بقلم رئيس التحرير : رفعت شميس …
ماذا تأمل من الحكومة الجديدة القادمة ..؟ّّ
ماذا تأمل من الحكومة الجديدة القادمة ..؟ّّ
عبر عقود من الزمن …. السؤال التقليدي الذي اعتدنا على سماعه عبر وسائل الاعلام السورية المرئية أو على قراءته عبر الصحف الرسمية في استطلاع لعينات شتى من المواطنين كلما تشكلت حكومة جديدة .. ماذا تأمل
أو تريد من الحكومة الجديدة القادمة ؟؟؟
.jpg)
وفي الاستطلاع كل مواطن يتحدث عما يجول في خاطره من أحلام يأمل أن تتحقق . ولأن الوضع المادي المتدهور لدى الغالبية العظمى من ابناء الشعب السوري هو السائد فتكون اجابات المواطنين تكاد كلها تدور في فلك الغلاء وارتفاع الاسعار وعن عجز الحكومة السابقة عن تحسين الواقع المعيشي للمواطن وعن الأمل في أن تكون هذه الحكومة الجديدة محققة للآمال وقاضية على الآلام ..
لم يحدث يوما أن شارك المواطن السوري برأيه في تشكيل الحكومة قبل أن يعلن عنها ، فالحكومة يتم اختيارها تعيينا لا انتخابا وهذا أمر طبيعي إذ أن انتخاب حكومة ما، يعني تدخل العواطف والمشاعر والمحسوبيات وغيرها فيصل إلى الوزارة – أية وزارة – من هو ليس أهلاً للقيادة .
ولكن هل مع التعيين يتم اختيار من هو الأنسب دائماً ؟!!
الجواب البديهي الذي لطالما سمعناه في استطلاعات ما بعد التشكيل : الحكومة السابقة قد قصرت في عملها ولنا أمل في الحكومة الجديدة … وهذا يعني بالمنطق العقلي أن الاختيار لا يكون دائما مناسبا .. فكيف تتم آلية الاختيار وما هي المعايير التي يستند اليها المختار لتشكيل الحكومة في اختيار حكومته ؟!!
هل تتم دراسة اجتماعية اخلاقية علمية أدبية ثقافية معرفية سيكولوجية للشخص الذي يقع عليه الاختيار ؟ فيتم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب مما ينعكس إيجابيا على الأداء فيتحسن بذلك الواقع بمختلف جوانبه ولا سيما المعاشي للمواطن .. وهل تتدخل العواطف والمحسوبيات ليوضع شخص في غير مكانه المناسب لتكون الحالة معه كمن يكلف مدرس اللغة العربية بإعطاء دروس الرياضيات لطلبة الثانوية أو كمن يكلف عتالا من سوق الهال بقيادة طائرة بيونغ فوق المحيط .
أنا لست هنا في مجال النقد ولا الدعابة ولكنني أطرح تساؤلات لا أنتظر بعدها أية إجابات .. فماذا يريد إذن المواطن من حكومته الجديدة ؟!
وتأتي الاجابات .. وتستمر الأحلام ..
حبذا لو أن استطلاع الرأي يسبق إعلان الحكومة ويسبق اختيار أعضائها فيكون السؤال في الاستطلاع :من تأمل أيها المواطن أن يكون في الحكومة ..؟!
ربما ستكون الاجابات عديدة لكنني أستطيع أن أتخيل بعضها إلا أنني سأكتفي بأن أختم قائلا : حذار أن يقود الطائرة من ليس له خبرة في الملاحة ..