بدأت فكرة التسوق عبر الإنترنت مع بدء استخدام الشبكة العنكبوتية، والتحق العرب بوقت متأخر عن الغرب في هذا المجال الحيوي، وكانت هناك محاولات عربية للتقدم في هذا السياق، سواء كانت فردية أم تابعة لشركات؛ بعضها باء بالفشل، والبعض الآخر نجح.
وأكد خبير مواقع التسوق ومصمم واجهة المستخدم، عدي زيدان، أن "المواقع العربية أصبح لها موطئ قدم على الساحة العالمية في مجال التسويق الإلكتروني خلال آخر ثلاث سنوات، خاصة أن الشركات العالمية أصبح لها سفراء في الوطن العربي؛ هدفهم إثراء الشركات الناشئة، ومتابعة مستجدات الساحة العربية".
وحول أسباب تأخر وصول المواقع العربية للعالمية؛ قال زيدان لـ"عربي21" إن أهم سببين هما "واجهة المستخدم، حيث إن هذه المواقع لم تأخذ بعين الاعتبار طريقة تعامل وتفاعل المستخدم مع هذه الواجهات"، مشيرا إلى أن "الواجهة تعتبر المنتج النهائي الذي سيتم عرضه على المستخدم".
وأضاف أنه "يجب على المواقع العربية محاولة فهم المستخدم بقدر الإمكان، لمعرفة الأمور التي يجب التركيز عليها، والأخرى التي يجب تجنبها، بهدف تحسين الواجهة، وجعلها بسيطة وفاعلة أثناء الاستخدام".
وأوضح زيدان أن السبب الآخر لتأخر المواقع العربية هو "عدم الاهتمام بتجربة المستخدم عند تصميم هذه المشاريع، مع الأخذ بعين الاعتبار رغباته وحاجاته، ومعرفة توقعاته، وإيجاد حلول فاعلة لمعرفة ما يريد وما لا يريد".
صفقة "سوق دوت كوم"
وبحسب مراقبين فإن تجربة موقع "سوق دوت كوم" في مجال التسويق الإلكتروني؛ تُعد من أنجح التجارب في العالم العربي.
وأعلن الأسبوع الماضي عن صفقة استحواذ شركة أمازون العملاقة للتجارة الإلكترونية، على موقع "سوق"، وراجت شائعات بأن قيمة الصفقة بلغت 650 مليون دولار، لكن لم يتم إلى الآن الإعلان عن القيمة الحقيقية للصفقة التي ستتم بشكل رسمي في وقت لاحق هذا العام.
واعتبر مراقبون أن هذه الصفقة "طفرة لن تتكرر"، إلا أنه "من الممكن تكرارها إن وجدت أسباب ذلك"، بحسب زيدان الذي أكد أن أهم تلك الأسباب "تشجيع الزبائن بكل الوسائل لزيارة الموقع، فالعدد الكبير لزوار موقع (سوق) هو ما جذب (أمازون) إليه".
وأضاف زيدان أن "السبب الآخر هو وجود أزرار تحفز المستخدم على الشراء، وعمل خصومات بشكل متكرر، وهذا يعتبر من أهم أسباب نجاح (سوق) وتميزه عن المواقع العربية الأخرى، مع الأخذ بعين الاعتبار؛ التصميم والسلاسة في إظهار المنتجات
تحت المجهر – نفحات القلم ".
