.jpg)
:يقول الأطباء إن تأثير الأفلام المرعبة أو مشاهدتها يختلف من شخص لآخر، فالبعض يرى فيها صورة من صور الإثارة إلى حد الاستمتاع، والآخر يرى فيها عكس ما يشعر به داخلياً من الخضوع والاستسلام والضعف والسلبية وكأنه بمشاهدتها يتمنى أن تكون حياته بمثل هذا النوع من الحيوية والتجدد والنشاط، والبعض الثالث قد يرى فيها تحقيقاً لبعض الرغبات المكبوتة لديه في إلحاق الألم بالناس والتلذذ به.وحول تأثير مشاهدة هذه الأفلام على المراهقين، يؤكد الأطباء أن حياة المراهقين تمتاز بعدم النضج الانفعالي وبالتالي قد يتصورون أن مثل هذه الأفلام قد تعطيهم الإحساس بالقوة والسيطرة التي يتوقون إليها وعند أي احتكاك فعلي بالعالم الخارجي سوف يشعرون بكذب هذه الأحاسيس وتواضع قدرتهم في مواجهة مواقف يتصورون أنهم عاشوها في تلك الأفلام..
والملفت أن إحدى الدراسات الحديثة في هذا الأمر أشارت إلى أن مشاكل النوم عند الصغار، تزداد سوءاً بمشاهدة أفلام العنف أو قضاء أوقات أطول في المساء أمام التلفاز أو أجهزة الحاسوب أو ألعاب الفيديو. وقام باحثون من ولاية سياتل في هذه الدراسة، باستعراض تقارير الآباء والرسائل الإعلامية التي يشاهدها 617 طفلاً في مرحلة ما قبل المدرسة، ووجدوا أن كل ساعة إضافية يقضيها الأطفال أمام وسائل الإعلام ترتبط بارتفاع مشاكل النوم كما هو الحال مع مشاهدة أفلام العنف في أي وقت من اليوم.وأشارت إلى أنه في المتوسط يقضي الأطفال الصغار ما يقرب من 73 دقيقة في المشاهدة كل يوم، 14 دقيقة منها تحدث بعد الساعة السابعة مساءً، أما الأطفال الذين لديهم تلفاز في غرف نومهم فيقضون أوقات أطول أمام الشاشة ويكونون أكثر عرضة لاضطرابات النوم.وقال الباحثون: كنا نتصور أن التأثير يحدث نتيجة الأفلام التي تحتوي على العنف خاصة في فترة المساء، إلا أننا وجدنا أن أي محتوى في المساء يمثل مشكلة، وليس بالضرورة مشاهد العنف فقط التي تؤثر في مشاكل النوم.وقد أثبتت الدراسة أن حوالي 21 بالمئة من الأطفال في سن ما قبل المدرسة يواجهون على الأقل مشكلتين في النوم، بما في ذلك صعوبة النوم، والكوابيس، وتكرار الاستيقاظ أثناء الليل أو الشعور بالإعياء أثناء النهار.وقد أشارت دراسة سابقة إلى أنه ما بين 20 بالمئة إلى 43 بالمئة من الأطفال الأمريكيين في عمر ما قبل المدرسة لديهم تلفاز في حجرات نومهم
.رغم أن الأسرة العربية لاتمتلك في الغالب عدة أجهزة تلفاز، إلا أن الإهمال وترك هذا الجهاز أمام الأطفال بحرية فائقة يجعل منه وسيلة سلبية وذات أثر كبير على مخيلتهم وعقولهم ما يهدد بنوع من الفصام الكبير عن الواقع والدخول بعالم متخيل ومختلف يشبه ما يسببه جهاز الكمبيوتر والألعاب العنيفة أو المخيفة التي يمارسها الأطفال عليه..
وكم من الأطفال اضطروا إلى مراجعة الأطباء النفسانيين جراء الإصابة بنوع من الشحنات الكهربائية والتوتر الدائم وكأن الطفل يتعرض إلى عملية تشويه وإعاقة مبكرة تمنعه من التفكير بشكل سليم وسوي
الزميل فؤاد حسن