لا بد من إغارة التكهنات على معاقل التفكر بعيد وقوع الحدث وهذا ما يجذب القارئ إلى تتبع الأراء التي لم تخضع للتحليل في مختبرات العقل العميق حيث لاتنجو الرؤية من التأثر الذي لا يمنح العقول الرؤية الجلية لحقيقة مايجري .
الأمريكي لايحتاج إلى حجة كي يركب الإتهام ضد عبيده المخلصين فهذا تناقض رهيب لايتفق مع الواقعية الأمريكية لكنه يمارس الإبتزاز العالمي لسبب خطير يمس أمنه القومي فهو عندما تعلو رؤوس عبيده من تحت نعاله بحثا عن نعال جديدة وتسلك طرقا إقتصادية لا تنتهي في بنوك واشنطن فإن السيادة المالية الأمريكية خط وجودي و المساس بها أشد خطر على الأمريكي من أي خطر آخر فهو من كفر في أمنه الامريكي المقدس و فجر بنيانه التجاري وقتل الآلاف من شعبه في 11 أيلول وجاء مع مرتزقته وجيوش الغرب والشرق كي يسرق العراق من جبروته الإقتصادي.. إنه الأمريكي الذي يصنع الحجة لو بقتل شعبه.
إن الحقيقة لترجو العقل على المغادرة خارج حدود الإشتباك الضيق في ترجمة الحدث فإن الواقع الذي نشهده مع قضية محمد بن سلمان بخلاف ما يشاع عن الحقيقة فما يفعله الأمريكي ضد محمد بن سلمان سببه الاول وصايا الفريق الإسرائيلي الذي يدعم محمد بن سلمان بالفكر الصهيوني لبقاء قبيلة سعود وإتحادها مع تل أبيب إتحادا وجوديا حيث نرى محمد بن سلمان ينفذ إنقلابا إقتصاديا وسياسيا بدقة أمنية إستراتيجية لم ينفذها مملوك سعودي من ذي قبل ثم أن السعودية ولأول مرة في تاريخ وجودها كمستعمرة أمريكية توظف إقتصادها إستراتيجيا مع حليف إسرائيلي آمن الحماية لمحمد بن سلمان كي يصعد الحلف الإسرائيلي السعودي بسرعة وهو حلف المهزومين في مواجهة ليس فقط المحور المقاوم بل خوفا من سياسة الأمريكان أيضا ليكون الحلف الإسرائيلي حلف الآمان من اللص الأمريكي .فهل الحلف السعودي الإسرائيلي هو حقيقة أم وهم ؟؟
لابد من أن يتساءل العقل عما نتحدث ولهذا سوف نذكر بعض الحقائق التي تقول :
محمد بن سلمان يزور تل أبيب في 2017.( زيارة سرية).
محمد بن سلمان: لإسرائيل الحق بأن يكون لها وطن.
محمد بن سلمان : يوفد أنور عشقي إلى تل أبيب في السر وكما أن أنور عشقي ظهر في العلن.
محمد بن سلمان يقول للكيان الصهيوني : عدونا مشترك .
والأهم من كل هذا عندما نشرت هأرتس للصحفية الصهيونية تسفيا غرينفيلد : محمد بن سلمان زعيم انتظرناه 50 عاما وعزله مدمرا لإسرائيل؟؟ وجب على العقل التفكر عند هذه النقطة التي توجب الوجهة الفكرية على تعديل مسارها في تفسير الأحداث التي تقع بين محمد بن سلمان وترامب.
تيران وصنافير تعطى للسعودية مع ظهور محمد بن سلمان .
مشروع محمد بن سلمان( نيوم ) هو أكبر مشروع سياحي في المنطقة ويشكل بيئة آمان إقتصادية تجاور الكيان الصهيوني .
مؤسس مجموعة فيرجن العالمية يزور السعودية ويتحدث عن سواحل البحر الاحمر مع دعاية لشخص محمد بن سلمان جاءت على لسان ريتشارد برانسون مؤسس مجموعة فيرجن وهذا كله يؤدي إلى تأمين منطقة سياحية إقتصادية آمنة لتل أبيب بالتزامن مع بدء مشروع نيوم ..
السعودية مع ظهور محمد بن سلمان تتبع التتريك الإجتماعي للمجتمع السعودي أي الإنفتاح على شاكلة الإسلام التركي وهذا إستعداد وتهيئة للسعوديين للإمتزاج مع الكيان الصهيوني من أبواب إقتصادية وإجتماعية أولا..
