يضيف: هذا يعطينا تصوراً عن إهتمام كل الدول – وليس أميركا فقط – في أن تكون لها حصة مهمة في إعادة إعمار أي بلد، تجتاحه الحرب. كما تلعب العمولات دوراً مهماً، حيث يشير تقرير البنك الدولي، في بداية الألف الثالث، إلى أن عمولات إعادة الإعمارفي لبنان، تزيد على نحو 20 في المائة. لأجل ذلك، تتجاذب قوى كثيرة قضية إعمار سورية، خصوصاً أنها بحاجة إلى الكثير ومن كل أصناف العمل.
حول عملية إعادة إعمار سوريا وفي حديثٍ مع “الإعمار والإقتصاد”، يؤكد المهندس باسل قس نصر الله – مستشار مفتي الجمهورية العربية السورية، على ضرورة إشراك المغتربين في هذه العملية، قائلاً: تم إنشاء مكتب إعادة الإعمار والمساعدة الانسانية في البنتاغون، في بداية الألف الثالث. وقد إهتم الأميركيون بذلك. وقبل الغزو الاميركي للعراق، في 19 اذار 2003، تم تعيين الفريق المتقاعد في الجيش الاميركي، جاي غارنر، لقيادة هذا المكتب.
يتابع: عندما تحدث الرئيس الأسد عن إعطاء أدوار مهمة لروسيا والصين وإيران، في إعادة الإعمار، فهو تكلم بلغة العقل والمنطق، لأن هذه الدول ساعدت على عدم وقوع سورية في الفوضى، التي كان يتم التخطيط لها، مثلما حدث في البلقان. ويجب أن نتذكر، أن الرئيس التركي الأسبق سليمان ديميريل، إقترح عام 2000 “معاهدة إستقرار القوقاز” المستندة إلى “معاهدة إستقرار دول جنوب شرق اوروبا 1999”. وقد تم الحصول آنذاك، على مبالغ كبيرة لدعم أعمار البلقان، فليس مستغرباً، أن تكون هناك معاهدات مشابهة دولية وعامة، تسعى إلى إعادة الإعمار وحل الصراعات المختلفة؛ وتسهيل التوصل إلى حل سلمي للصراعات الاستراتيجية، في المنطقة.
ويقول: أنا برأيي المتواضع، الذي لا علاقة له بصفتي، أتمنى أن تفعّل مساهمة المغتربين السوريين في العالم، الذين يقارب عددهم الـ20 مليوناً، بحيث يتم إشراكهم في إعادة الإعمار، من أجل زيادة أواصر الترابط بين المغترب – الذي قد يكون أجداده هاجروا – وبين وطنه الام.
ويؤكد أن إعادة الإعمار، يلزمها إستقرار سياسي أولاً. لذلك، كثير من الدول وبغض النظر عن مواقفها المعلنة وغير المعلنة، تعمل للإستقرار السياسي، لكي تصل إلى إعادة الاعمار. وسنرى دولاً كثيرةً تغيير مواقفها فيما يخص الأزمة السورية، من أجل مصالحها الاقتصادية.