.(2) وقف الأعمال القتـــــــالية.jpg)
…………………كيف نراه بعين وطــــــنية
…………………….المتوقع والمرتــــــــــجى
ــــــــ الكاتب محمد محسن ــــــــــــــــــــــــــــ سورية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أي قرار دولي ـــ كما قلنا في المقال السابق ـــ سيحاول كل طرف تفسيره وتوظيفه وفق رؤيته ورغبته ، حتى لو أدرك تماماً أن القرار جاء مجحفاً بحقه ، فهو لن يعترف بالخسارة حتى بينه وبين نفسه لأن ذلك ليس من مصلحته حتى النفسية أولاً والتعبوية ثانياً ، وبشتى التفسيرات سيحا ول تطمين أتباعه بأن القرارعلى الأقل جاء متوازناً إن لم يكن يميل لمصلحته ، وبالوجه المقابل سيبقى الطرفان متوجسين من التطبيقات العملانية للقرار ، لأن ذلك رهن بالتطورات والتحولات المستقبلية وقوة الشد والجذب بين الطرفين المتقاتلين ،
في هذا المقال سنحاول تقديم قراءة للواقع المعاش بعين وطنية وتبيان كل الاحتمالات المتوقعة ، هادفين تقديم رؤية نتمنى أن تملك حداً مقبولاً من الدقة والصحة والموضوعية والاقناع ،
خمس سنوات من الحرب الضروس وعلى مدى الليل والنهار …ألا يحتاج الجيش فيها إلى ساعة من الراحة ؟ يلتقط فيها أنفاسه ويعيد فيها ترتيب أوراقه وخططه وتحديد أولوياته وتعزيز قدراته ؟ ، وقد يقول قائل ألا تستفيد من هذه الهدنة الحركات الارهابية ايضاً ، نعم ولكن ليس بنفس القوة والزخم لأنها لاتملك قدرات الجيش اللوجستية على التعبئة وسرعة الحشد والتزود بكل ما يلزم للمعارك القادمة . ولما كان القرار قد استثنى داعش والنصرة القوتان الأكبر والأكثر انتشاراً على الأرض السورية ، فهذا القرار يتيح للجيش حشداً أوسع للقوات في معاركه على جبهات هاتين الحركتين فقط ، بدلاً من فتح عشرات الجبهات الأخرى مما يستدعي تشتيت القوات وتوزيعها ، وهذا يتطلب جهداً أكبر لوجستياً على الأقل في عمليات الرفد والمتابعة وتزويد القوات بالمعدات القتالية والمؤن والذخيرة حتى وبالمحروقات ، وحصر ذلك الجهد المضني الواسع والعريض على جبهات محددة وعلى مساحة أضيق ، وهذا يوفر أيضاً امكانية أكبر لحماية خطوط الامداد والرفد .
ولكن التداخل الكبير بين الحركات الارهابية المستثناة وغير المستثناة ـــ فقد تجد ثلاث حركات أو أكثر في بلدة واحدة ـــ كل يغني على مزمار مموله وما أكثرالجهات الممولة ، فهذا التداخل بين الحركات القابلة بوقف الأعمال القتالية أوالرافضة له ، سيجعلها أمام ثلاث خيارات أحلاها مر ، إما الانضمام إلى داعش أو النصرة وهذا هو الأغلب والأعم ، وإما الاقتتال حتى تصفي إحداهن الأخرى ، أو إعلان بعض الحركات المستقلة عن داعش والنصرة وبأمر من سادتها رفض أي شكل من اشكال الهدنة وتقرر القتال ، هنا يصبح قتالها مشروعاً وفق القرار الدولي والاتفاق الثنائي الروسي الأمريكي وتندرج تحت بند " الحركات الارهابية الأخرى " وهذا مكسب بحد ذاته لأنه أعطى مشروعية للدولة السورية بقتالهم .
