في يوم الاستقلال نحني هاماتنا لأبطاله.jpg)
…………………قرون ونحن نواجه العدوان ومخلفاته
………..لااستقلال بدون هزيمة الفكر الديـــــني التحريفي
ــــــــــــــــ المحامي الاستاذ محمد محسن ـــــــــــــــ سورية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بكل المعايير وبكل المقاييس حربنا الخمسية وأكثر التي نخوضها الآن هي امتداد واستمرار لحروب الاستقلال ، حتى نكاد نجزم أننا ومنذ مايزيد على ألف عام وشعبنا لم يلق السلاح وهوفي حرب يومية ضد الاستعمار بشتى صنوفه وتشكيلاته ، وهنا نجزم أيضاً أن جميع الانتصارات السابقة رغم قداستها كانت جزئية ومرحلية ولم تكن انتصارات حاسمة ناجزة . لأن الاستعماركان لا يرحل إلاليحل محله محتل آخر تتغير الهويات ويبقى الاستعمار , حتى لانغلق التاريخ على القتامة نقر أن كثيراً من الانفراجات حققها أجدادنا بتضحياتهم ولكن سرعان ماكانت تستنزف وتسرق ، عن طريق غاز جديد أو عن طريق عملاء من أبناء جلدتنا صُنعوا كبدلاء عن المستعمرين الطغاة ، منهم من لبس لبوساً وطنياً ولكن بادمغة لاتفكر مثلنا ولا تتألم لآلامنا وهي مغربة ومُستغربة ، ترطن بلغات الغازي الذي سبق وتحكم لصالحه لكن باسمها ـــ كملوك الرجعيين العرب من الشرق حتى أقاصي الغرب ــ. وحتى لانغرق بعيداً في مجاهل التاريخ سنقصر بحثنا على الاستعمار التركي منذ خمسمائة عام بالتمام والكمال ، أي منذ ……………1516ــ 1916ــ 2016
.
كل الموجات الاستعمارية التي تتالت على بلداننا كان هدفها سحق مجتمعاتنا وتفتيتها ليسهل استغلالها وسرقة خيراتها المادية والبشرية ومن ثم الابقاء عليها متخلفة متصارعة مفقرة ، لكن الاستعمار التركي العثماني كان أشدها أيلاماً ووطأة وأكثرها تاثيراً لأنه استعمرنا باسم الدين ، الدين الذي انبثق من أرضنا محمولاً على لغتنا ووعينا وثقافتنا وقيمنا ، وجاء الترك ليعلموننا ديننا الذي لم يفهموا مراميه وغاياته ولم يتمثلوه فهو ليس نتاج لغتهم أو ثقافتهم ، فحولوه من دعوة للمحبة والصدق والتعاون واحترام الآخر ، إلى مجرد طقوس صوم وصلاة وحج ، وأداة قمع وسيطرة وفرض وصاية بتفسيرات وأحاديث ملفقة .
عن طريق فقهاءالسلاطين المتكسبين الذين اختلقوا أحاديث ما أنزل الله بها من سلطان لتأبيد سيطرة سلاطينهم العجاف الاغبياء الذين كان همهم النساء والغلمان ــ مااشبه اليوم بالبارحة شأن ملوك آل سعود ــ ، حتى القرآن راحوا يفسرونه وفق أهواء السلاطين وولاتهم على الأمصار ، هذا الدين الطقوسي النمطي الشكلاني المغلق الذي عممه العثمانيون لايزال يسيطرعلى فهم وممارسات الكثيرين من فقهاء اليوم في بلادنا ، وما نعانيه الآن ماهوإلا جزء من عقابيل وترسبات ذلك الفهم المجوف ، فتركيا العثمانية لم تستعمر البلاد والعباد وتستنزف خيرات البشر والحجر ، ولم تقتل وتسلب وتمزق وحدة المسلمين إلى مذاهب متصارعة متقاتله بل خاضت على ظهور ودماء شبابنا حروبها الاستعمارية في أوروبا ، فقتل الملايين ومات منهم الملايين جوعاً ـــ في حروب سفر برلك ـــ والجريمة الانسانية المدوية الأخرى عندما علقت ثوارنا وابطالنا على أعواد المشانق في الساحات .
والأمر والأدهى هو :
اعتقال العقل العربي باسم الاسلام ومن ثم اغتياله وتجميده ووضعه في الثلاجة وحرفه وتشويهه وتحويله من عقل دينامي باحث عن الحقيقة والحق إلى عقل مستقيل إتكالي مغلق ، حتى دعي بحق زمن حكم الأتراك العثمانيين الاستعماري الذي امتد لأربعمائة عام من عام 1516 1916
…………………….." بعصور الظلام " .
