سألوا أمه .. :
– هل أضحكت ابنك في طفولته ..؟
فأجابت بنعم الصامتة ..
– هل استجاب لك ..؟
– نعم .. ( الصامتة )
– هل عرف المرح واللعب ..؟ هل ..؟ هل ..؟
نعمها صامتة دوماً ..
في نهاية الأمر انفجرت بالبكاء ..
عبثاً حاولوا معرفة سبب بكائها ، كفكفوا دموعها ، حاولوا استنطاقها بمجموعة أسئلة أخرى .. ظلت لاؤها ونعمها صامتتين ..
غادروا ، فتنفست الصعداء .. قهقهت حتى البكاء .. صمتت قليلاً .. ثم همست لأنيسة بقيت إلى جوارها :
– الحقيقة أنني لم أكن أعرف تماماً ما إذا كان يضحك أو يبكي .. كانت معالم وجهه تتطابق في الحالتين .. وصوت بكائه كصوت ضحكه .. هو هكذا .. لا تعرفين فرحه من حزنه .. غضبه من سكونه .. نقائضه توافق وتوافقه نقائض ..
عادت تنشج من جديد .. ثم هتفت فجأة :
– أنا لا أستطيع .. لا أستطيع ..
* من مجموعته القصصية الخامسة ( جدراني أولى ) قيد الصدور