منيرة احمد – نفحات القلم – مدرسة النهضة الادبية الحديثة
ليست المرة الأولى لكن أتمنى ان تكون الأخير التي اطرح فيها السؤال مع نفسي وأمام الأخرين معنيين وغيرهم – واخص اصحاب الاختصاص الحاملين راية الثقافة – وكل وفق مفاهيمه وغاياته :
هل سنبقى ( وهذه السين تلاحقنا – و من بين أصابعها يظهر الاتهام جليا )
هل سنبقى على نقاشاتنا وغالبا جدالاتنا غير المنتهية الصلاحية حول تعريف الثقافة
ولكل مدرسته في التعريف ؟
وهل توصلنا تلك التعاريف الى انتاج فعل ثقافي حقيقي ينمو معنا – نترافق لانتاج الثقافة التي نحتاجها فعلا وليس مجرد مقالات وطروحات ورسائل تعتبر كما يقال ( كلام قات – او كلام ليل لايمحوه النهار )
لست ممن يدعون اني املك مفاتيح الحل لكني استجديها – واستفذ من يملكها لينثرها عبقا طيبا ويمسك بايدينا بكل لطف ومحبة يستقبلها انساننا من وليدنا وحتى كهلنا بكل محبة وامانة
هل وفقت في الطرح — هل جنيت او قسوت على احد -؟
وهل سؤالي فقط من باب جلد الذات ؟
ما ارجوه الا ابقى حبيسة السؤال … و عطشى لاجابة تفعل فعل المطر في قواحل ثقافتنا
===
طرحت السؤال ويشرفني ان ارفقه باجابة الدكتور مهدي الزغبي
(د. مهدي الزغبي التحية والتقدير ..
القضية أو التساؤلات التي طرحتيها شائكة ومعقدة .. لكن وبصرف النظر عن تعدد التوصيفات والمدارس والرؤى وغيرها أرغب هنا في الإضاءة على مسألة جوهرية وهي أنه بالقيم الثقافية التي يستقيها الإنسان من- العلوم والمعارف والفنون والآداب- تستقيم الأفكار وتستنير الأفهام ويبتعد المرء عن الأفكار الهدامة والمنحرفة والمتخلفة والرجعية، وتتكون لديه المناعة ضد هذه الأفكار، وهنا أذكر قول فرانس كافكا : يجب أن يكون الكتاب فأساً للبحر المتجمد فينا.
لكن وبكل وضوح وصراحة أقول: وهذا رأيي الشخصي طبعاً، إنه في ظل المؤشرات التي تتحدث عن تدني كبير ومرعب في نسب القراءة والمطالعة لدى الشعوب العربية كافة.. عن أي ثقافة نتحدث، وعن أي مثقفين نتحدث، وحتى وأن صدحت أصوات القلة النادرة من المثقفين الحقيقين، فكيف للأغلبية التي ترعرعت على ثقافات سطحية أو على أخرى عميقة لكن رجعية، أن تسمع لتلك الأصوات، كيف لمجتمع لا يقرأ أن يتلقى الأفكار أو يكون لديه استعداداً للتنوير والاصلاح، إذاً هناك أزمة ثقافية كبرى ومن أهم مظاهرها وجود اشكاليات متعددة ومعوقات تحد من قدرة المثقفين على ممارسة الدور المنوط بهم وذلك بغض النظر عن الاختلافات والتناقضات وعدم وحدة الرأي بين المثقفين أنفسهم ضمن إطار مايعرف بالنخبوية الثقافية ذات الأبعاد السلبية والمنفصمة عن الواقع.. كأن نلقي محاضرة ثقافية في مركز ثقافي والجمهور نخبوي !!!!!
عوالم تقدير لحضرتكم..
مقال..
