لغةُ العيونْ
قبلتُها
فقالت لي شفتاها
لاتفعلْ
كي لاتُصبحَ في عُرفِ الغرامِ
رزيلْ
وعيناها تنظرُ إليَّ بلهفةٍ
وهي تقولْ
لاتستمعْ إلى كلامِ الشفاهِ
فالقلبُ من قيودِ العشقِ صارَ
عليلْ
استدرتُ
وشفتايَ تثورُ على الطغيانْ
القادمُ إلينا كالبركانْ
كيفْ
كيفَ أستديرْ
كيفَ أستديرُ
وشفتايّ تصرخُ وتستجيرْ
وقلبي ينبضُ بحبِها
ويعشقُ أرضَها وإليها
أميلْ
العيونُ تناديني بإصرارْ
والشفاهُ مكبلةٌ بأعذارْ
من صُنعِ سجّانٍ جزارْ
قد قطعَ بينهما الأوتارْ
واستعبدَ فيهما لآلىءَ وأنهارْ
ورضاباً عذباً
سلسبيلْ
كيفَ أستديرْ
وقبلاتُها مرسومةٌ على جسديْ
وأنا صغيرْ
وفي الدنيا صارتْ جنتيْ
وأنا كبيرْ
حرموني من ضحكتِها
وجعلوا من قبلةِ شفتيها
جريمةً عقوبتُها
تأنيبُ الضميرْ
الليلُ طويلْ
وأحمر شفاهها يمرُ بخاطري
كنسمةِ الهواءِ
عليلْ
وأنا حائرٌ أتلفتُ حوليْ
تبعثرُني نظراتُ العيونْ
وشفاهٌ تعارضُ القبلةَ بجنونْ
جعلتني ملحداً وبالعشقِ
بخيلْ
لن أستديرْ
طالما عيناها تناديني
تعالَ قبّلها
اكسر ْ قيدَها وحررها
اكتبْ على بابِها واسكنها
الدخول من هذه البوابةِ عسيرْ
هنا يسكنُ عاشقٌ أميرْ
هنا ستلتحمُ الشفاهُ
ويكونُ لها كما للسيوفِ في المعاركِ
صليلْ
هنا ستتحررُ الشفاهُ
و لن يكون تقبيلها بعد هذا اليوم
عمل رزيلْ
د . جهاد صباهي