " العرعور " ونصيحته بالدق على الطناجر والتكبير ومحطة " الأورينت " وحقدها المسموم .
قبل ذلك وبعده وأثناءه عُقدت جلسات غرف العمليات السوداء العسكرية والاستخبارية في أضنه في عمان في قطر في باريس بقيادة المايسترو الولايات المتحدة الأمريكية التي حددت ساعة الصفر وانطلاق وتوافد قوافل الوحوش من كل أصقاع الدنيا إلى سوريا الحبيبة ، لم يتركوا فيها شارعاً او حارة أوسهلاً او جبلاً إلا ودنسوه وكان جيشنا البطل يلاحقهم في كل شبر وفي كل واد ، وطهر ولايزال يطهر كل موطىء قدم دخلوه من رجسهم بدمائه الطاهرة ، مدعوماً من أصدقاء أوفياء جواً وبراً .
بعد خمــس سنوات
ــــــــــــــــــــــــــ
بح صوت الجزيرة التي أنشئت لمثل هذه الأوقات ، وخلصت كل أكاذيب وتخرصات فيصل القاسم وضاعت أوهامه حتى وصل به الأمر إلى فقدان التوازن حتى صار يغرب ويشرق بعكس الاتجاهات التي يريد ، وانهارت معنويات مراسليه المدربين على يد المخابرات الأمريكية ، ليس هذا شأنهم وحدهم فحسب بل شأن كل محطات الفتنة في كل الوطن العربي ، أما أمير قطر فلقد شرب من نفس الكأس الذي كان قد سقاه لوالده عندما انقلب عليه وطرده خارج البلاد ، فخرج هو من الامارة أيضاً مذموماً مدحورا ، يجر وراءه وزير خارجيته الذي كان يحمل كيساً من المال يوزعه في أروقة الامم المتحدة والجامعة العربية وغيرهما يشتري فيه العملاء والشتامين . أما سعود الفيصل وزير خارجية السعودية فلقد مات كمداً وهماً وفي قلبه غصة من سورية لأن أحقاده ردت إليه وأكلت كبده ، فورثه قزماً اسمه " الجبير " وبقيادة ولي ولي العهد محمد بن الملك سلمان ، أخذهم الشعور بفرط القوة فشنوا حرب ابادة على اليمن ولكنهم نسوا أن اليمن كان عبر تاريخه مقبرة للغزاة .
أين هـُــــــــــــــــم الآن ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جبير القزم هذا جاء إلى السلطة " والناس راجعه " فبقي يردد ما كان يُردد قبل خمس سنوات ــ هزيمة الاسد ، هزيمة النظام ، 150000جندي جاهزون للدخول الى سورية " ، أرسلنا أو سنرسل الطائرات إلى مطار" انجرلك " التركي ـــ وراح يردد هذه العبارات في كل موقع ومحفل ، وفي ليلة ليلاء نظر وراءه فوجد نفسه وحيداً يغني خارج السرب وسبقه الركب وتركه ساهماً في صحرائه ، فبدأ يتراجع خطوة خطوة ـــ سنتدخل بالطيران لقصف داعش ، قواتنا البرية جاهزه ولكن تحت أمرة التحالف الأمريكي ـــ . أما قطر فلقد خف ظهورها وبدأ يخبو بريقها حتى بدأت تتخفى وراء السعودية وكذا الامارات بلاد الزجاج .
أما أردوغان ورئيس وزرائه أحمد داوود أوغلو فلقد جفت الكلمات على أفواههم ، وهم يتوعدون بالويل والثبور وعظائم الأمور ، ومن الحلم بالسلطنة وبالسيطرة على المنطقة ، ومن صفر مشاكل إلى صفر صداقات ، إلى أن أصبح الحلم كابوساً وبدأ الوهم يتبدد ويستفيقون كل يوم على وضع جديد ، الجيش العربي السوري بات قريباً من الحدود السورية التركية حتى أن أصوات مدافعه باتت تسمع داخل الحدود تركيا ، وبدأ التلجلج يسيطر على أحاديثهم إنهم في خسران مبين .
أماالسيد رئيس وزراء سورية الهارب السابق " رياض حجاب " فلقد كاد أن يبكي في مؤتمره الصحفي الأخير ، حيث راح يلوم مشغليه ويتهمهم بالخزلان ، ثم راح يستجدي وقف اطلاق النار ليوم واحد ، هذا شأن من خان وباع وطنه ومن لايحسب حساب التاريخ والعمق الحضاري لشعبه وانتقل كرقيق مأجور لخدمة سيده الذي اشتراه .
أين نــــــــــــحن الآن ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
خمس سنوات من المواجهة لأشرس حرب عرفها التاريخ الحديث ، عنوانها المواجهة والصبر والصمود والتحدي ، الكل فتح شدقيه ليعضها ، ولأول مرة يتكاتف كل الأعداء ضدها من الغرب والجنوب والكل يراهن على سقوط النظام ويحلمون حلم ابليس بالجنة ، نعم نزفت سوريه وصبغت الأرض الطاهرة دماءً ولم يبق فيها مغز ابرة إلا وفيها ضربة سيف أو طعنة رمح ، ولكن سورية الشعب والجيش سورية التاريخ ، سورية التي أعطت للعالم المعرفة تترنح ولكنها لاتسقط ، وها هو جيشها البطل يهدينا في كل دقيقة انتصاراً ، والعالم يقف على قدم واحدة مشرئباً ينتظر ، ويقول في السر والعلن متسائلاً هل نحن في علم أم في حلم .. لا..اعلموا أنكم في أطهروأقدس أرض كم من الغزاة مروا من هنا ولكنهم رحلوا وبقيت سورية وستبقى عنواناً للصبر والثبات .
……سننتصر وسنلملم جراحنا وسنخرج من الرماد كطائر الفينيق ، وسنغني في كل سفح وواد لحن الانتصار والخلود .