ومع ذلك لايزال التنظيم الدولي للاخوان المسلمين يطالب ويدعو لعودة الخلافة العثمانية ، ومن خلال هذا الفهم الديني السلطاني العثماني المشوه والمغلق ــ مع الأسف ــ وعندما جرى الاستفتاء الشكلي على مستقبل لواء الاسكندرون العربي قام بعض العرب المسلمين بالاستفتاء لصالح تركيا تحت راية ــ الهمد لله كلنا مسلمين تحت راية السلطان ــ ولقد ترجمت تركيا العثمانية الجديدة تلك المواقف بأن كانت الموئل والمقصد والنصير والممثل لحركة الاخوان المسلمين والداعم الرئيسي لجميع الحركات المسلحة الارهابية الاخوانية وتفرعاتها العاملة على الأراضي السورية
.
نحني رأسنا إجلالاً لكفاح الأجداد الذين حققوا الاستقلال السياسي عام 1946
ولكن ومنذ العصرالعثماني وقبله بكثير ونحن نخوض حروباً مستمرة ومتتابعة وعلى كل الجبهات ، وليست جبهة الحرب ضد الوصاية الغربية واستقلالنا السياسي والاقتصادي والامساك بقرارنا السياسي المستقل بأهم المعارك ، بل أم المعارك وأبوها المعركة المشتعلة دائماً في عقولنا ضد العدو الذي يعشش في تلافيف تلك العقول ، والذي خلفه فقهاء السلاطين وورثتهم من دعاة العثمانية الجديدة ــ الاخوانية ــ ، وفقهاء الوهابية التكفيريين الظلاميين الذين اخترعوا ودربوا تحت سمع وبصر السلاطين وتحت وصايتهم وبرضاهم ،
هنا المعركة الأهم فالانتصار فيها يمكن اعتباره مقدمة ونتيجة في آن ، فالاستقلال الفكري يشكل مقدمة لحماية وترسيخ الانتصارات السياسية والاجتماعية ، ونتيجه لأنه لا يمكن اعتبار الاستقلال السياسي ناجزاً بدون أن نحقق النقلة النهائية من الأفكار الغيبية إلى العقلانية ، ونهزم ذاك الفكر الغيبي المغلق إلى الأبد عندها وعندها فقط ننجز استقلالنا التام السياسي والفكري ، وعندها وعندها فقط يمكن أن نقول أننا قد بتنا على طريق التقدم الحضاري واستلام زمام أقدارنا .
………..فلا استقلال بدون هزيمة الفكر الديني الظلامي
.jpg)
…………………قرون ونحن نواجه العدوان ومخلفاته
………..لااستقلال بدون هزيمة الفكر الديـــــني التحريفي
ــــــــــــــــ المحامي الاستاذ محمد محسن ـــــــــــــــ سورية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بكل المعايير وبكل المقاييس حربنا الخمسية وأكثر التي نخوضها الآن هي امتداد واستمرار لحروب الاستقلال ، حتى نكاد نجزم أننا ومنذ مايزيد على ألف عام وشعبنا لم يلق السلاح وهوفي حرب يومية ضد الاستعمار بشتى صنوفه وتشكيلاته ، وهنا نجزم أيضاً أن جميع الانتصارات السابقة رغم قداستها كانت جزئية ومرحلية ولم تكن انتصارات حاسمة ناجزة . لأن الاستعماركان لا يرحل إلاليحل محله محتل آخر تتغير الهويات ويبقى الاستعمار , حتى لانغلق التاريخ على القتامة نقر أن كثيراً من الانفراجات حققها أجدادنا بتضحياتهم ولكن سرعان ماكانت تستنزف وتسرق ، عن طريق غاز جديد أو عن طريق عملاء من أبناء جلدتنا صُنعوا كبدلاء عن المستعمرين الطغاة ، منهم من لبس لبوساً وطنياً ولكن بادمغة لاتفكر مثلنا ولا تتألم لآلامنا وهي مغربة ومُستغربة ، ترطن بلغات الغازي الذي سبق وتحكم لصالحه لكن باسمها ـــ كملوك الرجعيين العرب من الشرق حتى أقاصي الغرب ــ. وحتى لانغرق بعيداً في مجاهل التاريخ سنقصر بحثنا على الاستعمار التركي منذ خمسمائة عام بالتمام والكمال ، أي منذ ……………1516ــ 1916ــ 2016
.
كل الموجات الاستعمارية التي تتالت على بلداننا كان هدفها سحق مجتمعاتنا وتفتيتها ليسهل استغلالها وسرقة خيراتها المادية والبشرية ومن ثم الابقاء عليها متخلفة متصارعة مفقرة ، لكن الاستعمار التركي العثماني كان أشدها أيلاماً ووطأة وأكثرها تاثيراً لأنه استعمرنا باسم الدين ، الدين الذي انبثق من أرضنا محمولاً على لغتنا ووعينا وثقافتنا وقيمنا ، وجاء الترك ليعلموننا ديننا الذي لم يفهموا مراميه وغاياته ولم يتمثلوه فهو ليس نتاج لغتهم أو ثقافتهم ، فحولوه من دعوة للمحبة والصدق والتعاون واحترام الآخر ، إلى مجرد طقوس صوم وصلاة وحج ، وأداة قمع وسيطرة وفرض وصاية بتفسيرات وأحاديث ملفقة .
