التوحش الوهابي السعودي والربيع العبري صنوان
ووجهان لعملة واحدة قذرة
عبد الرحمن تيشوري / كاتب سوري
الحديقة العربية قرب غابة صناعة التوحش الوهابية السعودية
لم تكن بلدان العرب بحاجة الى كل هذا القتل والتدمير والارهاب والتوحش لانها كانت تعاني من الفقر والبطالة وسوء الوضع المعيشي لكن جاء الربيع العبري الوهابي الامريكي الخليجي العثماني ليحيل حال الامة الى سواد لذلك على العرب جميعا ان يقتصوا من بني سعود لا سيما اللبناني والعراقي واليمني والسوري والليبي
اجمل شعارات هذه الأمة المتشرذمة حاليا واعرقها / التضامن العربي والدفاع المشترك والعمل العربي المشترك ووزراء الصحة العرب ومجلس وزراء الاعلام العرب وووو / . بل ثوب زفافها الأبيض. ماذا حل بها؟ ماذا بقي منها غير الازرار الصدئة والاكمام المتهدلة والجيوب الفارغة واللاجئين والمهجرين والنازحين والمستأجرين والمياومين ووووووو ؟
شعارات نقية يطلقها اناس انقياء وبلمح البصر تصبح كثياب عمال الدباغة مع أن الكل يدعي النظافة وتعقيم اليدين.
معاهد جامعات مخابر تكنولوجيا اعلام وصحافة واقتصاد وابحاث ودراسات وفضائيات ووو، ومع ذلك حكمة قيلت قبل أربعين قرناً على ظهر بعير تحكمنا وتسيطر على افعالنا ونحن على متن الجامبو أو الكارافيل وعلى ارتفاع اربعين ألف قدم عن سطح الأرض.
ما أذرب السنتنا في اطلاق الشعارات والهتافات والخطابات والتنظير/ العرب اخوة واخوات لكن اخوات شو ؟؟؟/. وما ارشق ايدينا في التصفيق لها، وما أعظم جلدنا وصبرنا في انتظار ثمارها، ومع ذلك فان منظر ثائر امير نفط عربي يتحدث عن آلام شعبه للصحفيين وهو يداعب كلبه الخارج لتوه من الحمام ويطعمه 3 كغ لحم يوميا تعجز الاسرة العربية عن شرائها شهريا، أو منظر طفل مقنزع في صدر سيارة بمفرده أمام مدرسة خاصة أو حضانة أطفال، وعلى مسافة أمتار من ظل سياراته يقف المئات تحت الشمس المحرقة بانتظار باص او سرفيس، يلغي مفعول عشرين دراسة ومائة محاضرة والف أغنية واهزوجة عن العدالة والاشتراكية والعدل الاجتماعي واقتصاد السوق الاجتماعي. كأن هناك من اختص في تجويف الشعارات العربية وتفريغها كالخلد من أي محتوى… ولا يقر له قرار ما لم يتركها لمن سيجيء من بعده وهي كالبطيخة المنهوشة بالأسنان حتى القشرة البيضاء.
كأني بهؤلاء وأمثالهم منذ أول مظاهرة عام 1948 اصطفوا على طريق النضال العربي وكل منهم وضع شعاراً من الشعارات في "حلة" ووقف وراءها وبيده مغرفة وراح يفرغ ما بها كبائع السحلب. / اكلة شعبية ساحلية طرطوسية /
وعندما تصبح هذه الشعارات ضجة بلا محتوى… يعودون إلى الصف مرة ثانية ويقفون رتلاً احاديا وراء بعضهم كما في النظام المنضم وكل منهم يحمل فرشاة في يمينه وسطل دهان في يساره، ويبدأ بلصق التهمة تلو التهمة على ظهر الذي أمامه بينما تكون فرشاة الذي وراءه تعمل في ظهره وتلصق عليه ألف تهمة مماثلة. حتى أصبح ظهر المواطن العربي مع مرور الأيام والعهود والمراحل كواجهة السينما أو لوحة الاعلانات.
وفي المقابل هناك فريق ثالث يتألم ويخبط كفاً بكف لهذه الحالة.. ويدعو إلى الشفقة والرحمة بهذه الأمة … ثم يتلفت يمنة ويسرة وينهش منها ثمن سيارته ويمضي.
ويأتي آخر ينهش منها ثمن طقم كنبايات.
وآخر ثمن مزرعة دواجن.
وآخر ثمن كباريه.
وثمن فيلا اربع طوابق
واخر 3 سيارات همر
واخر رصيد بمئات الملايين
واخر يريد بماله ان يصبح عضو مجلس شعب
وآخر ثمن شاليه.
وآخر محضر بناء.
وآخر تعهد قمامات.
وهذه خاتم سونيتر.
وتلك فسطان سواريه للصيف.
وتلك معطف فرو للشتاء.
وهذه الأمة ترتجع كالنعجة في موسم القصاص بعد أن جردت من كل ما يسترها ولم يبق منها إلا الأنسجة والاعصاب والارهاب والحروب والنزاعات وشراء الاسلحة ليقتل العربي العربي / السعودي الوهابي يقتل جميع العرب اليوم / بدل بناء البيوت واطعام الناس. وبناء الجامعات والمدارس والمراكز الثقافية ووووو
ولكن حذار اذا هب الشباب والكادحين والجائعين: والنخب والطبقة الوسطى التي تلاشت
يحكى أن نمراً في سيرك هندي بعد أن تقدم به العمر وأحيل على التقاعد كأي دركي عجوز او موظف مقهور او عسكري مسرح لاسباب صحية، دفن رأسه بين قائمتيه وانزوى بعيداً عن الأعين، لكن الحيوانات الاخرى لم تتركه وشأنه فراح كل ما في السيرك من قطط صغيرة وقردة وثعالب وسحالي وببغاوات وسعادين يتحرش به ذهاباً وإياباً. وهو صامت لا يروم، تعففاً وسأماً، ولكن في يوم من الأيام عندما زادوا من تحرشهم لم يطق صبراً على ذلك. فانتظرهم حتى مروا قافلة واحدة ورفع يده وهوى بها عليهم. فقضى على الجميع بضربة واحدة وانا اقول هكذا سيفعل الشعب والشباب العربي الجائع اخيرا سيأكل المهلكة الظلامية الوهابية الداعشية الماسونية الصهيونية الاسرائيلية.