بقلم المستشار قاسم حدرج
سعد الحريري: اكبر خطأ سيكون ترك الأسد في القيادة، هذا امر غير ممكن ، ويمكن التفكير بمرحلة انتقالية او حلول أخرى ولكن عليه ان يذهب".
——————————————————–
ليس عجيبا يا سعد ان تتكلم عن الخطأ والصواب ومن يحكم ومن يرحل طالما اننا نعيش في زمن الصعاليك فمن كان ليصدق أنه في بلد العمالقة أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم حافظ يصبح شعبان عبد الرحيم وسعد الصغير وسوسو كخة هم نجوم الفن المصري وتحتل اغانيهم ، بحبك يا حمار ، ومكوجي الأنس ، هات الحنطور وأتحنطر المراتب الأولى عربيا ، من كان ليصدق بأن بلد الاساطير الفنية ، فيروز وصباح ووديع الصافي تتغنى بنجومها ـ ماريا ونانا ومريم كلينك وجاد شويري وتكتسح فيها
اغنية بوس الواو ، فوتت الجول والطشت قلي سوق الأغاني العربية ،وما العجيب فيما تقول وقد حولتم منذ قدومكم الى السلطة الأنتخابات النيابية الى ستار اكاديمي فأحلتم الرئيس سليم الحص الى التقاعد لتحل محله غنوة جلول بأمكانياتها الأنثوية وعزلتم نجم البرلمان نجاح واكيم ووضعتم بدلا منه عقاب صقر أيضا لأمكاناته الأنثوية ونحيتم اسامة سعد ليمارس هواية صيد الاسماك على شواطىء صيدا واعطيتم قلم التشريع لبهية وعيون بهية ولو ترك لكم الحبل لتحول المجلس الى حضانة اطفال بعد ان ضميتم له نديم وسامي جميل ونايلة تويني وزياد القادري ولو حالفكم الحظ لكان ميشو معوض يجلس على كرسي سليمان بك فرنجية .
وبما اننا كما قلت لك نعيش في زمن الصعاليك فأنه من حق معاليك بعد ان أثبتت عبقرية سياسية فذة في أدارة شؤون لبنان فنجحت في اعادة الكهرباء 24/24 وسددت المئة مليار الدين العام واصبح صفر ورفعت لبنان الى مرتبة اكثر الدول نظافة وحفاظا على البيئة وألغيت الطائفية السياسية وبات تبؤ المناصب معياره الكفاءة وليس التبعية وانطلاقا من هذه الأنجازات بات من حقك الطبيعي ومن واجبك كجار حريص على مصالح الشقيقة سوريا التي اصبحت بسبب حكم الرئيس الأسد دولة تابعة للمال النفطي بسبب تراكم الديون عليها ويعاني شعبها من الانقطاع الدائم للكهرباء وانعدام الخدمات وارتفاع فاتورة الطبابة والدراسة وغلاء السلع الأستهلاكية حتى وصل سعر ربطة الخبز الى 10 سنت تخيل يا دولة الرئيس هذا الظلم فكيف للمواطن السوري ان يتحمل كل هذا القهر وهو يرى بأم عينه الشعب اللبناني وهو يعيش بهذه البحبوحة والوفرة في الخدمات بكل مجالات حياته اليومية
ولا يثور على دولته أوليس من حقه ان يعيش مثل الشعب اللبناني في ظل السياسة الحريرية الناعمة التي وفرت حتى للنازحين السوريين أمكنة اقامة 5 نجوم وتكفلت بعلاجهم وتعليمهم وغذائهم حتى بات الشعب السوري بأكمله يتمنى النزوح الى جنة سيادتكم هربا من جحيم نظامه .
يا دولة الرئيس بصفتي مواطن لبناني أناشدكم بأن تمنح القليل من وقتك للسياسة الخارجية وتنقل الى اشقائنا في سوريا تجربتكم السياسية العظيمة وتضع البدائل والحلول للمرحلة الانتقالية وتنتقي لسوريا رجلا بمثل عبقريتك عسى ان يعيد لسوريا بعضا من هيبتها وكرامتها التي هدرت على ابواب بلاط طويلي العمر في السعودية والأمارات وان تنشأ شركة سوليدير سوريا لأستعادة العاصمة دمشق بعد ان اصبحت ملكية فردية خاصة لشركة تابعة للسلطة حتى بات المواطن العربي بحاجة الى تأشيرة دخول الى اسواقها او بطاقة اعتماد ذهبية لشراء فنجان قهوة .
دولة الرئيس الشعب السوري بل والعربي يتطلع اليك وكله أمل بأن تقود المرحلة الأنتقالية في سوريا لتعيد لنا سوريا العروبية الحاضنة لجميع ابناء الوطن العربي والحاملة لقضاياه وعلى رأسها القضية الفلسطينية ،الدولة التي واجهت كل اشكال الأستعمار والأنتداب والهيمنة الأمبريالية .
انتهى الهزال الأن ونصيحتي لك يا دولة الرئيس أذا كنت ترغب بممارسة السياسة فأنه عليك بأن تسارع الى حجز مقعد لك في أقرب مدرسة لأعداد الطلائع لتتعلم قبل السياسة مبادىء الوطنية التي تنبثق عنها كل القيم السامية من عزة وكرامة وأباء وكيف تذوب في الوطن لتصبح جزأ من ترابه
وكيف ان من يقود سوريا لا يقودها بالسلطة المالية ولا العائلية بل لأنه رب العائلة والشعب ابناءه ولهذا يطلقون عليه لقب سيد الوطن والسيد مطاع طالما كان في خدمة هذا الوطن .
هذه هي سوريا وهذا سر انتصارها ،ولهذا يقف العالم اليوم مشدوها أمام صمودها وأنتصارها الأسطوري حتى اصبحت الشعوب تحسد سوريا على ما حباها الله من نعم وعلى رأسها
هذا القائد الأسطوري .
في الختام أقول لك يا شيخ سعد ما قاله الحكماء
اصحاب المبادىء يعيشون الاف السنين واصحاب المصالح يموتون الاف المرات .
ونحن قد أخترنا من نحيا معهم الى أبد الأبدين ولهذا نحن منتصرين وأنت أخترت ان تكون في معسكر الذين يموتون وهم احياء لأنهم جبناء ولا تقام لهم مراسم عزاء .
سوريا كانت وستبقى أسدية وأقترب اليوم الذي سنعلن فيه نهاية عصر الصعاليك وبأن الزمن زمن الفرسان والأسود .