فن حجارة الصافون..للفنانة هيام علي بدر
(((بداية)))
ستكونُ البدايةُ
من نقطةٍ في آخر السطر
تتصارعُ ما قبلَ الفاصلةِ وبعدها
فكُن ما شئتَ ستظهرُ حقيقتكَ
في آخر الصفحة
حتى لو كنَزتَها
بينَ حروفٍ سرياليةٍمبهمة
سافر لجوهركَ
حطم سورَ دائرتكَ
المفرغةِ من روحك
واخلع عنكَ ما كان
قد تعودُ نوارسكَ محملةً
بوعود البحار
خُض في تأويل الخيال
تمطرُكَ غيمَةُ البحر الأولى
وهوسُ الذاكرةِيعود ُبك
فأينَ أنت منك
حينَ لم تَجدْك
على ساحلِ أحلامك
مازالَ صمتُك َالمطبقُ
يولدُ من رحم ضجيج عقيم
يمزقُ قلبكَ المثقلَ بالوجع
تنادي ظلالاً هاربةً
لمدُن التيه
تتخطَفُها غربانٌ
مزقت براعمَ صريخة
كانت تحلُمُ بالربيع
مُطاردونَ حتى باحلامهم
ساديةٌ وجنون
وابنُ الندى يبكي أولَ الصباح
مع أولِ عويلِ ديك
والتائهونَ يرفعونَ اكُفهُم
طلباً للنجاة
مُنهكونَ حدَّ شفيرِ الموت
والموتُ الاسودُ بعبثيةٍ
يقطفُ بواكيرَ الثمر
يرمي برؤوسها مُقهقهاً
لا لشيء
فقط لأنهُ يستطيعُ
أن يجعلَ الربيعَ خريفا
يدخلَهُ في شتاء الدم
والعواصفُ الثلجيةُ
تصنعُ ابراجاً من جليد
ليشهدَ من بقي مصرعَ
مُدُنِهِم
غيابُ الشمس
نزيفُ العُشب الندي
بُكاءُ الحجارة
صريخُ الجدرانِ والشوارع
وبينَ الشقوقِ يَهرُبُ
الاقحوانُ لملجئهِ الوهمي
وفي الطريق يُصادفُ القتلى
سماءً فقدت نُجومَها
يرتحلونَ في متاهة ظُلمتهم
مُتكئينَ على بقيةِ بقيةِ جراحهم
غارقينَ في بحرِ آلامهم
مُترنحونَ على جسرٍ مُتهالكٍ
من أحلامهم المارقة
فادي شاهين
………..همس الروح………..