سمير عدنان المطرود ..jpg)
حدثني حجر الرصيف قال : يا صاحبي ؛
– العشاق الذين يذهبون إلى الحلم بأرجلهم في كل مرة ؛ هم وحدهم الذين يعرفون أبعاد القمر ..
– هم الأولياء الصالحون , منذ آدم وحتى صاحب رصيف الكهف ؛
– هم الذين سَلَتْ أجسادهم ؛ وصاروا يُحلِّقون فوق تفاصيل الحياة ؛ فأدركوا الضوء الإلهي في قلوبهم ؛ وصاروا من كل حرفٍ يبكون ؛
– هم الذين تذوب قلوبهم وَلَهاً ؛ وتنبتُ لهم أجنحة يطيرون بها فوق كل الحكايات ؛
– هم عجينة الشعراء التي يخبزونها ؛ فالعاشق أسطورة , والشاعرُ خبّازٌ راوٍ ؛ وحرفٌ من ترتيلة عاشق ؛ يفوق كل خُبزِ القصائد .
يا صاحبي ؛
– المدائن التي لا تحتفي بالعاشقين , خرائبٌ ؛ وإن كانت قصورا ؛
– والأرصفة التي لا تسير عليها أقدام العاشقين , جحيمٌ ؛ حتى لو كانت كل حجرة فيها قطعة من المرمر والماس ..!
– فليس بعاشقٍ مَن ظلَّ بعشقه واعياً ؛ إنما هو دعيّ , ما عَرَفَ طعمَ الهوى ؛ وما وصل إلى أرض الوجد والهُيام ؛
يا صاحبي ؛
– أن تكون إنساناً في العشق ؛ يعني أن تكون ملاكا من زمن الضوء ؛ لأن حقيقة الحياة ؛ لا يعرفها إلا الواصلون ؛ الشهداء ..!