Die Welt

افادت صحيفة "دي فيلت" الألمانية، بأن ألمانيا، إحدى أبرز دول الاتحاد الأوروبي وأكثرها نفوذا، تدرس وبكل جدية إمكانية إغلاق حدود البلاد أمام اللاجئين.
وبحسب الصحيفة، فإن وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير أعطى توجيهات بوضع خطة لإغلاق الحدود الألمانية أمام المهاجرين الوافدين من دول الشرق الأاوسط وشمال إفريقيا.
وتنقل "Die Welt" عن مصدر قريب من وزير الداخلية قوله إن إدارة حرس الحدود في مقاطعة بافاريا (جنوب ألمانيا) قد تسلمت توصيات حول فرض تقييدات محتملة لدخول مهاجرين جدد أراضي البلاد.
وتذكر الصحيفة الألمانية أن هذه الخطة يمكن أن تدخل حيز التنفيذ في حال عدم ارتفاع عدد اللاجئين المتواجدين في أراضي الاتحاد الأوروبي بشكل حاد خلال الأسابيع القليلة القادمة. لكنها تشير إلى أن وضع خطة كهذه من دون تصريح من القيادة الألمانية العليا أمر يصعب تصوره.
لا شك أن تنفيذ الخطة المذكورة سيعني خلافاً جديًا بين برلين وبروكسل، وذلك في المقام الأول لأن إغلاق حدود البلاد سيثقل كاهل سائر دول الاتحاد الأوروبي في معالجة قضية اللاجئين. ما عدا ذلك فإن الكثير من الدول الأوروبية لا تزال تقف موقفاً سلبياً من فرض أي تقييدات في حق المهاجرين.
ومما يزيد المشكلة إلحاحا قرب القمة الأوروبية التركية بشأن أزمة المهاجرين والتي تنطلق في 7 من الشهر الجاري. وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أعلنت في شباط الماضي أنها ستعارض محاولات لإغلاق الحدود بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، مع أنها أقرت بأن هذا الإجراء يعتبر "احتمالًا واقعياً" حتى وإن كان "الأقل مرغوباً فيه".
يشار إلى أن ألمانيا استقبلت خلال العام الماضي حوالي 1.1 مليون لاجئ، وهناك 11% من مواطني البلاد فقط من يدعم إبقاء وتيرة تدفق المهاجرين على مستواه الراهن، وفقا لنتائج استطلاع للرأي أجرته شبكة NDR TV التلفزيونية. لكن على الرغم من ذلك لا تنوي ميركل فرض أي حد أدنى لعدد المهاجرين الذين يدخلون الأراضي الألمانية.
أما النسما، جارة ألمانيا الجنوبية، فقد أقدمت على تشديد جدي لنظامها الحدودي، وكان من بين الإجراءات المتخذة في هذا الإطار تحديد عدد طلبات اللجوء بما لا يزيد عن 200 طلب في اليوم. كما تشهد الحدود اليونانية المقدونية استمرار اشتباكات بين رجال الشرطة ومهاجرين يحاولون دخول أراضي مقدونيا، وهناك أكثر من 6 آلاف شخص احتشدوا بطول حواجز أقيمت لمنع تسلل اللاجئين إلى هذا البلد.
يذكر أن أزمة ضربت أوروبا في النصف الأول من العام الماضي. وقد وفد إلى دول أوروبا خلال العام الماضي أكثر من 1.2 مليون لاجئ، وقد انضم إليهم خلال الشهرين الأولين من عام 2016 ما يقارب 130 ألف لاجئ جديد.
بيروت نيوز –