لمن_لا_يعرفون
صيدنايا يا عبق التاريخ
صيدنايا لمن لا يعرف ، من أقدم الأماكن المسكونة عبر التاريخ الموغل في القدم.
فقد سكنها الإنسان الاول حيث يتجلى ذلك من خلال الكهوف و المغائر و أماكن عصر العنب و الزيتون.
صيدنايا هي الأصغر في العالم التي تضم اكثر من اربعين مكاناً مقدساً ,حيث يمتد من زمن ما قبل الآرامية الى تاريخنا هذا.
دير مار توما شاهد على ذلك فهو يحتوي على مجموعة من المنشآت الأثرية من العهد الوثني حتى الآرامي وصولاً الى زمننا هذا.
ففي الفترة الوثنية حيث نشاهد معبد الشمس الذي ما يزال قائماً بروعته و نرى أيضاً المدفن المجاور لهذا المعبد و نرى مجموعة من الكهوف المصنوعة بدقة لتأمين احتياجات القاطنين.
من الوثنية إلى الآرامية . حيث سكنها الآراميون و كانت إحدى المناطق الكثيرة في جبال القلمون السورية حيث كان هناك عدة تجمعات منها /بخعة/ /جبعدين/ /معلولا/ ….. الخ
حيث عمل سكانها بالزراعة و الصيد.
و من الآرامية إلى الرومانية حيث كل حضارة تُبنى على سابقتها ..
فقد بنى الرومان معبدهم الخاص بهم ووسعوا الدير القديم و وضعوا سوراً كبيراً ضم المعبدين معاً من المرحلة الرومانية إلى الفترة المسيحية . حيث تحولت هذه المعابد و الأديرة إلى المسيحية و قد سكنها الرهبان داخل و خارج السور , و قد هدم بعضها و شيّد بموادها كنائس جديدة كما هو معبد جوبيتر في دمشق و بعضها حول إلى كنائس .
صيدنايا و دير السيدة الذي يأتي بعد كنيسة القيامة من حيث الأهمية الدينية و هذا الأخر له حكايته.
صيدنايا من العصور الوسطى و حتى أيامنا هذه.
في نهاية القرن الثالث عشر مرّ على المنطقة السلطان بيبرس و عبر إعصار مروره المقوض هدم الكثير من الكنائس و الأديرة .
و أتى أيضاً غزو التتار بزعامة تيمورلنك على ما تبقى من أديرة و كنائس و نهبوا منها و هدموا أخرى , و لكن كان اخطرها الغزو التركي عام 1516 م حيث وجه ضربة قاضية للحياة الرهبانية و النسكية في هذا البلد .
أما في يومنا هذا تنعم صيدنايا بالازدهار و يزورها سنوياً مئات الآلاف من الزوار من كل أطياف المجتمع للتنسك و الزيارة .
جهاد زخور عتريني