فؤاد حيدر شاعر زجلي كبير نهض بهذا الشعر على مستوى الوطن العربي بكامله وقد تفرد بقصائد رائعة الجمال من خلال الوحدة الفكرية المتماسكة وكل قصيدة من قصائد دواوينه تحكي قصة معبرة صادقة.
تميز بموهبة فطرية منذ كان في الحادية عشرة من عمره كتب قصيدة باللغة الفصحى وأثارت اعجاب ودهشة كل من حوله ليغادر قريته بجبل الشيخ إلى دمشق بقصد الدراسة ولكنه لظروف مادية لم يتمكن من متابعة دراسته وتوجه للعمل ورغم عدم التحاقه بالمدارس تمكن عبر الدراسة الحرة من الحصول على الشهادة الثانوية.
ثم انتسب للجامعة في لبنان ليدرس الادب العربي وتمكن من الدراسة مدة سنتين فقط ثم تركها لظروف قاهرة أيضا وخلال هذه الفترة أولع بالشعر الزجلي لانه عندما ترك المدرسة تولدت لديه حسرة وشعور أنه غير متمكن من كتابة الشعر الفصيح واتجه لكتابة الزجل وركز اهتمامه على صياغة قصائد حول الوطن والانسان حيث قال في اخر مقابلاته: باختصار شغلتني طوال العقود السابقة القضايا الانسانية ومازالت تشغلني حتى هذه اللحظة .
وعرف حيدر الزجل أنه لغة العامة يتناقلونه في حياتهم اليومية، هو شعر شفاف يدخل القلب بسهولة ويتقبله السامع لحلاوة كلماته، هو سر الحياة اليومية التي نعيشها بجميع قواعدها.
وكان يرى ان المشاعر عند كل انسان وتترجم عن طريق الكلمة ولكن الشاعر يفوق الناس العاديين في التعبير والابداع والقدرة على الامتاع من خلال أبياته الشعرية والفرق طبعا هو في الموهبة التي حباها الله لاناس محددين دون سواهم وهناك أساتذة في الادب العربي يعرفون نظريا بحور الشعر وقواعد اللغة ولكنهم لا يمتلكون الموهبة ولا يستطيعون صياغة بيت شعري واحد.
كانت له مجموعة من النشاطات منها تأسيس جوقة الشلال السورية مع ثلاثة شعراء أخرىن وأيضا هناك محطة مهمة وهي تقديمه في اذاعة دمشق برنامج ندوة الزجل الذي استمر من عام 1965 حتى عام 1972.
صدر له ديوان شعري بعنوان (شموع) واخر بعنوان (بيادر) وله عدد هائل من القصائد المخطوطة ولكن وضع الكتاب الذي اعتبره حيدر في حال يرثي لها وانصراف الناس عن القراءة هما سبب عزوفه عن طبع دواوين جديدة.
تسلم مهام رئاسة جمعية الزجل في سورية وبقي فيها حتى وفاته .
غيبه الموت في 25 تموز 2015 عن عمر ناهز 84 عاما .
إعداد : محمد عزوز