الشاعر الدكتور " شادي عمار – سورية
في "مديح الخالة"* الأرثوذكسية
مازال الطريق سهلاً
مكشراً بصبرٍ نافد،
لا التواءات لازاوية تخفي عاشقين،
تصل بسرعةٍ وبقضاءٍ محتوم
إلى ماترغب في (السقيلبية)
كأنها إلهٌ غضوبٌ سريع الحساب
يتمدّد في الهاجرة
بيوتاً متداخلة
أرصفةً ملطخةً بزيت السيارات
وحدائق معدومة،
فلا حاجة لرب قاس
ان يتنفّس،
قد يتحشرج ذات حكم!
"أم عطا" تمشي على مهل
نظراتها تبكم العصافير لحين مرورها،
ملّت من مللها حياةً مزمومةً على الثمانين،
وأبناءٍ تركوها وحيدةً
تمارس أمومةً كهلةً على قطٍّ بليد،
ترى من عينين مغمضتين
التهم نصفيهما السكّري،
وتبتعدُ عن دربها بلا تنبيهٍ،
لِمَ تشعر أن تبادل الحديث معها عبثٌ؟
تومئ لها محيّياً وتمشي.
(أبو إسبرٍ) لاينصاع لألم ظهره الذي عوجه،
يتقلب في شحم الآليات وهو يصلح بلا رفة جفن
سيّارةً عتيقة.
تأتي إليه المفكّات والبراغي من تلقاء نفسها،
فلا طائل من توظيف ولد…
_على حدّ قوله _
أعاجيب صغيرةً وغير مكترثة
تحبو بملابس متّسخة وتتقافز بشقاوةٍ
أمام الدرّاجات الناريّة
ولايُصاب أحدٌ بأذى
المهمّ أنّ الدراجة بخير!
كنيسة (بطرس إيليّا)
تتفيّأ "شادر" اليونيسيف
فلا حول لها على قراع قذائف (النصرة)!
أجراسها مفقوءةً
وفخامتها تستمتع باحتساء الغبار!
يابطرس الرسول
كم ظلمك المسيح وكم…
لم تجد يوما سعيداً في حياتكَ اللاهثة!!
وشارع (المشوار )
الوحيد من لم تسطُ عليه
السيّارات المفكّكة،
يغص بالذكريات
وشباك عجوزٍ تتناول الرزّ بحليب،
ومقاهٍ للأطفال البالغين بضراوة!
ووقت أشار صديقي بالاستماع لآلهةٍ ناعمة
اسمها (عبير نعمة)
لم يرق ذلك للطفل الذي باغت الشوارب والجنس!
فهجم ب(حَبِي دَبِي) قاتلة!!
لا تؤنسك (السقيلبيّة) بقدر رحلةٍ عابرة
لحافلة (السقيلبية-اللاذقية)
تحتلّ مقعداً مرتجلاً
وتنصت لنوم طلبة الجامعة
أو ثلة عساكر
يكتب دخان تبغهم قصّة.
سأشاركك الفضاء المجذوم بالغربان،
وأبتلعُ قاراً وشمعاً،
وشعباً لايضيّع الوقت البتّة.
سأمحو مسودّات أرصفتكِ
وأكتب لامرأةٍ
هربت من الحرب
أن تعود حافيةً
فالأشواك تخجل من قدمي
امرأةٍ جميلةٍ خائفة.
* (مديح الخالة) روايةٌ ليوسّا يستخدم فيها "بورنو" هادف للغاية!!