وإذا ما احتسبنا التأثيرات النفسية والعسكرية للانتصارات المتسارعة والمُذهلة والباهرة ــ كالمدحلة ــ للجيش العربي السوري والتي أرعبت العدو وسرَت الصديق ، هذه الانتصارات لابد وأن ترمي بظلال الخوف والرعب على الكثير من الفصائل المحلية التي حملت السلاح إما بسبب المال المتدفق ، أو بسبب التحريض المذهبي البغيض التي عملت على تأجيجه عبر سنوات خمس مئآت المحطات التلفزيونية مستغلة الجهل والفقر والتهميش ، هذه الفصائل بعضها حتماً وبدافع الخوف من مصيرها المحتوم وبضغط من العقلاء والمتنفذين ، ستفضل إلقاء السلاح بدلاً من خوض معركة خاسرة فتنقذ نفسها وأهلها وقريتها .
وهذا ما سعت له أجهزة الدولة المختصة طوال سني الحرب ، والملفت والذي يبدو غريباً أن بعض تلك الحركات انضم إلى صفوف القوات المسلحة وقاتل بشجاعة نادرة ومنهم من استشهد دفاعاً عن الوطن . وما الارهاصات التي تأتي مُبشرة من درعا إلا بداية الغيث .
وليس استثناءً القول أن هناك بعض المسلحين وبعد أن تورطوا بحمل السلاح بسبب جهالة أوتسرع أو سوء تقدير ، وعاشوا ردحاً طويلاً من الزمن مع جنسيات مختلفة ومتخلفة ومتوحشة ، وشاهدوا وسمعوا أقوالاً وأفعالاً غريبة ومريبة ، كثير من هؤلاء يرغب الهروب من هذا المستنقع والعودة إلى حياته العادية ، ولكن الخوف من التصفية أو عدم التمكن من الهرب ، يحول بينهم والعودة إلى حضن الوطن ، وأوضح مثال على ذلك اعتراف مسلح من درعا واستنكاره عند تسليمه لسلاحه للأعمال الغريبة والقذرة التي كان يقوم بها المسلحون ، فقد تكون الهدنة فرصة لتحقيق رغبته بالفرارمن ربقة ذاك الجحيم المطبق.
وهناك احتمالية قد تكون مهمة وهي عودة التحالف بين داعش والنصرة بدلاً من تنافسهما واقتتالهما ، بعد اشتداد الضغط عليهما من قبل الجيش العربي السوري وحلفائه من جهة ، والجيش العراقي من الجهة الأخرى ، فتوحيد البندقية وتلاحم القوتين الارهابيتين سيصعب المواجهة بوجه الجيش العربي السوري ، ويعطي زخماً وقوة اضافية للحرب ويعيد الحركتين والحركات المرتبطة بهما إلى هويتهما الواحدة وبخاصة بعد اتفاق السعودية وتركيا مصلحياً في هذه الحرب ، فالحركتان تشربان من نبع فقهي واحد هو الفقه الوهابي الاخواني الذي يدعي الاحتكار الحصري للاسلام وله وحده الحق في توزيع صكوك الغفران على المؤمنين الذين ينجحون في الامتحان ولهم وحدهم الجنة بحورياتها ، ومن يرسب يحرم من الجنة ويُكفر ومن يُكفر يقتل .
ولكن ومن جهة أخرى فإن تكتل الحركتين الارهابيتين يضع الجيش أمام جبهة واحدة بدلاً من تعدد الجبهات ، ويحول أو يُصعب تزويدهما بالمال والسلاح ، لأن ذلك فضلاً عن أنه سيفضح ويكشف هويات الدول الراعية والداعمة ، سيبين زيف إدعاءآت تلك الدول بانها كانت تمول فقط الحركات " المعتدلة " وسيريح الدولة السورية لأنها باتت في هذه الحالة تواجه حركات ارهابية مدانة دولياً .
…..كل احتمال من هذه الاحتمالات يحمل نقيضه في أحشائه
……………………….ولكن………………………….
