
وكما أن التراث العربي بمجمله لم يجعل من الظاهرة , كبيرة كانت أم صغيرة, إلهاً أو إلهة, كما صار متداولاً في كل الدراسات الخارجية لهذا التراث, فإن الشيء نفسه ينطبق على الرموز التصويرية الكتابية لهذه الظواهر, سواء كانت رموزاً نباتية أو حيوانية أو غيرها …
تعالوا معنا إذن لنتعرف على أسرار الكتابة التصويرية …
الحلقة العشرون : كمثرى … الصفّة الجينية للمناقب الفاضلة
أسرار الكتابة التصويرية
الكمثرى :
تحدثنا مرارا ً في هذه السلسلة (أسرار الكتابة التصويرية) عن أن مهمة آدم الخليفة كانت تعديل جينات البشر البهائمي عن طريق الهندسة الجينية لكي يجعل منه بشرا ً سويا ً عاقلا .
و أسرار هذه العملية (الصف و التأليف و تقدير المصير ..) تركها لنا العرب القدماء مصورة , معتمدين في اختيار هذه الرموز التصويرية على الجناس اللفظي الذي تتميز به اللغة العربية بلهجتيها الفصحى و السريانية . و كل هذه الرموز العبقرية تمت إساءة فهما من قبل الدارسين الأجانب و أعادوها إلينا كشعوذات لا تمت إلى الحقيقة بصلة بل فيها كل الإساءة لعلومنا العربية العبقرية , و تلقف هذه الشعوذات عنهم كالعادة نقلة التاريخ العرب و تبنوها و اعتمدوها كمرجع لهم ؟؟؟!!!
إن كلمة (كمثرى) و (كومترا) هي في القاموس السرياني :
شجر و ثمره.
لكنها عند تفكيكها سنجدها أيضا ً مؤلفة من كلمتين هما
(كم) أو (كوم) + (يترا) و (أترا) .
أما (كوم) فهي في القاموس السرياني من الفعل (كم) و (أكم) و
(كمم) و يعني : قدّر كميته , حسب , عيّن مقدارا ً , خصص , حصص
+علــّــم , عرّف , هذّب .
أما (يترا) فهي من الفعل (يتر) و يعني : فضل , فاق , تميز , كان
أفضل + صلح , نفع , أفاد + وفّر , كثّر , زاد , أخصب …
ميترا : فاضل , صالح , فائق , متفوق , ممتاز , أفضل , أحسن .
و منها (دوميترا) للمذكر و (دي ميترا) للمؤنث أي : الفاضل و الفاضلة , الممتاز و الممتازة …
إذن كانت الكمثرى تعبيرا ً تصويريا ً للصفــّــة الجينية الخاصة بالمناقب الفاضلة . نجد هذا التصوير في النقوش المصرية القديمة و التي فسرها الدارسون كالعادة على أنه تقديس للكمثرى ؟؟!!!