أرقام مخزية ومخيفة
المفكر العربي الدكتور مهدي الزغبي
ﻛﺸﻒ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ الأخير ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻠﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻋﻦ ﺃﺭﻗﺎﻡ ﻣﺨﻴﻔﺔ ومخزية فيما يخص الواقع الثقافي ﻓﻲ ﺍلعالم ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، إذ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ذلك التقرير ﺃﻥ ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ 4 ﻛﺘﺐ ﻟﻠﻔﺮﺩ على مستوى العالم، ﻭﻓﻲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ 11 ﻛﺘﺎب، ﻭﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ 7 ﻛﺘﺐ- ﻭﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ فقد كان ﺭﺑﻊ ﺻﻔﺤﺔ ﻓﻘﻂ !!
وتخيلوا يا رعاكم الله أن ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻣﺎ يترجمه ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺳﻨﻮﻳﺎً ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺧﻤﺲ ﻣﺎ ﺗﺘﺮﺟﻤﻪ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ، وأن العرب لم يترجموا ﺳﻮﻯ 11,000 ﻛﺘﺎﺑﺎً ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻲ ( ﻣﻨﺬ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ ) ﻭﺣﺘﻰ ﻭﻗﺘﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ، في حين أن ﺃﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻭﺣﺪﻫﺎ تترجم ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 11,000 ﻛﺘﺎﺑﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ.
وتخيلوا معي يا سادة أن ﺩﺍﺭ ﻏﺎﻟﻴﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻟﻮﺣﺪﻫﺎ ﺗﺴﺘﻬﻠﻚ ﻣﺎ ﻳﻔﻮﻕ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ مجتمعة ﻣﻦ ﻛﻤﻴﺔ ﺍﻟﻮﺭﻕ.
وأكثر من ذلك ﻳﺸﻴﺮ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻟﻠﻴﻮﻧﺴﻜﻮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻣﻌﺪﻝ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ %6 ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ، فبينما ﻳﻘﺮﺃ ﻛﻞ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻃﻔﻼً ﻋﺮﺑﻴﺎً ﻛﺘﺎﺑﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﺳﻨﻮﻳﺎً، فأﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻳﻘﺮﺃ ﺳﺒﻌﺔ ﻛﺘﺐ، ﻭﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺃﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﻛﺘﺎﺑﺎً، ﺃي ﻻﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﺨﺼﺺ ﻟﻠﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻻﻃﻼﻋﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ (ﺩﻭﻥ ﺍﺣﺘﺴﺎﺏ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ) ﻋﻦ ﺳﺖ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ، أﻣﺎ ﻋﻦ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻬﻮ (400 ﻛﺘﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ) ﻣﻘﺎﺑﻞ 13260 ﻛﺘﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺍﻻﻣﺮﻳﻜﻲ ﻭ 3838 ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻭ 2118 ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻭ 1485 ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ.
وكل هذه الأرقام يا سادة كانت قبل الأحداث الأليمة التي شهدتها ولا تزال مجتمعاتنا العربية، ومن المؤكد أن هذه الأرقام صارت الآن أكثر رعباً، لذلك لا بد من إتخاذ كافة الخطوات لكي تنهض الأمة من سباتها، فالإصلاح الثقافي ضرورة وحاجة ماسة وليس ترفاً، لذلك كتبت هذه القطعة النثرية:
" سباتُ دائم"
أما آن الآوان للنهضة أن تنهض من سباتها يا عرب ؟
أما آن الآوان للحبر أن يفيض
للأوراق أن تستفيق
للمطابع أن تنتعش
للمكتبات أن تزهو
للعقول أن تغرد
للاختراعات أن تتزاحم
للإنجازات أن تتكدس
أما آن الآوان يا عرب؟
أم أن الأمر أصبح يستلزم زلزالاً يهز هذا السبات
!!!!
دكتور مهدي الزغبي – عاجزة عن شكرك اولا – وممتنة لك لهذ التعليق الذي جاءت كبرنامج عمل واجبنا تنفيذه لنخرج الى النور ثقافة حقيقية نحن بامس الحاجة لها – وامام هذا المقال الرائع اقف باحترام وتقدير لجهدك في الرد اولا وفي نشر الثقافة من خلال ما قدمت وتقدم لنا – شكرا لردك والمقالة التي ساضمنها السؤال كاجابة – وليس بعد قولك من قول عندي -سوى احييك واشكرك – دمت منارة للفكر والادب والثقافة