عن طريق فقهاءالسلاطين المتكسبين الذين اختلقوا أحاديث ما أنزل الله بها من سلطان لتأبيد سيطرة سلاطينهم العجاف الاغبياء الذين كان همهم النساء والغلمان ــ مااشبه اليوم بالبارحة شأن ملوك آل سعود ــ ، حتى القرآن راحوا يفسرونه وفق أهواء السلاطين وولاتهم على الأمصار ، هذا الدين الطقوسي النمطي الشكلاني المغلق الذي عممه العثمانيون لايزال يسيطرعلى فهم وممارسات الكثيرين من فقهاء اليوم في بلادنا ، وما نعانيه الآن ماهوإلا جزء من عقابيل وترسبات ذلك الفهم المجوف ، فتركيا العثمانية لم تستعمر البلاد والعباد وتستنزف خيرات البشر والحجر ، ولم تقتل وتسلب وتمزق وحدة المسلمين إلى مذاهب متصارعة متقاتله بل خاضت على ظهور ودماء شبابنا حروبها الاستعمارية في أوروبا ، فقتل الملايين ومات منهم الملايين جوعاً ـــ في حروب سفر برلك ـــ والجريمة الانسانية المدوية الأخرى عندما علقت ثوارنا وابطالنا على أعواد المشانق في الساحات .
والأمر والأدهى هو :
اعتقال العقل العربي باسم الاسلام ومن ثم اغتياله وتجميده ووضعه في الثلاجة وحرفه وتشويهه وتحويله من عقل دينامي باحث عن الحقيقة والحق إلى عقل مستقيل إتكالي مغلق ، حتى دعي بحق زمن حكم الأتراك العثمانيين الاستعماري الذي امتد لأربعمائة عام من عام 1516 1916
…………………….." بعصور الظلام " .
ومع ذلك لايزال التنظيم الدولي للاخوان المسلمين يطالب ويدعو لعودة الخلافة العثمانية ، ومن خلال هذا الفهم الديني السلطاني العثماني المشوه والمغلق ــ مع الأسف ــ وعندما جرى الاستفتاء الشكلي على مستقبل لواء الاسكندرون العربي قام بعض العرب المسلمين بالاستفتاء لصالح تركيا تحت راية ــ الهمد لله كلنا مسلمين تحت راية السلطان ــ ولقد ترجمت تركيا العثمانية الجديدة تلك المواقف بأن كانت الموئل والمقصد والنصير والممثل لحركة الاخوان المسلمين والداعم الرئيسي لجميع الحركات المسلحة الارهابية الاخوانية وتفرعاتها العاملة على الأراضي السورية
.
نحني رأسنا إجلالاً لكفاح الأجداد الذين حققوا الاستقلال السياسي عام 1946
ولكن ومنذ العصرالعثماني وقبله بكثير ونحن نخوض حروباً مستمرة ومتتابعة وعلى كل الجبهات ، وليست جبهة الحرب ضد الوصاية الغربية واستقلالنا السياسي والاقتصادي والامساك بقرارنا السياسي المستقل بأهم المعارك ، بل أم المعارك وأبوها المعركة المشتعلة دائماً في عقولنا ضد العدو الذي يعشش في تلافيف تلك العقول ، والذي خلفه فقهاء السلاطين وورثتهم من دعاة العثمانية الجديدة ــ الاخوانية ــ ، وفقهاء الوهابية التكفيريين الظلاميين الذين اخترعوا ودربوا تحت سمع وبصر السلاطين وتحت وصايتهم وبرضاهم ،
هنا المعركة الأهم فالانتصار فيها يمكن اعتباره مقدمة ونتيجة في آن ، فالاستقلال الفكري يشكل مقدمة لحماية وترسيخ الانتصارات السياسية والاجتماعية ، ونتيجه لأنه لا يمكن اعتبار الاستقلال السياسي ناجزاً بدون أن نحقق النقلة النهائية من الأفكار الغيبية إلى العقلانية ، ونهزم ذاك الفكر الغيبي المغلق إلى الأبد عندها وعندها فقط ننجز استقلالنا التام السياسي والفكري ، وعندها وعندها فقط يمكن أن نقول أننا قد بتنا على طريق التقدم الحضاري واستلام زمام أقدارنا .
………..فلا استقلال بدون هزيمة الفكر الديني الظلامي