سيدة الأعمال السورية سارية عدنان عارف لـ"نفحات القلم":
*سوية رئة لكل أطياف ومكونات الوطن.
*دمشق: منيرة أحمد
إصرار "سارية" على تحقيق هدفها، برغم فقد شريكها تجسّد بتسلّحها بإرادة قوية، وعزم على إثبات مكانتها في مجال أعمال شركتها، غير آبهة بمحاربة المجتمع الذكوري لها، فهي صلبة ولم تضعف، إلّا بعاطفتها اتجاه الحالات الإنسانية واتجاه أفراد أسرتها، وحدها استطاعت أن تحقق الكثير،بدون رجل.
وبنفس الوقت لعبت مع أولادها دور الأم والأب وحضنتهم وترعاهم رغم كل ماواجهته من مصاعب.
أنا سيدة كنت أظن أن الحياة هي أهلي، أبي قدوتي وهو محامي ناجح، وأمي مديرة مدرسة وشاعرة، عائلتي المحافظه علمتني أن الحياة قيم، وأن الدين معاملة.
تعلمت ودرّست اللغة الإنكليزية، وكان أكبر طموحي أن أكون مُدِرِسة ناجحة وزوجة صالحة وأم.
*وقفة رجل:
أجبرتني الحياة على أن أكون بلا رجل يساندني، فقد توفي زوجي شاباً، وكنت أعمل معه بنفس مجاله بخدمة الحقول النفطية، لا أنسى مقولته لي: لن أطعمك السمكة بل سأعلمك صيدها، وكأنه يعلم أنني سأستمر من بعده، بنفس العمل الذي دربني عليه لأكمل مسيرته وأحقق طموحه.
*مواجهة حازمة:
فكنت أب وأم ومديره شركة في نفس الوقت، واستطعت بجهدي أن اثبتها حتى لا تنهار، واستطعت أن أنجح بالحصول على عقود أكثر.
واجهت مصاعب كبيرة، وتجاوزتها وواصلت تقدمي ووضعت بصمتي الواضحة في هذا المجال، إلى أن جاءت الأزمة والهجمة الشرسة على وطني، وأخذت كل ما كونته إلّا خبرتي.
*المرأة وفاء:
الوفاء حالة إنسانيه تشمل الجنسين، أما عن نفسي فالوفاء هو إطار للصدق في أدائي مع شريك حياتي وعائلتي وأبناء وطني، وأنا أعيش الوفاء في عشقي للأرض والجذور، ولأمي سوريا.
*ماهو واقع المرأة ونظرة المجتمع لها:
من السهل اتهام المرأة الناشطة والناجحة اجتماعياً بكل أشكال التهم، فمجتمعنا لا يواجه المرأة بأخطائها بل بالافتراء الظني ومن دون دليل، أو بدلائل تتعلق بمهامها الوظيفية، رغم أنها كانت وما تزال هي الحاضنة الوحيدة لإعداد الأجيال، وهذا يأخذنا إلى حجم وأهمية مسؤوليتها في إنتاج أدوات إعادة الحياة.
المرأة السورية أثبتت خلال سني الأزمة التزامها بأسرتها، ومجتمعها، ووطنها وكلي يقين أنها حاكت النجاح الباهر بهذه المهمه.
*سورية الأم:
أراها في اندفاعها الهائل لدرء شراسة الهجوم الذي أغار عليها، وبالرغم من ذلك اكتسبت قوة دفاع هائلة، تجمعت فيها كل خصائصها الايجابية التراثية، مما سيتيح لها القدرة على ضبط إيقاعها والمحافظة على مضمونها لتطلق طاقتها كالفينيق للتحليق عاليا.
*لو كلفت كمسؤولة عن تربية وتنشئة مجموعة من الأطفال ما أولويات عملك ؟
بما أن الأزمة استهدفت الكيان السوري والثقافة السورية بمحتواها من قيم وأخلاق وتآخي لذا سأعمل أولاً:
– إبعاد عقول النشء عن التماس مع مفرزات النوايا العداونية الطائفية منها، والاجتماعية،
– تثبيت الثقافة السورية الوطنية الأصيلة في أذهانهم قولاً وعملاً، مستعينة بعظمة التاريخ السوري، ورقي مكوناته.
*ما يميز المرأة السورية عن غيرها؟
أعطت التجارب التاريخية السورية المرأة خصائص نادرة من قدسية المسؤولية والصبرومنها:
– فضيله الايثار والصبر.
– زودتها بالثقافة الاجتماعية والتربوية السامية.
– قدرتها على توزيع رعايتها بشكل متوازن على محيطها.
– أولتها الاهتمام بأنوثتها وجمالها وأناقتها.
*ماهو الوطن ؟
يعيش فينا ونعيش فيه وهو:
– شجرة تمنح الفيء وتوزع نسغ الحياة على أبناءها.
– جذورها تضم وجودنا الأزلي وفروعها تحتضن حاضرنا ومستقبلنا الآمن.
– هو ليس حالة مادية
– إنه حالة وجدانية لا يختزلها:
– شخص
– أو فكره
– أو شعار.
*كيف تعبرين عن ذاتك الكتابة ؟
في خضم الأحداث الكارثية التي مرّت بنا كرست أدبياتي للـ:
رفض المعلن والواضح والمستنكر لهذه المعطيات المستجدة على مجتمعنا وعقولنا.
– التمسك بأدبيات مجتمعنا وعيشه المشترك ونسيجه الذي تشكّل من آلاف السنين، من ماري للصالحية للرحبة، وحلبية وزلبية وقصري الحير الشرقي والغربي وقلعة جعبر وقلعة حلب وأوغاريت ورأس شمرا وتدمر وبصرى الشام وووو.
* هل لديك موهبة الكتابة الأدبية:
الكتابة منتشرة بعائلتي وبالتحديد، والدتي الشاعرة ابتسام برغوث التي كتبت من وحي معاناتها بمرض والدي وتضحيتها لأجلنا
أما عن نفسي فظروفي المختلفة حرمتني هذه الميزة.