فأين الخاشقجي من كل هذا ؟؟ إنه مجرد كمين محكم لتحجيم ابن سلمان وكبح ثورته في الإستقلال الإقتصادي الأمني وإقصائه عن أدمغة تل أبيب التي تجذبه بعيدا عن الطاعة للأمريكي فحماية تل أبيب أفضل من سيد يمارس إذلالهم في العلن بعد أن كان سرا وكما أن تل أبيب الأقرب جغرافيا وبخاصة هو أن المصير مشترك ..إن تفجير قضية الخاشقجي على منابر الغرب بهذا الشكل الهستيري العالمي يحمل دلالة واحدة تقول : بأن هناك من يحاول أن ينقل طاعته للأمريكي إلى طاعة الغير .أي أن آل سعود إنتفضوا مطالبين بتبديل القيود الحديدية بقيود ذهبية ليكون الإنتقال من حظيرة الكاوبوي إلى حظيرة قتلة الأنبياء..
محمد بن سلمان أول من رد على تصريحات ترامب قائلا إن المملكة تستطيع حماية نفسها ؟ بل وقال أن بلاده موجودة قبل الولايات المتحدة ب 30 سنة ؟ إنه تمرد العبد وقد هدد الإيراني بنقل الحرب إلى إيران وهذا مايرشد العقل إلى أن ابن سلمان لديه حلف قوي مع تل أبيب النووية وبأنه وصل مع تل أبيب إلى أعظم مراحل التحالف الحديدي وهذه ليست قوة عبد بل قوة الآخر الذي أطلعه على قوة مايملك وكيف يتم توظيفها وهذا ما أزعج الأمريكي لأنه يريد أتباعه أن يكونوا شيعا وليس حلفاء كما أن تهديد بن سلمان لإيران يعني إقصاء الذات السعودية عن الأمريكي لأن الأمريكي من يهدد وليس تابعه .
إن سحب القوات الأمريكية لمنظومات باتريوت من البحرين والكويت والأردن سبقت مقتل الخاشقجي وهذا دليل على تحول جذري في الموقف وليس مجرد موقف عابر فما يجري ليس بسبب عناد عبد سعودي فهذا الضغط الهائل على السعودية يشير إلى متغيرات غير عادية والعبد السعودي لن يفعل شيئا دون قوة أخرى تدعمه فهذا الموقف السعودي في مواجهة ترامب لم يولد من العدم ..إن منظومات باتريوت التي سحبت من الأردن والبحرين والكويت تحمي تل أبيب أيضا وليس الخليج فقط . نحن لانتحدث عن نزاع بل عن يقظة إستراتيجية إسرائيلية لصنع محور ينقذها بعد الهزائم الوجودية مع المحور وبخاصة نصر دمشق على أخطر مشروع تفتيت وكذلك كحرب تموز فمن يظن بأن الإسرائيلي ينتظر فناءه دون رد بحجم هزائمه الساحقة لن يستطيع قراءة الحقيقة وقد لايرد الصهيوني بحرب إعتيادية كما العادة بل بإحتضان المنطقة وإستيعابها إسرائيليا كي لاتنحسر إسرائيل خلف الجدر العازلة فإن سقط العدو الصهيوني عسكريا سوف يبدأ بتفعيل الأدمغة الإقتصادية لديه فوحدها أحلاف الإقتصاد من تعد القواعد لقوة إقليمية يبحث عنها كل من العدو الصهيوني وقبيلة سعود فكلاهما خاسر ويجمعهما الخوف من الفناء ففي النهاية إن كيانا نوويا مهزوما بحاجة لأن يبسط وجوده كقطب وقد شاهد في قبيلة سعود المدى الذي يليق بتحصين كيانه من إقتران إيران مع دمشق وحزب الله ..فمن هنا نقرأ بعضا من أقصى أسباب جنون جنرال رجال الأعمال دونالد ترامب فهو تاجر برتبة رئيس قطب ويحارب من يعرقل ربح بضاعته..
اليوم الكل يبحث عن وجوده بعد رحيل قوة أمريكا ففي وجود الأمريكي هزم الصهيوني والسعودي فكيف الحال من دونهماومن تحت أنقاض هذه الحقيقة نهض الحلف الإسرائيلي السعودي بعيدا عن الأمريكي لأن حتى الأمريكي نفسه قد خسر في سورية مع سلاحه الذي لم تظهر له أي قدرة في مواجهة تفوق السلاح الروسي والصواريخ السورية المعدلة سوريا في مواجهة أحدث طائراته التي أسقطت فوق الجولان وغيره ..إن تحويل إغتيال قزم سعودي إلى مقتل مارد حجب في مقتله مجازر اليمن ومادة إعلامية إحتلت منابر الإعلام العالمي ماهي إلا مناجاة للفكر بأن يستنبط الحقيقة فإن الامريكي لم يحارب محمد بن سلمان بجثة الخاشقجي إلا لكي يعود إلى سيرته الأولى أي عبدا له وليس لغيره ..
