الإبرة والخيط
في تلك الأيام الخاليه كانت الأسرة معملاً صغيراً متكاملاً تقريباً في تأمين متطلبات الحياة، وليس عجباً أن المرأة كانت تشكل عماد ذاك المعمل الصغير، فإلى جانب أعمال الخياطة التي لا تنتهي كانت المرأة تنجد اللحف والفرش وتندف القطن، ولكن بيديها وخلال السهرات، تنتزعه من حول بذوره بصبر وأناه مع أطفالها، وتجمعه حتى يغدو كافياً ليصار إلى حياكته على مغزل. أو ليصنع منه ثوب، أو عباءة، أو ليهيأ لصنع لحاف أو فراش. تقول الأغنية: يا ويل يا ويلي من الإبري هَمي وبلاي من الإبري
سلطان بُو محمود بجبلهْ رِدِلي حبيبي الغالي
وكان يوجه للثوب الطويل المكشكش أيضاً عناية تتجلى بزخرفات وزمزمات على الصدر كانت تسمى (عش النحل) لا يخلو منها ثوب. وتذكر أغنية أمان ديوان ديوان – بعض طرائق الخياطة، ونوع القماش. أمان ديوان ديوانا عريض الجوخ فستانا
لبست فستان شَل وكف شلحت فستان شَلّ وكَف
حبيب القلب تالفو لف ما بعرف ليش زعلانا ومن الجدير ذكره أن معظم أعمال التطريز، وتزيينات الثياب كانت من عمل الفتيات قبل الزواج. وعن التطريز والخياطة: نورد هذه المقطوعات الجميلة- طرزتلك بالحرير عاطراف القمصاني
حكيو عليِّ كل الناس ولاموني جيراني
ونورد بيت العتابا التالي: يا قلبي خيطوك بإبر وسلوك وعقلبي ما بقى لك درب وسلوك
يا قلبي كيف تسلاهن ويسلوك وكيف تنام وتطيق الغطا
والمقطوعة التالية من أغاني الحزن: يا الرايحين شمالا ردت خيلكن قبلي
عذبتو قلبي عذاب الخيط بالإبري
وحق ذات النبي والسلطان بجبلي
من بعد الفراق ما هنالي العيش ولا طبلي