د. سمير ميخائيل نصير
*- أمام طمع الطاغي الأمريكي وذيله الفرنسي وأحلام الارهابي العثماني الجديد, لإيجاد موطىء قدم طويل الأمد في شمال وشرق سورية عبر غزوها لتقسيمها… لنقرأ سوية عناويناً للبعض من تاريخ سورية…
*- منذ غابر العصور… قدر سورية… أن تأتي للتنعم بخيراتها شعوب مسالمة… وأن يطمع بها ملوك وغزاة وطغاة… وكأن هؤلاء لا تكتمل اركان السلطة عندهم الا بغزو سورية والسيطرة عليها…
*- رغم كل ما حفل به تاريخ سورية من غزوات واحتلالات فقد قامت على أرضها حضارات كثيرة وسكنت فيها شعوب شتى وهي بترتيبها : السومريون, الأكاديون, الكلدان, الكنعانيون, الآراميون, الحثيون, البابليون, الفرس, اليونانيون, الرومان, النبطيون, والصليبيون, ليحتلها العثمانيون فالفرنسيون تحت صيغة الانتداب… ليتحفنا الغرب "الراقي" مؤخرا بحثالة العالم "الارهابيون".
– حفل تاريخ سورية بالكثير من الغزاة الغرباء… ولكنهم هزموا جميعا… فمنهم من عاد الى بلاده مهزوما… ومنهم من كان فناءه على أرضها الطاهرة… ان محطات هذا التاريخ كثيرة.
*- قبل الميلاد… من أهم الغزوات الخارجية…والداخلية (بين الممالك) :
– في القرن /23/ ق.م سرجون الأكادي يغزو مدينتي ماري وايبلا.
– في القرن /16/ ق.م الحثيون يغزون مدينة حلب.
– في الألفية الأولى وقبل الميلاد أيضا, تعرضت سورية لغزوات خارجية وداخلية عديدة, منها : الآشوريون عام 732 ق.م, البابليون عام 539 ق.م, اليونان عام 334 ق.م, وأخيرا الرومان عام 64 ق.م.
*- بعد الميلاد… من أهم الغزوات… وهي في الأعم والأغلب منها خارجية :
– الرومان من جديد عام 395 م.
– الصليبيون عام 1096 م.
– المغول عام 1281 م.
– العثمانيون عام 1516 م.
. الفرنسيون نزلوا جزيرة أرواد عام 1915 ليعلن الشيخ صالح العلي الثورة ضدهم في جبال اللاذقية في شهر كانون الأول عام 1918, وليتصدى لهم الجيش والشعب في معركة ميسلون بقيادة يوسف العظمة في 7-8 آذار عام 1920.
*- ويبدو أن العقل الاستعماري في بدايات القرن الماضي… اكتشف أن الغزو لا طائل منه… فوضع مشاريعا لتقسيم وتفتيت سورية… وهي مشاريع لم تبارح مخيلته الى اليوم…
– ذروة مشروع التقسيم الأول كانت عبر اتفاقية "سايكس بيكو" في أيار عام 1916 بين البريطانيين والفرنسيين والتي :
– قسمت بلاد الشام الى مناطق سيطرة مباشرة وأخرى غير مباشرة لكل من الطرفين المستعمرين.
– احتوت على بندين ملفتين يتوجب التوقف عندهما :
– الأول جعل فلسطين منطقة دولية!!! أي – ولا تفسير آخر – سوى أنه تمهيد لتسليمها للصهاينة.
– الثاني جعل اسكندرون مرفأ دوليا تطبق فيه أنظمة التعامل البحري التركية!!! وأيضا – ولا تفسير آخر – سوى أنه تمهيد لسلخ لواء اسكندرون عن سورية الأم.
*- ذروة مشروع التقسيم الثاني لسورية كانت خلال السنوات الثماني الماضية عبر حرب كونية… هذا المشروع يثبت فشله يوما بعد يوم… اذ عاجلا أو آجلا ليس طويلا سيرحل الأمريكي راكضا وراءه الفرنسي… ولتغدو أحلام العثماني فقاعات جوفاء… اذ كانت كذلك منذ البداية.
*- بالمناسبة, نشر الصحفي الفرنسي George L. Zeter في 22 من الشهر الماضي (تشرين أول) مقالا حول الوجود الفرنسي في شرق سورية تحت عنوان : "الجيش الفرنسي : في الرقة هناك أكثر مما يقال"… وجاء في مقدمة المقال : "تخطط فرنسا لإنشاء قاعدة عسكرية دائمة في الرقة حيث قامت بالفعل بنشر قواتها الخاصة …" بإذن من؟ من البرلمان، لا! من مجلس الشيوخ، لا!. لست متأكدا من أن وزير الخارجية الدمية لو دريان تحدث عن ذلك في مجلس الوزراء يوم الأربعاء. هنالك فقط حقيقة أطماع الأمير ماكرون، الذي يكتفي بأن يكون ملحقا مكملا للجيش الأمريكي في سورية، ليحول الجيش الفرنسي الى قوة احتلال على أرض دولة ذات سيادة!… بالنسبة للأمم المتحدة؟ لا انها أكثر من دمية بلهاء!"
*- سؤال… لابد أنه خطر ببال كل سوري… وبعد أن لقن في تربيته ودراسته نثرات مبعثرة من التاريخ… لماذا (ولماذا كبيرة) لم "نقرأ" في دراستنا عن مناعة سورية المجيدة أمام العواصف منذ الأزل.. أوليس تاريخ سورية موسوعة مذهلة في الحضارة والقوة والمناعة والكرامة… ألا يخلق غرس هذا التاريخ في عقول كل الأجيال المزيد والمزيد من محبة الوطن… فيبتعد كل انحراف نحو تيارات لا منبتا لها على أرضنا… ولكنها آلمتنا وأذتنا كثيرا… وحطمت أحلاما كنا على وشك تحقيقها…
*- أصدقائي… ان محطات تاريخ سورية منذ الأزل والى اليوم… أوسمة شجاعة وفخار وكرامة معلقة على صدر كل سورية وسوري… لا يمكن أن تظل حية وخالدة سورية الوطن والأرض الا بعشق أهلها لها. والعشق الوحيد الذي لا يخلق سوى البسالة في حق الوجود… هو عشق الوطن.