منذُ طفولتي المُبكِّرةِ كنتُ أشعرُ بالغُربة ،وديعاً كوردةٍ بلا أشواك.التَّنَمُّرُ والعدوانِيَّةُ يَنهمرانِ في أزقةِ القريةِ وساحاتها والحقولِ وأنا فراشةٌ مُحلقةٌ في مساراتٍ مُنخفضةٍ ،أرتطمُ بصخورِ أطفالٍ لم يَتعلموا من محيطهم سوى العدوانِ والأذى الروحي والجسديِّ .لم يكنْ يُسعدني إلَّا وَجهُ جدَّتي وهي تحيكُ <<صينية القشّ>>والوَشمُ الأزرقُ يُعانقُ وَرِيدَها النَّافرَ كَنَهرٍ يَفيض .
كنتُ أتغذَّى بِنهمٍ من أشِعةِ عينيها كَسيَّارةٍ تُسَيَّرُ بعبيرٍ وحُبٍ فقط وكانَ قلبي الشَّاعرُ يَنْمو كَقصيدةِ عِشْق!!
6_7_2018