أيمن زيدان من مسرح الحمراء: افسحوا الطريق للمسرح
مكتب دمشق ـ راماقضباشي
بهذه العبارات افتتح الفنان أيمن زيدان العرض الأول لمسرحية اختطاف في يوم المسرح العالمي وذلك على مسرح الحمراء في العاصمة دمشق بحضور الأستاذ أحمد الأحمد وزير الثقافة والأستاذ عماد جلول مدير المسارح والموسيقى في سورية وحشد كبير من الكتاب والأدباء والفنانين ومحبي المسرح، فاكتظت قاعة المسرح بالحضور الذي تفاعل مع تفاصيل العرض.
حيث إن المسرح في الألفية الثالثة يهب دفاعا عن هويته القومية في عصر العولمة منفتحا في الوقت نفسه على الثقافات الإنسانية بتسامح مع الآخر، مستلهما جواهر الإبداع العالمي فضلا عن الاحتفاء بالنصوص العربية المتميزة وإن التعددية والتنوع اليوم يجعلان المشهد المعاصر لوحة فسيفساء، المسرح يتميز عن باقي الفنون بأنه يخوض تحدياً مع كل ولادة جديدة، فالمسرح رئة الشعوب تتنفس به وتحيا، إن المسرح مرهون بإرادة الشباب فهو يصنع مستقبل الأمة.
وقال الفنان أيمن زيدان في تصريح صحفي: "قد يعتبر البعض العمل المسرحي نوعا من الدونكيشوتية في محاربة طواحين الهواء , خاصة في هذه المرحلة التي تطفو فيها على السطح هموم أخرى بفعل الأحداث والحرب على سورية ,لكن الواقع يقول غير ذلك , فالمسرح لا بد أن يكون موجودا في جميع الظروف لأنه خيار تنطوي عليه مهمات ثقافية وجمالية تتعلق بوجود الإنسان وأحلامه وطموحاته ..
ما نفعله على الصعيد المسرحي لا يرتبط بالحرب أو أي ظرف طارئ وآني يمكن أن ينقضي , فالعمل على المسرح كان موجودا قبل هذه السنوات الصعبة التي مرت على بلدنا , لكن استمرار العمل على هذه الوتيرة المعقولة يجري انطلاقا من قاعدة التمسك بالحياة ومحاولة التعبير عنها في الأعمال المسرحية , كما أنها قضية جوهرية فنية جمالية وفكرية أيضا .
في هذا العمل الذي قدمناه اليوم في يوم المسرح العالمي, حيث اشتغلنا على نص شهير ل ( داريوفو ) وقمنا بإعداده وجلبه للمحلية ويجعله ملائما للظروف السائدة , وهذا لا يعني انتقاص من النصوص المحلية أو تخفيفا من شأنها حيث من الممكن أن تتعرض حتى النصوص المحلية للتعديلات والإعداد الجذري عندما تبدأ البروفات ويبدأ التطبيق العملي على خشبة المسرح , ما يهم في النهاية هو ولادة عمل مسرحي جيد وبتقنية عالية تعبر عن هموم الإنسان ورؤاه المختلفة في الفكر والشعور والحياة العملية .
لن نتحدث كثيرا عن هموم المسرح السوري فهي معروفة وبعضها يتعلق بهمّ عام تعانيه معظم الفنون , وبعضها الآخر يتعلق بجوانب مادية ترتبط بالميزانيات وأجور المسرحيين ومختلف التعويضات الأخرى وجميعها جوانب مهمة وأساسية في أي عمل مسرحي , لكن ما أؤكده هنا أن القائمين على الشأن الثقافي , وعلى رأسهم وزير الثقافة يضعون هذه القضية على طاولة الاهتمام , حيث من المتوقع أن تصدر تعديلات وشروحات تتعلق برفع التعويضات المالية ودعم المسرح بالميزانيات المناسبة التي يمكن أن تحقق نوعا من الانتعاش خلال المراحل القادمة , وهذا ما نأمله , لأن الحياة الثقافية بمختلف جوانبها لا يمكن تخيلها بلا أعمال مسرحية نشطة ومهمة تترك بصمتها على مخيلة المشاهد وتجيب على الأسئلة الكبرى التي تنتاب الإنسان .
ورأى المخرج المسرحي محمود خضور أن العرض المسرحي إضافة للحركة المسرحية السورية وأيمن زيدان ليس جديد عليه هذه الإضافة فهو منذ السنة الأولى في المعهد العالي للفنون المسرحية متميز بإبداعه الفني على المسرح والتلفزيون، لكن المفاجئة بالرغم من الظروف التي يمر بها الشعب السوري كان هذا الحضور الرائع، أثنى على الأداء المميز للمثلين في التجسيد الجميل في الأفعال المسرحية المتغيرة من حين لآخر في أسرع وقت، وتمنى أن يستمر المسرح السوري كما كان في السبعينيات والثمانينيات.
الفنان التشكيلي إبراهيم مؤمنة: " كان العرض ممتع جدا وفوجئت بالحركة المسرحية وهذا التلون في العرض المسرحي بين أشخاص العرض الشيق والجميل والذي يعتبر من أهم العروض التي قدمت في هذا الموسم المسرحي".
الممثلون لويس قزق: "روزا"، نجاح مختار: " لوتشيا"، لجين إسماعيل: "أنطونيو و جيلي"، توليب حمودة: "الطبيبة"، أنطوان شهيد: "المحقق"، خوشناق ظاظا: "الممرض والشرطي".
المسرحية من إخراج أيمن زيدان وتأليف داريوفو الذي تميز بالمسرح الهزلي والسياسي منع من دخول الولايات المتحدة الأمريكية عام ١٩٨١ لإنتمائه لمنظمة تدعم السجناء حصل على جائزة نوبل عام ١٩٩٧ كتب لايقل عن ٤٠ مسرحية.