أوا تسألينَ عن السبب
*******************
أوا تسألينَ عن السببْ
وأنا مذ هجرتُ عينيكِ
اشتعلتْ في قلبي نارٌ حارقةٌ
ذاتُ لهبْ
وشياطينُ الدنيا
على مسرحِ جسديْ
تلعبُ دورَ جديَ العربيْ
ترسمُ له أذنينِ طويلتينِ
وعيوناً جاحظةً وأربع قوائمَ
وذنبْ
ويقولونَ حملَ همومَهُ
أثقالاً على كتفيهِ
وجعل من ماضي أجدادهِ سراباً
وهربْ
لاعجبْ من سؤالكِ لاعجبْ
وجدتي في زاويةِ المدينةِ
تدفنُ حفيدها
في جوفِ ثعلبٍ مكّارٍ
وآثارُ أنيابِ ذئابٍ
في قلبهِ
وعلى وجههِ
علائمُ قهرٍ وحزنٍ
وغضبْ
وعلى جبهتهِ تكتبُ بدمائهِ
هنا يرقدُ الشهيدْ
بل هنا يحيا الشهيد
لاعتبَ عليكم
لاعتبْ
أوا تسألينَ عن السببْ
وإبنتي ترتجفُ في قاعِ الوطنْ
صاحبها البردُ
وأنهكها الجوعُ
وعقدَ عليها هارونُ ومارونُ
ورجبْ
فكان الحملُ صرخةً مدوّيةً
سمعها العالمُ موسيقى صاخبةً
رقصوا عليها وغنَّوا
وصلَّوا وسألوا :
أيأتيها رجبٌ قبل هارونَ
أم هارونَ قبل رجبْ
لاعجبْ من سؤالِكِ لاعجبْ
وقلوبُ الناسِ تنبضُ في باطنِ الأرضْ
في عقولهم استوطنتْ جرذانْ
وفي عيونهِم صراصيرُ وفئرانْ
وفي قلوبِهم بحرٌ من همومٍ وأحزانْ
غرقَ فيه مَنْ يبحثُ
عن وطنٍ ضائعٍ
ونسبْ
لِعينيكِ ياأميرتي إسمانْ
ولِقدِّكِ الميّاسِ عَلَمانْ
وفي أحشائكِ قتلوا بناتٍ وصبيانْ
وعلى وجهِكِ آيةُ الرحمنْ
تُبشرنا بشروقِ شمسٍ
وأيامٍ آتيةٍ
عجبْ
أوا تسألينَ والجوابُ يَبَبْ
لِنكسرَ القضبانْ
ونبنيَّ الجدرانْ
ونعيدَ المآذنَ
ندقُ أجراسَ الكنائسِ
ونرفعُ الآذانْ
الله أكبر ..الله أكبر ..الله أكبرْ
قاااامَ الشهيدْ
الهلالُ عانق الصليبْ
رفرفَ السؤالْ
والجوابُ صار حلماً قريبْ
لاعجبْ من السؤالِ لاعجبْ
فأنتِ في شهبائِنا
حلبْ
د . جهاد صباهي