تقرير منيرة احمد – نفحات القلم
نسستطيع التعبير والتوصيف لحالات كثيرة , لكن حين تسمع تنهدات طفل الست سنوات فانت حكما ستقف مكبلا لسانا وحرفا , تنقطع سبل التعبير الا ما اقله من دموع لا تساوي شيئا امام تنهداته التي تخترق الصخر
هكذا وبكل بساطة استطاع الارهابيون وبدم بارد وقلوب من صخر صلد ان يشهدوا ما حل بالاطفال والنساء واصحاب عربات الخضار وغيرهم , واستطاعوا ان يقيموا احتفالاتهم بعد ان انجزوا مهمتهم في قتل الطفولة .
كم من الصور ارتمت بل غرست في ذاكرة ومخيلة وحياة هؤلاء الاطفال , وكم من الوقت يلزمنا كي نعيد اليهم الامان الداخلي الذي فقدوه
هذا بعض مما شهدناه في مشفى تشرين الجامعي ممن اسعفوا اليه من ضحايا تفجيرات جبلة
امانة فندة , مصابة هي وزوجها وطفلها ذو السنة وثلاثة اشهر
امانة فندي مصابة بحروق شديدة وهي حامل في شهر الثامن كانت هي وزوجها وطفلها البالغ من العمر سنة وثلاثة اشهر كانوا في مركز الانطلاق في جبلة حين حصل الانفجار تفرق الثلاثة في مشفى جبلة حين حدث التفجير الثاني
الزوج كنان موسى هو مصاب حرب اثناء المواجهات مع العصابات الارهابية ورح من الخدمة بنبة عجز 40% (عجز طبي ) هو اخ لشهيدين
الطفل محي الدين موسى ابنهما مصاب بحروق بليغة
تقول امانة اصبنا في مركز الانطلاق ونقلنا الى المشفى الوطني حيث حصل التفجير الثاني ثم نقلنا الى مشفى الحكمة ومن ثم الى مشفى تشرين الجامعي علمت بان زوجي مصاب وهو في المشفى وبقي القهر والخوف رغم الاصابة على طفلي الذي لا اعرف مصيره لكن احدى الممرضات الناجيات من مشفى جبلة حملته بعد ان عممنا صورته وارقاما هاتفية للتواصل معنا وبعد اسعافه في المشفى الوطني تم احضاره الى مشفى تشرين
حسان حمود هو بائع على عربية خضار في مركز الانطلاق بعد حصول الانفجار شاهد طفلا صغيرا هو الطفل ( محي الدين موسى ) مرميا على الارض حمله مسرعا الى المشفى الوطني وهناك حصل الانفجار حيث تعرض لحروق بليغة في مختلف انحاء جسده
كان همه ان يتفقد الطفل ويعرف مصيره , والبعض اعتقد للوهلة الاولى انه ابنه , وكانت فرحته كبيرة رغم اصابته عندما علم ان الطفل حي وهو في المشفى مع والديه يتلقى العلاج
سعد رزق اصيب في مركز انطلاق جبلة هو مصاب حرب مسرح بعجز طبي 35% اصيب بكسور في الرجلين وحروق بليغة اضافة الى ثقب في المعدة وتقطع بالاوردة في اليد اليمنى
الطفل محمد حسن (تلميذ صف اول ), كان مع والده واخته في مركز الانطلاق اصيب الجميع محمد بحروق بليغة في انحاء جمسه والده في العناية المركزة اخته ابنة العشر سنوات اصيب بحروف ورضوض اضافة الى فقد احدى عينيها
= هل يعرف الضمير الانساني كيف يقلق وكيف يصوغ عبارات الاستنكار والشجب .
مؤكد ان دوائر القرار التي خططت وساندت وما زالت للحرب العالمية على سورية كانت تعرف جيدا ان هذا سيحصل لانها على اقل تقدير ساندت ماديا ومعنويا .
وهل ستمع اذاننا بعد الان لعبارات التنديد التي تفح منها رائحة الارهاب .
اعتقد ان تنهدات محمد وصراخ محي الدين تكفي لعنة ابدية على اجرامهم