الشعب الذي صبر وتحمل خمس سنوات من القتل والدمار ، وتعرض لأكبر امتحان في هذا العصر ، سيثبت للدنيا أنه قادرعلى إقتناص ………………
…………………………..النصرمن وحوش الأرض
.jpg)
…………………كيف نراه بعين وطــــــنية
…………………….المتوقع والمرتــــــــــجى
ــــــــ الكاتب محمد محسن ــــــــــــــــــــــــــــ سورية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أي قرار دولي ـــ كما قلنا في المقال السابق ـــ سيحاول كل طرف تفسيره وتوظيفه وفق رؤيته ورغبته ، حتى لو أدرك تماماً أن القرار جاء مجحفاً بحقه ، فهو لن يعترف بالخسارة حتى بينه وبين نفسه لأن ذلك ليس من مصلحته حتى النفسية أولاً والتعبوية ثانياً ، وبشتى التفسيرات سيحا ول تطمين أتباعه بأن القرارعلى الأقل جاء متوازناً إن لم يكن يميل لمصلحته ، وبالوجه المقابل سيبقى الطرفان متوجسين من التطبيقات العملانية للقرار ، لأن ذلك رهن بالتطورات والتحولات المستقبلية وقوة الشد والجذب بين الطرفين المتقاتلين ،
في هذا المقال سنحاول تقديم قراءة للواقع المعاش بعين وطنية وتبيان كل الاحتمالات المتوقعة ، هادفين تقديم رؤية نتمنى أن تملك حداً مقبولاً من الدقة والصحة والموضوعية والاقناع ،
خمس سنوات من الحرب الضروس وعلى مدى الليل والنهار …ألا يحتاج الجيش فيها إلى ساعة من الراحة ؟ يلتقط فيها أنفاسه ويعيد فيها ترتيب أوراقه وخططه وتحديد أولوياته وتعزيز قدراته ؟ ، وقد يقول قائل ألا تستفيد من هذه الهدنة الحركات الارهابية ايضاً ، نعم ولكن ليس بنفس القوة والزخم لأنها لاتملك قدرات الجيش اللوجستية على التعبئة وسرعة الحشد والتزود بكل ما يلزم للمعارك القادمة . ولما كان القرار قد استثنى داعش والنصرة القوتان الأكبر والأكثر انتشاراً على الأرض السورية ، فهذا القرار يتيح للجيش حشداً أوسع للقوات في معاركه على جبهات هاتين الحركتين فقط ، بدلاً من فتح عشرات الجبهات الأخرى مما يستدعي تشتيت القوات وتوزيعها ، وهذا يتطلب جهداً أكبر لوجستياً على الأقل في عمليات الرفد والمتابعة وتزويد القوات بالمعدات القتالية والمؤن والذخيرة حتى وبالمحروقات ، وحصر ذلك الجهد المضني الواسع والعريض على جبهات محددة وعلى مساحة أضيق ، وهذا يوفر أيضاً امكانية أكبر لحماية خطوط الامداد والرفد .
ولكن التداخل الكبير بين الحركات الارهابية المستثناة وغير المستثناة ـــ فقد تجد ثلاث حركات أو أكثر في بلدة واحدة ـــ كل يغني على مزمار مموله وما أكثرالجهات الممولة ، فهذا التداخل بين الحركات القابلة بوقف الأعمال القتالية أوالرافضة له ، سيجعلها أمام ثلاث خيارات أحلاها مر ، إما الانضمام إلى داعش أو النصرة وهذا هو الأغلب والأعم ، وإما الاقتتال حتى تصفي إحداهن الأخرى ، أو إعلان بعض الحركات المستقلة عن داعش والنصرة وبأمر من سادتها رفض أي شكل من اشكال الهدنة وتقرر القتال ، هنا يصبح قتالها مشروعاً وفق القرار الدولي والاتفاق الثنائي الروسي الأمريكي وتندرج تحت بند " الحركات الارهابية الأخرى " وهذا مكسب بحد ذاته لأنه أعطى مشروعية للدولة السورية بقتالهم .
