….لقــــــــــد فقــــــــــد " أردوغان " صـــــــــــــــــــوابه
……………سيــــــــــخرج مـن ســــورية والعــــراق صـــــــاغراً
……………من "عداوات صفر "إلى " صداقات صفر" إلى تـهور
ــــــــــــــــــــــــــــالاستاذ محمد محسن ــــــــــــــ سورية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعم إنه جنون العظمة والإحساس " بالفردانية " قد ركبا عقله وتعمشقا به وبخاصة بعد نجاح حزبه بأكثرية مريحة في البرلمان التركي ، هذا ما حوله إلى ديكتاتور متغطرس ، دفعه إلى التخلي عن صديقه ، وفيلسوف حزبه ورئيس وزرائه " أحمد داوود أوغلو " ، ومما زاد في الطنبور نغماً الانقلاب الفاشل ــ كما يشاع أنه فشل بمساعدة روسيا وايران ــ الذي تمكن من خلاله تصفية الجيش التركي من كل من يستخدم عقله وينتمي إلى " الكمالية " أوليس " اخوانياً " وكل من قال " لا " في اي حوار سابق ، حتى الادارات العامة أبعد منها كل من لا ينصاع لسياسته ، كل هذه العوامل مجتمعة ، إذا ما أضفنا لها تمذهبه ، وفكره الديني المغلق . الذي يدفعه للانصياع إلى ارشادات شيخه وتوجيهاته ، والتي لابد وأن يكون هذا الشيخ من مدرسة الجبرية ، وأن عليه الاتكال على الله بدون أن " يعقل الناقة ويضع لها بعض القطران " وان كل أفعاله خيرها وشرها من الله ، وهي عبارة عن أوامر قد تأتيه في أحلامه ، ــ وقد يرى النبي في حلمه ، كما حلم "" خالد الضاهر "" ليس في هذا القول أية مبالغة فكل متمذهب هو غير مثقف ، وهو قاصر العقل والتفكير لأن عقله مغلق على ما يقوله مذهبه ، ولأنه يعتقد أن مذهبه وحده على حق والذي يقوله شيخه هو الصواب كله ، وجميع المذاهب الأخرى هي باطلة ومن ينتمي لها هو في النار ، من هنا برر قتل المخالف حتى في المذهب نفسه ، فكيف وقد تسلل إلى فكره الكثير من الفقه الوهابي بعد الذي حدث في المنطقة .
………………….هل أضاع الرجل صوابه ؟؟ !!
هو يختلف مع أمريكا بشأن الأكراد ، هو يحاربهم ويقف ضد حلمهم ــ الوهم ــ وهم من غررت بهم أمريكا واستخدمتهم كورقة في استراتيجيتها ، فسلحتهم ودربتهم وخططت لهم كيف يحاربون شعبهم ، وهي تكاد ترميهم بعد نفاذ المهمة التي أوكلت لهم كما ترمى ورقة في مهب الريح ،
أردوغان هذا دخل العراق بقواته منذ سنتين أو أكثر ، هو يعلن الآن أنه جاء لحماية " السنة " و " التركمان " وأنه سيحارب حزب العمال الكردستاني في جبال سنجار كما يحاربهم في جبال قنديل ، وهو الآن ينصب نفسه سلطاناً على " السنة " ، وبذلك ينافس " أبابكر البغدادي " الذي نصب نفسه " خليفة المسلمين " . الفرق بينهما أن أردوغان سلطان المسلمين ولكن على مذهب " حزب الاخوان المسلمين " أما " الخليفة الموعود أبو بكر البغدادي " فهو خليفة المسلمين ولكن على المذهب الوهابي . هذا الخلاف الوحيد ولكن كليهما ينتسب إلى مذهب القتل والتكفير .
.
أردوغان بصفته المرشد العام الفخري " للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين " حاول اقناع سورية باشراك " الاخوان المسلمين " في السلطة ، وبعد الرفض القاطع لأنهم مجرمون وقتلة ، بادر لنصب المخيمات على أرضه استعداداً لاستقبال اللاجئين السوريين ، وقبل أن يهب الريح الأصفر واستباقاً للزمهرير الأسود " الربيع العربي " الذي ساهمت تركيا بالتخطيط له ، وراح أردوغان يرغي ويزبد " منطقة عازلة " و " منطقة حظر جوي " واستقبل وأدخل قطعان المسلحين الوحوش إلى سورية ، وهو الآن يدخل بجيشه أرض سورية المقدسة تحت مبرر مقاتلة الأكراد والإرهابيين ، دفعة واحدة ، تغلغل عشرات الكيلومترات على حساب داعش التي أخلت مواقعها وفاء للحليف الدائم ، ثم راح يهرطق .
أما في العراق فلقد احتلت قواته منطقة بعشيقة منذ سنتين ، وعندما طالبه رئيس الوزراء العراقي بسحب قواته ، تحدث بمنتهى الغطرسة حيث استخدم عبارات تنم عن المدى الذي وصل إليه من السوقية ، ثم راح يتمادى ويدعي أنه سيشارك في تحرير الموصل حماية للتركمان " وللسنة " ، بعد التشاور مع " التحالف الأمريكي " ، وأنه لن يسمح للحشد الشعبي بدخولها ،
ورداً على مزاعمه تشكل الحشد الشعبي كأكبر تجمع وطني لأول مرة في العراق لمحاربة داعش ، ضم جميع المكونات العرقية والدينية في العراق ، وأسند له تحرير الجبهة الجنوبية الغربية ــ تل أعثر ــ لقطع الطريق أمام انسحابات داعش باتجاه سورية ، والأهم من كل هذا أن الناطق الرسمي باسم الحشد الشعبي قال :
.
