رفيف هلال
يُحكى أنه كان في البصرة محدّث يدعى أزهر السمان ، له حلقة درس ، فكان أبو جعفر المنصور يأتي إليها ليستفيد علماً ، فحين قامت الدولة العباسية يحكى أن أزهر السمان هذا توجَّه إلى المنصور ، فرحَّب به وقرّبه وقال له : ما حاجتك ؟
قال : " داري تهدّمت ، وولدي يريد الزواج "
فأمر له المنصور بأحد عشر ألف درهم ، ثم قال له : لا تأتِنا طالباً .وفي العام التالي قدم عليه فرحّب به المنصور ، وقال : ما حاجتك ؟
قال : " جئتُ مسلّماً "
قال : وقع في خلدي أنك لم تجئ مسلّماً ، وإنما جئتَ طالباً ، وأمر له بأحد عشر ألف درهم ، ثم قال له : لا تأتِنا طالباً ولا مسلّماً . لكنه في العام التالي جاءه فرحّب به ، وقال له : ما أقدمك علينا ؟
قال : " جئتُ عائداً "
قال المنصور : بل جئتنا طالباً ، وأمر له بأحد عشر ألف درهم ، ثم قال له : لا تأتِنا طالباً ولا مسلّماً ولا عائداً . وفي العام التالي حضر ، فقال له : ما أقدمك ؟
قال : " دعاء سمعتُك يا أمير المؤمنين تدعو به فجئتُ لأكتبه "
فضحك المنصور وقال : إنه دعاء غير مستجاب ، إذ دعونا به ألا نراك فلم نُستجَب ، وقد أمرنا لك بأحد عشر ألف درهم ، وتعال متى شئت فقد أعيتنا الحيلة فيك .