كنت أبحث عن تلك الشجرة
التي خبأت سر الكون
في نسغها
وجعلت من بعض الحروف
مفتاحاً لمعرفة الحكمة
من وجوده
كانت لوحة لا تشبه
باقي اللوحات
لوحة لايمسها الباطل
من خلفها أو أمامها
تعلو عن التشبيه
والتأويل
تتأملها
من النظرة الأولى
تخالها محارة مغلقة
في الليل تراها شجرة
تتناثر أقمارها أزهاراً
ملونة
وعند الفجر ترى فيها
وجه طفل يبتسم
وعند المساء وجه أم
تحتضن طفلها
وربما قبة تغطي الأرض والبحار
بعيدة عن الباطل
يفوح أريج الحق من وهجها
لها دمدمات تشبه
تهويمات الفراشات
وزقزقة عصافير الحب
وتراتيل الكادحين المتعبين
وهم يجرون تعبهم
وثقل أقدامهم
*حمص – حسنة محمود