هارِبا ً مِن أقدامي : أمشي و أمشي
تحملُني حقيبتي
مِن ظهيرة ٍ لظهيرة
فوق مساحات ٍ خالية ٍ
إلا َّ مِن الشوك ِ و قُنبرة ٍ
تبحثُ عن ذاتِها مثلي .
لا زِلتُ أمشي – هاربا ً مني :
أثارُ خُطواتي تُلاحقُني
و أنا – أستحمُ
في تِلكَ الظهيرات .
فاخِتَة ٌ : تروي عطشها مِن بُركَة ٍ آسِنة .
قُنفُذ ٌ : يتنَزَهُ بين الأشواك ِ
و كأن أشواكَ الظهيرة ِوأشواكُ ظهره ِ
لوحة ٌسريالية ٍ واحدة .
ضِفدَعَة ٌشاذة : و هي غاطِسَة ٌفي حمامِها الصيفي
تُغازِلُ تِلكَ الفاخِتَة ُ المسكينة
تُغريها – بنقيق ٍ
لا يستسيغ ُ لَحنَهُ حتى الذُباب .
كم نَرجِسِيَة ٌ – تِلكَ الضِفدَعة !
الفاخِتَة ُ : عَمليَة ٌجِدا ً
لا تُضيّعُ وقتها مع هذا الشِذوذ
تَطيرُ تارِكَة ً – بُضعَة ُ ريشات ٍ
على بُحيرة ِالآسن، كأجبار ِ
خاطر ٍ لتِلكَ الضِفدَعة أو رُبما ذِكرى
غير ِمقصودة ٍأبدا ً .
تِلكَ الظهيرات … آه ٍ
حتى طنينُ الذُبابِ / إزعاجهُ
لهُ طعمُ السِحر ِ
في داخلي .
حقائبي : لا زالت تفترسُ ظهيراتي
بنهَم ٍ لا يهدأ .
عطشٌ لا يرتوي : حقائبي .
أثارُ خطواتي، تَستَريحُ
في الشمس ِ : تُراقبُني بخَبَث ٍ
و أنا أتفيأ ُ– تحتَ ابتسامَة ِ نخلة .
هُناكَ، فَردَة ُ: بُسطال ٍ قديم
فَقَدَ أربطتَهُ – يُمكيجُ وجهَهُ الغُبار
يَستَحِمُ تحت الشمس ِ بذكرياتِه ِ
بينما أثارُ خطواتِه ِ
تَيَبَسَت ، مِن لَعنَة ِ النسيان .
النسيانُ – ذَلِكَ : الكائنُ الهُلامي
ملامحَهُ تتأرجَحُ بينَ : سِلب ٍ و أيجاب .
لا زالَ طِفلا ً شًرِسا ً – يأكُل ُ
الذكرياتَ بلا رحمة .
أحيانا ً : نحتاجُ لِتِلكَ الذكريات .
آه ٍ الذكرياتُ : الحنين .
ذَلِكَ الحنينُ – كم هو : كائِنٌ مُشاكس
لا يكُفُ عن صفع ِ وجهِ النسيان
بشَعره ِ المبلول ِ الناعسِ
على أكتافِنا .
غَمَزتُ لأثار ِ خطواتي المُنتَظِرة : هيا
أُركضي ورائي إلى البيت
لن تَجديني
سأُحلِق .
________