حدثني حجر الرصيف حزينا شاردا قال :
يُحزنني تلبدُ السماءِ بالغيومِ الفوارغ العابرة , تسرقُ الضوءَ ؛ تُكرِبُ صاحبَ أرضِ الثمرْ ؛ وحين تمطرُ إن أمطرتْ ؛ تسيل على الأرض اليباب , كالفضيحة بلا أثر ..!
..
ينثال عبق إبطها الورديّ , فوق تراتيل صلاتي , وأنا ألململم حروف ضوئي , وأتذكّر كلما وقعت قبلةٌ خريفيةٌ على ذلك الصدر المعبأ بي ؛ هناك ؛ أركضُ أبحثُ عن مفرْ
..
أتوضأ بذكرياتي , وأفتح كتابَ الصلوات والمحبة , لأرى الطريق ؛ ارتسمت عليه خطى عاشقين من حكايات وجنون ؛ فأرتمي عليه ألثمُ خطوات موكب شهيد عاشق , كأميرٍ من ليل السهر. .
..
أتذكّرُ ؛ البحور التي أغرقتنا , دموعا كانت ؛ لشوقٍ , لجسدٍ , لعقلٍ , لروحٍ ؛ هناك ؛
وظلّت هناك ؛ وأنا وحدي معها هناك ؛ في الغيبِ البعيدِ ؛ أرقب السنونو ؛ تسافر إلى اللا مستقر ؛ وقلبي بين خفقِ خوفها تلعثم , وتأتأ وانفطرْ ..!
..
تفزعُ روحُ الليلِ هناك ؛ وروحي تتمزقُ ؛ بين جبال الجليد , هربت من شاطئ عينك اليسرى ؛ إذ تمطّى الغريبُ فيكِ ؛ واستعصم كشهريار ؛ يعلن انتصاره على الفراغ
وأنتِ مَن فتح له القلعة ؛ وأسلمتِهِ طروادة ؛ حين تشهيّتِ بصلاة عطشكِ , استسقاءً بشوقٍ يفوقُ جوع النبعِ للمطر .
..
ما أحزنَ الموسيقى ؛ تترك وراءها صورا لي ؛ ما رآها سواي , تعبر فوق ورق ليل الخريف على الأرصفة كالنثار ؛ تتدحرج في كهف روحي ؛ تسبح فوق رَهوِ بحرِ غربتنا ؛ تعانق موتنا ؛ ونحن نصنعُ أرواحنا شلالاتٍ ؛ لحنينٍ بات يضحك علينا ؛
وهو يتغلغل فينا ؛ كي يجعلنا ذكريات بلا أثر ..