وإذا ما احتسبنا التأثيرات النفسية والعسكرية للانتصارات المتسارعة والمُذهلة والباهرة ــ كالمدحلة ــ للجيش العربي السوري والتي أرعبت العدو وسرَت الصديق ، هذه الانتصارات لابد وأن ترمي بظلال الخوف والرعب على الكثير من الفصائل المحلية التي حملت السلاح إما بسبب المال المتدفق ، أو بسبب التحريض المذهبي البغيض التي عملت على تأجيجه عبر سنوات خمس مئآت المحطات التلفزيونية مستغلة الجهل والفقر والتهميش ، هذه الفصائل بعضها حتماً وبدافع الخوف من مصيرها المحتوم وبضغط من العقلاء والمتنفذين ، ستفضل إلقاء السلاح بدلاً من خوض معركة خاسرة فتنقذ نفسها وأهلها وقريتها .
وهذا ما سعت له أجهزة الدولة المختصة طوال سني الحرب ، والملفت والذي يبدو غريباً أن بعض تلك الحركات انضم إلى صفوف القوات المسلحة وقاتل بشجاعة نادرة ومنهم من استشهد دفاعاً عن الوطن . وما الارهاصات التي تأتي مُبشرة من درعا إلا بداية الغيث .
وليس استثناءً القول أن هناك بعض المسلحين وبعد أن تورطوا بحمل السلاح بسبب جهالة أوتسرع أو سوء تقدير ، وعاشوا ردحاً طويلاً من الزمن مع جنسيات مختلفة ومتخلفة ومتوحشة ، وشاهدوا وسمعوا أقوالاً وأفعالاً غريبة ومريبة ، كثير من هؤلاء يرغب الهروب من هذا المستنقع والعودة إلى حياته العادية ، ولكن الخوف من التصفية أو عدم التمكن من الهرب ، يحول بينهم والعودة إلى حضن الوطن ، وأوضح مثال على ذلك اعتراف مسلح من درعا واستنكاره عند تسليمه لسلاحه للأعمال الغريبة والقذرة التي كان يقوم بها المسلحون ، فقد تكون الهدنة فرصة لتحقيق رغبته بالفرارمن ربقة ذاك الجحيم المطبق.
وهناك احتمالية قد تكون مهمة وهي عودة التحالف بين داعش والنصرة بدلاً من تنافسهما واقتتالهما ، بعد اشتداد الضغط عليهما من قبل الجيش العربي السوري وحلفائه من جهة ، والجيش العراقي من الجهة الأخرى ، فتوحيد البندقية وتلاحم القوتين الارهابيتين سيصعب المواجهة بوجه الجيش العربي السوري ، ويعطي زخماً وقوة اضافية للحرب ويعيد الحركتين والحركات المرتبطة بهما إلى هويتهما الواحدة وبخاصة بعد اتفاق السعودية وتركيا مصلحياً في هذه الحرب ، فالحركتان تشربان من نبع فقهي واحد هو الفقه الوهابي الاخواني الذي يدعي الاحتكار الحصري للاسلام وله وحده الحق في توزيع صكوك الغفران على المؤمنين الذين ينجحون في الامتحان ولهم وحدهم الجنة بحورياتها ، ومن يرسب يحرم من الجنة ويُكفر ومن يُكفر يقتل .
ولكن ومن جهة أخرى فإن تكتل الحركتين الارهابيتين يضع الجيش أمام جبهة واحدة بدلاً من تعدد الجبهات ، ويحول أو يُصعب تزويدهما بالمال والسلاح ، لأن ذلك فضلاً عن أنه سيفضح ويكشف هويات الدول الراعية والداعمة ، سيبين زيف إدعاءآت تلك الدول بانها كانت تمول فقط الحركات " المعتدلة " وسيريح الدولة السورية لأنها باتت في هذه الحالة تواجه حركات ارهابية مدانة دولياً .
…..كل احتمال من هذه الاحتمالات يحمل نقيضه في أحشائه
……………………….ولكن………………………….
الشعب الذي صبر وتحمل خمس سنوات من القتل والدمار ، وتعرض لأكبر امتحان في هذا العصر ، سيثبت للدنيا أنه قادرعلى إقتناص ………………
…………………………..النصرمن وحوش الأرض