أحمد يوسف داود
يامُضيءَ الشُّموعِ أَضىْْ شَمعَةً
فوقَ قَبرِ الغَضَبْ!.
وحدَها الريحُ تُعْوِلُ ياصاحبي..
وسَماءٌ تُدَحرِجُ أكفانَها في المَزاريبِ
ثم تنامُ مُضَرّجَةً بالتّعبْ!.
في الأسرّةِ مَوْتى يُفيقونَ حَولَ مَوائدَ مَنخورةٍ
يَلغَطونَ على إرثِهم بالسُّبابِ ويقتَتِلونَ
فتجمَعُهم كفُّ دُكّانِ خَمرٍ..
إذا مُزجَ الماءُ بالخَمرِ فيها تَجلّى لهم
كنُثارِ الخشَبْ!.
والبُروقُ البَعيدةُ دوّارَةٌ في يدِ الرّيحِ
والريحُ عاصِفةٌ تَتسلّى بغَيمٍ
يرُشُّ صَواعِقَهُ حُرّةً..
فيَطيرُ اللهبْ!.
أفُقٌ حاشِدٌ بالنِّداءِ وهم يَرفعونَ الكُؤوسَ:
غُبارُ كلامٍ يَطيرُ غريباً..
شتائمُ عابرةٌ وأقاويلُ عن لَعنةٍ..
في يدِ المَوتِ كلٌّ يَِرِشُّ رَصاصَ رُؤاهُ..
وليس معَ الكأسِ متّسَعٌ للهرَبْ!.
كلُّهم يتساءَلُ عمّا تبقّى!..
تُجيبُ السماءُ بقََصفِ رُعودِ..
ولا كهرَباءَ تضيءُ لمن يشربونََ..
وصَوتُ الشّتائمِ يعْصِفُ، والليلُ يَمشي ثقيلاً:
على شُرُفاتِ البُيوتِ نَوافذُ مُغلَقةٌ
والمَداخِلُ مَهجورةٌ..
لامَداخَنَ تَلهَثُ..
لم يتركوا شَجَراً واقِفاً في البلِادِ
فمن أينَ يأتي الحَطَبْ؟!.
يجلٍسُ المَوتُ بينَ حِكاياتِهم مُصغِياً
ويئنُّ عَليهِم ولكنّهُ لايغادِرُ!..
يَمضونَ مَيْتاً فمَيْتاً على وَقعِ أقدارِهمْ
دونَ أسئِلةٍ أو عَتَبْ!.
ويظَلُّ رَذاذُ التّمنّي يَطيرُ بَعيداً
كمَنْ قد رأى مارأى..
فانسحَبْ!.