توبة أخرى
منذ الطفولة كنت أرى
في الصّالحين نورا وعنبرا.
وأن الله في الكائنات جليٌّ كأنا..
والأرض مائدة وسكّرا.
لكن الذي أبكاني..
شيخي الذي علّمني الصلاة
وادّعى حكمة
في ألف كتاب وفكّر
أطال بي الدرس
فألغيت أفراحي كلّها
وحين آمنت
أضاف إلى الموعظة خنجرا
وأن الورد
لا يمكن أن يكون إلاّ
شوكا ولونا أحمر
فعتم عن حلوتي الخضراء
ثم مال شيطانا
وران وأفْجر.
فهل يظهر مرة أخرى
لأمحو هالته المزيفه،
وأجعل من عمامته
لعبةً مُدوّرة
فأعود بها إلى براءتي
كي أصلي صلاة الورد
الذي بالرحيق
زان ثم تكاثر.
وأرمي بطول ذراعي
قنابل البارود في وادي
تمادى خرابا
تعطّش بالموت وكثّر.
وأُملي على العابرين
محاضرة أخرى
غير التي شرَحت التوبة
شرحا تفجّر
فأعْلنَ حقدَه على الحياة
وكل العالمين
علنا وفسّر..!
في البداية ظنت أني
صرت صالحا
تُراني من بين المؤمنين
زدتُّ تأخرا
حين عَمَيْتُ عن صراط
سويٍّ مستقيم..
وأخذت دروسا
مغشوشة ومزوّه
ودون أن أدري
شاركت في خطة ضد أهلي
سرّبوها بليلٍ
محبوكةً ومُدبّره.!
عبد الباقي قربوعه /الجزائر. 2018