م: عبد الله احمد
في الحروب المركبة يكون من الصعب كتابة سيناريو واضح للخروج ….ولكن من المهم وضوح الرؤية والحسابات الجيواستراتيجية لتحقيق الاهداف .
مع اتفاق بوتن – اردغان يطرح الكثرين اسئلة مشروعة حول ماهية الاهداف والنتائج ..
– ماذا يعني مفهوم المنطقة المعزولة ومن سوف يستلم اسلحة المجموعات الارهابية
– ما هو وضع ادلب بعد الاتفاق وهل نزع اسلحة المنظمات الارهابية يحولها لحمائم سلام لتكون جزء من مصالحات مستقبلية
– ماذا يعني شرعنة الاتفاق لوجود الاحتلال التركي في الشمال السوري ..
– ماذا بعد كانون الاول 2019 .
– اين الكرد والامريكان من هذا الاتفاق .
للاجابة على هذه التساؤلات لا بد من التوضيح ….
الامريكي يوظف قسد الكردية لاهداف تكتكية من اجل اطالة الازمة ،ومن اجل اعطاء التركي المبرر ليوظف ما يسمى الخطر الكردي لتكون ذريعة لتدخله واحتلاله اجزاء من سورية…اذا التركي والامريكي يلعبان نفس اللعبة ومن اجل تحقيق نفس الاهداف اي تمديد الازمة .
الروسي لا يرغب في مواجهة مباشرة مع الامريكي والتركي لاسباب مختلفة منها المحافظة على المكاسب الذي حققها في المنطقة ، والحفاظ على المصالح الاقتصادية المشتركة مع تركيا التي تعتبر حاجة للطرفين وبالتالي يسعى الى تحقيق اهدافه المتوافقة مع الاهداف السورية من خلال حلول مرحلية تؤدي بالنهاية الى تحرير ادلب باقل الخسائر الممكنة .
الدولة السورية تسعى الى استعادة كافة الاراضي المحتلة وانهاء الارهاب في سورية ، وان كان من الممكن الوصول الى هذا الهدف بدون معركة فذلك يعني مكاسب اكبر للدولة السورية ، اما المجموعات الارهابية وبالاخص النصرة والقاعدة فلن يكون لها مكان في سورية ولا بد من القضاء عليها .
لا مشكلة لدنيا إن كان هذا الاتفاق سيؤدي الى تحقيق الاهداف ، او جعل الوصول الى الهدف اقرب واسهل …الكل يلعب …لكننا نتقن اللعب والحرب ايضا .
صحيح الوجود التركي في سورية هو احتلال ، والتفاوض مع المحتل من خلال وسيط لانهاء الاحتلال هو شيئ مشروع لان الغاية هي انهاء الاحتلال …
علينا الانتظار قليلا ..فقد تحمل الاشهر القادمة تحولات تغير الواقع الحالي باتجاه الحسم …المهم في الامر أنه لا يمكن لتركيا او للولايات المتحدة ان تحقق بالسياسة مالم تستطيع تحقيقه بالحرب …
مع تراكم المؤتمرات واللقاءات والقمم….والاتصالات والتصريحات والحروب النفسية والاعلامية لا بد أن نؤكد أن الحرب قد حسمت وتحرير ما تبقى من أرض "بالحرب او السياسة" هي مسألة وقت .واي سيناريوهات اخرى قد يعدها العدو لن تغير في تلك النتائج بشيء.