منيرة احمد – نفحات القلم
تعتبر التربية في أي مجتمع من الركائز الأساسية لبنائه وأي خلل فيها يعني خللا في البنية المجتمعية
وبعيدا عن اهزوجة ( الوضع الصعب والأسعار المرتفعة والراتب المتدني في قيمته الشرائية وما يمكن ان أواجه به من تبريرات أقول :
حين يصل الأمر بحملة الرسالة التربوية إلى هذه الدرجة من التهاون في حمل تلك الرسالة النبيلة فالمؤشر خطير جدا ويصل إلى مرتبة تدمير المجتمع بالتالي الوطن .
فحين يستقيل معظم الأهالي من أدوارهم التربوية في تنشئة أولادهم ويماثلهم في ذلك المعلمون والمدرسون فالأمر بات في دائرة الخطر الحقيقي والذي يحتاج إلى سنوات من العلاج المكثف .
ما استدعى كلماتي هو ظاهرة الدروس الخصوصية التي استشرت في المجتمع بشكل مخيف صيفا شتاء فلا الطالب عاد يدرك معنى أن يحصل على ما يحتاج من معرفة في المدرسة ولا الأسر تقف على حقيقة الأمر أو تسعى لعلاج الظاهرة ولا التربية كوزارة مسؤولة عن الأمر استطاعت وضع حد لذلك .ولا أصحاب الشأن مع مدرسين يجدون عيبا في تصرفاتهم وهنا قلب المأساة .
ومن الملفت المحزن أن نجد الكثيرين منهم يعمدون إلى إعطاء دروس خصوصية مثلا لمواد الثالث الثانوي للطلاب وهم في الصف الثاني ثانوي بحجة أن المنهاجين متطابقين وأن على الطالب أن يبدأ قبل عام بدراسة منهاج الثالث الثانوي .
يسرقون عقول الطلاب وجيوب ذويهم بحجج واهية , ويستمرون متبجحين بأنهم ييقدمون خدمة جليلة للطلاب وذويهم ولا ننسى التباري بعدد الطلاب الذين يجمعهم كل منهم حوله , وطبعا على الأهل رهن رواتبهم ووقتهم لأجل تسجيل أولادهم في معاهد الدروس الخصوصية التي تأكل وقت وعقل الطالب وجيوب الأهل .
هذه الفئة التي تنتسع دائرتها ممن يمتهنون هذه التجارة بالعرف القيمي هم ممن يساهمون في تدمير الجيل , فلو كانوا دعاة علم ومحبين فعلا لطلابهم وساعين لرفع سويتهم العلمية حقا كان عليهم أن يقدموات تلك المعلومات أثناء العام الدراسي وألا يعتبروا الأمر تجارة رابحة بلا ترخيص وبأخطر أنواع التجارة , ولو كان هذا الطالب قادرا على استيعاب هذا الكم من المعلومات لما احتاج لمدرس خصوصي .
الأمر فادح والخسارة تتابع ونحن جمهور المتفرجين نصفق بكل بلاهة والخاسر وطن يفقد فيه الجيل حس المسؤولية
الحل بسيط واضح هو منع الاتجار بمصير وعقول طلابنا والأهل يصفقون
فهل من طريقة وحل جذري وسريع
نرجو ذلك