الشاعر الدكتور احمد عثمان·
ثمانية الاف من السنين
لم تكبري
الم تدركي الشباب
وتختزني
خمسون من السنين عشتها
والشيب يغزي رأسي
ولا زال
ألم تدركِ أنّ قلبي مفعم بعشقِكِ
لِمَ كل المسافات لاتختزلي
الاف السنين وكل من وطأ الأرض
تعطر بترابكِ و رحلَ
وأنتِ أبيتِ أن ترحلِ
سقط التاريخ من الزمن
وأنت مافتئ الزمن أن يخلدك
وصارت أسوار الكون
مزينة بصوركِ
وراح الجاهلون يرون نجومك
نار تلتهم ابنائك
وضاعوا بين النار والنور
وبقوا يزرعون الأشواك بطريق اقدامك
وصارت أكفهم محناة بدماء أبنائك
وينافقون أنهم لحقوق الأنسان
يناصرون
بلا حياء هم لدمار تاريخك
يتأمرون ويصرحون
وأموال سوداء يدفعون
ويظنون أنهم هكذا ينتصرون
مابالك ايتها العنقاء لا تفردين جناحك
حتى تلك الغربان
تختفي وعلى اجسادهم
تأتي الكلاب ودمائهم تلعق
والسم به اكيد سيكتشفون
ملوك وأمراء وشيوخ من ملامح الألقاب
شيئاً لايملكون
وانت كل الحضارة والتاريخ دوّن نفسه
على اوراقكِ
أنتِ سوريتي بدمي وروحي
انا الشهيد رويتك
أتخفين نور الشمس أم أنك ومضها
وهل للشمس نور بدونك
كيف لي أن افرغ رأسي
من همي إذا لم تكوني أنت
عطر وسادتي
وليقولوا المأفونون جُنَ هذا بريح عشقك
هم لايعرفون مكان هو وطن لهم
فالارض لفظتهم
وترابك لا يحتضن من هم أرادو فرط
عقدك
فعندي ألف ألف عقد أودعتهم بحضن الزمن
وأبقيت على عنقي أمانة
لم ولم أخونها ولا أموت بدونها
حبك أرض والارض أرضك ياسوريتي
وما طلعت الشمس وغربت
حتى كتب اول الحروف عليها
من اسمك
وأولئك الازلاء كيف يعيشون
و بضمائرهم الخيانة
يرسمون
ستبقين وستبقين نار على قلوبهم
ونور ساطع في فضاء من يعشقك
ولا تبالي ستبقين طفلة لاتكبرين
فتية بروح شبابك
كهلة بعمر الياسمين
صلبة كشجر السنديان
إلى ابد الأبدين وإن مكر الماكرين
سوريتي مرت آلاف السنين
والقمر بحضنك لن يبات يوما حزين
فروح وريحان على ارواح شهدائك
يعطرها ويختزل كل شيء
بقولك انهم خالدين