الملك الأوغاريتي /ابرانو/أو أبي رانو/…لم يكن كأسلافه ليخضع للحثيين ويتمسك بالمعاهدات والمواثيق التي كبلوا بها أوغاريت……تسلم هذا الملك الحكم بعد وفاة عميشتمرو الذي لم يحكم سوى عدة سنوات في الربع الأخير من القرن الثالث عشر قبل الميلاد..ولم يخلف لنا سوى وثائق قليلة..ولعل الظروف التي سادت المنطقة آنذاك مثل تعاظم قوة الآشوريين ةظهور خطر شعوب البحر قد ساعداه على ذلك…
وعلى أية حال فإنه لم يقم بالزيارة المطلوبة الى عاصمة الحثيين ليقدم الولاء والطاعة لملكهم حتى يعترفوا به ملكاً على أوغاريت ..ولهذا السبب كتب إليه الأمير الحثي/فخو لوي/معاتباً لا ئماً إياه لعدم أحترامه للمواثيق والمعاهدات ولعدم قيامه بالزيارة المطلوبة..
من خلال الاطلاع على المصادر التاريخية في هذا المجال ..نحن لا ندري بعد سبب هذا العتاب واللوم فقد استمر أبي رانو على مواقفه وتنصله من تنفيذ التزامات أوغاريت حيال الدولة الحثية ..
لقد قرأنا في رسالة وجهها نائب الملك الحثي المقيم في كركميش الى/ أبي رانو/ معاتباً إياه على تقاعسه في نجدة الحثيين عسكرياً ..
ومن نظرة متفحصة للاحداث التي كانت جارية في المنطقة آنذاك يبدو إن النجدة التي كانت مرغوبة هي لصد الآشوريين الذين أخذوا يتوسعون غرباً..لذلك تمنع الملك ابرانواعن تقديم العون العسكري للحثيين ..وقدم لهم عوناً مادياً بدلاً من ذلك ..ومن المحتمل أن يكون الدافع لهذا الموقف تكهّن ابرانوا بميل كفة الآشوريين لا بد راجحة في النهاية ..
ورغم هذه المواقف التي اتخذها/ أبي رانو/ نرى أن نائب الملك الحثي المقيم في كركميش يتدخل في رسم حدود دولة أوغاريت وخاصة حدودها الجنوبية عندما ينشب الخلاف عليها ويتدخل في حل النزاعات الأخرى أيضاً..
ولا ندري فيما اذا كان هذا التدخل هو وساطة عادية بين دولة كانت تحت الوصاية الحثية ؟؟..أم انه يدخل ضمن اختصاصات الحثيين في حل النزاعات بين الدول؟…
أوغاريت نصوصها تتحدث عن ملوكها الذين تعافبوا على حكمها وكان لهم موقف كرامة وعز.اخبرتنا عنه ترجمة نصوصها الكتابية المكتشفة ..
ستبقى أوغاريت تحتفظ بمكنونات ألقها وسرمديتها …
…عاشق أوغاريت ..غسّان القيّم..