وسنلاحق داعش في الأراضي السورية وذلك بالاتفاق بين الحكومتين العراقية والسورية لأن العدو واحد والمعركة واحدة ، أما القوات التركية فهي تقبع في بعشيقة بدون حراك ، ولنفترض أن السلطان المتغطرس الذي فقد اتزانه ، قد عاند واستكبر فسيكون الحشد الشعبي والقوات العراقية في مواجهته ، وسيكون حينها مضطراً لخوض حرب لم يعد له أي مصلحة فيها ، مما سيدفع دفعاً للبحث عن حجة يسحب فيها قواته مع الحفاظ على بعض من ماء وجهه الذي اضاعه هنا وهناك ، فهو لم يستطع تحقيق اي حلم من أحلامه ، بل استفذ واستنفر المشاعر الوطنية عند جميع المكونات العراقية ، فتضامن الجميع لأول مرة بعد الغزو الأمريكي للعراق ضد مطامع أردوغان .
واذا ما عممنا ما رمينا إليه على سورية فسيكون ، مردود أفعاله أمر وأدهى مما أصابه في العراق ، هو الان يصرح أنه سيحتل الباب ، ثم سيزحف إلى الرقة ، يتحدث وكأنه يرغب القيام في نزهة ، حاول جس النبض وذلك باستخدام طيرانه الذي مر فوق الأراضي السورية ، فكان الرد تهديداً برمي كل طائرة تحاول خرق الأجواء السورية ، وكان قد وجه له قائد العمليات العسكرية في الشمال السوري ، أنه في حال اقتربت قواتكم من مجال عمل قواتنا ، سنضطر للتعامل معها كقوات معادية .
هو يزعم أن سيحتل الباب في الوقت الذي لا تبعد قواتنا عن الباب سوى بضعة كيلو مترات ، هذا يعني في حال اقتراب القوات التركية لابد من الاشتباك معها ، والحرب بين الدول يختلف جذرياً عن القتال مع الارهاب وهو يعلم ذلك ، ويعلم أن " البتريوت " لن يفيده في مثل هذه الحالة كثيراً ، كما أنه لا يستطيع تحمل وزر دفع الأمور باتجاه تصادم أقرب للحرب العالمية ، الرابح فيها خاسراً والجميع يعرف ذلك ، كما أنه لا مصلحة لأحد فيها لافي الغرب ولا في الشرق .
.
والهام جداً والذي لا يجوز اغفاله ، أنه وفي الحالة التي نفترض فيها اقدام الجيش التركي الغازي ــ ولن يقدم ــ ، فهو لن يستقبل من شعبنا في الرقة ، أو في الباب ، أو حتى في ادلب ، و في غيرها بالورود ، بل سيلقى مقاومة تليق بشعبنا العربي السوري في تلك القرى أو المدن التي دفعته حماقته لدخولها ، ــ لن يجرؤ على دخولها ــ ، لأن ذلك الشعب في الرقة وغيرها هو جزء هام من شعبنا المقاوم ، ومن يعتقد أن سكوته الآن وتعامله مع وحوش الارهاب هو خنوع واستسلام ، هو واهم على الأقل أو أنه لا يعرف مكونات الشعب العربي في سوريا ومدى احساسه بالمواطنة ، لكننني أقول وبكل ثقة : أنه وعندما تحين الفرصة سيزلزلون الأرض تحت أقدام الارهابيين وحلفائهم الأتراك ، وسكوتهم الآن لا يعني الاستسلام إلى أمد طويل ، ــ فأنا أعرف كرامة وشهامة ونبل شعبنا المظلوم هناك ــ والذي يطلب منهم المواجهة الآن كمن يطلب ( مواجهة العين للمخرز ) ولكن لكل أمر أوانه ،
لقد مضى العهد الذي يستطيع فيه بلد احتلال أرض بلد آخر ، لأن الحروب اليوم بين الدول ليست حرباً بين دبابة ودبابة ، بل هي حرب صواريخ مدمرة ، ويمكن أن نستذكر هنا في هذا المعرض معادلة الردع بين حزب الله و " اسرائيل " .
المؤكد أن أردوغان المتغطرس سيبحث متوسلاً عن من ينزله عن الشجرة التي صعد عليها ، سواء في العراق أو في سورية ، وعلى هذا النظام العثماني أن يعلم أنه بسلوكه العدواني غير المحسوب ، سيعيد لذاكرة كل عربي عصور الظلام التي أناخت بكلكلها على أمتنا أربعة قرون ، أوقفت فيها حركة التاريخ عند النقطة التي كانت عندها عند استعمارهم لبلادنا ، وبالتالي فان الصفات الملازمة للعثمانيين عند كل عربي مقرونة بالغباء والتخلف .
وحتى ندقق الأمور يجب أن نعترف أن النظام السوري ارتكب خطأين استراتيجيين ، أولهما فتح صفحة جديدة مع النظام التركي ، ومحاولة نسيان ما ألحقه بنا من تخلف ومن سرقة مفضوحة لجزأين عزيز ين على قلوبنا
ألا وهما :…………..اللواء السليب ،، وكيليكيا
……..الثاني محاولة نسيان أن السعودية محمية أمريكية ــ اسرائيلية ، وعلى أي نظام قادم أن يصحح تلك السقطتين ، ويعتبر تركيا دولة غاصبة لأرضنا " كإسرائيل " ، وأن السعوديين نصبوا ملوكاً على الجزيرة العربية ليقوموا بدور اشعال التناقض المذهبي كلما خبى ، وعرقلة أي جهد وحدوي .
………..الأتراك سيخرجون من أرضنا صاغرين